قصص قصيرة جدا
(أحفاد)
حلقوا كالطيور الرشيقة فوق رأس «جدهم»
هبطوا وقبلوا جبينه ثم طاروا!
شعر الجد بألم الوحدة، استجمع قواه وطار معهم!
(رواية سخيفة)
سألته عن الجديد في عالمه الأدبي؟
صمت لبرهة ثم رفع رأسه بصعوبة وقال:أنهيت الفصل الأخير من روايتي الجديدة، عن الربيع العربي!
غضب مني عندما قلت له: لكن العالم العربي ما زال يعيش في تقلبات الفصل الأول من الربيع!
(نجمة)
على صفحة الفيس بوك، بدت الأسماء والصور أمامه غير واضحة كأنها مطموسة بذرات من الرماد،
لم ير بوضوح غير صورتها المتألقة كنجمة غريقة في عتمة السماء!
(اكتشاف)
قبل أن ينفي خبر الإشاعة عن وفاته تأكد أن أعداد المبتهجين بالخبر فاق تصوره!
تساءل بمرارة مع نفسه:ــ كان بإمكاني ألا أكون سيئا وممقوتا لهذه الدرجة المؤلمة؟!
(هزيمة)
أثناء مطاردته لم يستبعد محاصرته في منعطف ما، تفحص ما تبقى لديه من ذخيرة، تسع رصاصات هن الباقيات، تذكر أن العاشرة أطلقها على كلب مسعور كاد يلتهم إحدى ساقيه!
(صدمة)
صدح شعرا وخرج الجمهور من القاعة، أفاق من إغماءته الشعرية ولم يجد أحدا!
(مصباح)
عندما تتجاوز الشمس منتصف السماء وتقترب من نقطة الغروب،
ينتابني شعور بالهلع من غزوة الظلام، أضغط على أقرب «كبس»
ملصق في الجدار فتضيء المصابيح المعلقة في سقف غرفتي،
أتصفح مجلة قديمة تضم بين صفحاتها صورة
لـ«توماس أديسون» اقترب من صورته وأطبع على جبينه قبلة
كبيرة كتحية لهذا الذي جعل الليل أنسا وعرسا!.