في غار شاهق يقع على الطريق ما بين السماء والأرض
تم اللقاء بين محمد القادم من الأرض حاملاً ضراعتها ،
وبين جبريل القادم من السماء حاملاً رسالتها ودار الحوار :
الملك جبريل : اقرأ .
النبي محمد : ما أنا بقارئ .
الملك جبريل : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ،
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ".
هذه الكلمات
هي بسملة سعادة الإنسان ،
وهي الأشعة الأولى لأنوار القرآن ،
يا لها من براعة استهلال لمقاصد الرسالة
.فمن تحت سن القلم تبعث الأمم ..
ها هنا في قلب الغار اختُصر تاريخ الإنسان ،
فيا له من مكا ن غمر في جوفه ا لزمان .
ولقد تكون بعض الأحداث في التاريخ أكبر من التاريخ نفسه
ويوم حراء أكبر وأخلد من التاريخ .
وأكرِم بيوم تم فيه اللقاء بين أمين الأرض وأمين السماء !
كان العالم كله
في غفلة عن ذلك الرجل الذي يأوي إلى غار حراء
متوحِّداً في سبيل التوحيد ..
وكانت ساعات يرتبط بها تاريخ أحقاب ودهور ،
فلما انقضت مدتها لم يبق في الأرض المعمورة
غافل عن ضيف ذلك الغـــار ،
ولم يبق جاهــل بآثــار تلك الســاعات التي كان يقضيها فيــه
بالليل والنهار
لقد خرج محمد من هذا الغار حقيقة نقية كالسماء الصافية ..
خرج قانوناً من قوانين الله التي تُسيِّر الشمس والقمر ،
وتمسك السماء والأرض ..
حــار فكــري لـســـت أدري مــا أقـــولْ!
أيُّ طُـهــــرٍ ضمّـــــه قلــبُ الــرســــول!
أيُّ نورٍ تــهــتــــدي فــيــــه العـقـــــولْ
أنت مشـكاة الهدى ، أنت نــبراس الوصـولْ
أيُّ مــــدحٍ كان كُــفْـــــواً في المحافـــلْ
يا رســــولاً بــشّـــرتْ فـيــه الرســــائلْ
أي كــــونٍ نــبـــــويٍّ في الشــــــمـائـلْ!
أنت نورٌ .. أنت طهرٌ .. أنت حقٌّ هـَدّ باطلْ
ما يقول الشـعر
لو أثنى وما حيلةُ النثـر أمــام الأنبيــاءْ!
قَدْ رهم جلَّ عن الشــعر
فهل يُكملُ التاريخُ بَدءَ الشعراءْ…
التحيات لله والصلوات والطيبات
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته …
الموضوع الأصلي :
كبر من التاريخ نفسه || الكاتب :
بلسم الروح || المصدر :
شبكة همس الشوق