موقف مؤثر حدث أمامي قبل أيام. . !
حبيبتي ..
لا ..
بل حبيبتاي ..!
وعيناي ..
لقد تمنيت أن أكون ممن أنعم الله عليّ بكما ..
حتى أشاهد من حولي ..
وأنظر في خلق ربي ..
وأسير إلى المسجد ..
وأقرأ كتاب الله ..
وأذهب هنا وهناك ..
وأعيش حياتي دون الحاجة إلى أحد ..
فأطالع ..وأتأمل ..
وأشاهد..وأستمتع ..
ولكن ..
لعل هذا ابتلاء من الله ..
لكي يرى صبري واحتسابي وقوة إيماني ..
فيكتب لي الأجر العظيم ..
ويجزيني الجنة ..
هذا لسان حال من فقد البصر ..فصار أعمى لا يبصر من حوله ..أسأل الله أن يجعل جزاءه الجنة..
ومما دعاني إلى كتابة هذا الموضوع..أنني شاهدت موقفاً أثر بي في أحد الأيام الماضية ..
حيث رأيت أحد كبار السن ممن أخذ الله بصره ..قد وفقه الله لدخول المسجد دون الحاجة إلى أحد ..ولكن عندما أراد أن يدخل إلى داخل المسجد لم يهتدي إلى الباب ..فرأيته _وهذا الذي أثر بي _ قد ترك الباب خلفه وذهب إلى الجدار الخلفي للمسجد يضرب به عصاه يبحث عن الباب .....!
حينها تذكرت نعمة البصر التي أنعم الله بها عليّ وعلى الكثير من الناس والحمد لله أسأل الله أن يحفظها ويجعلنا ممن لا يبصر بها إلا ما ينفع ويرضي ربنا .. والتي هي من النعم العظيمة التي لا يقدرها إلا من فقدها أو من أصيب في عينيه أو في أحدهما بشيء لا قدر الله ..
ولو أجرى أحدنا اختباراً سريعا على نفسه بأن أغمض عينيه لدقائق ثم ذهب يتحسس هنا وهناك ..فتعثر .. ! وسقط ..! واصطدم ..! لشعر بقيمة هذه النعمة العظيمة ..!
همسة ..
= من شكر هذه النعمة غض البصر وامتثال قول الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) وقوله تعالى ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) لذلك من الواجب أن نجاهد أنفسنا على غض أبصارنا ولنتذكر أن الله قادر على أن يسلب هذه النعمة في أي وقت وخصوصا عندما لا نمتثل لأمره وذلك بإطلاق أبصارنا هنا وهناك وخاصة أمام النت عندما يكون الإنسان وحده !
= بشرى لمن فقد بصره : فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ) يُرِيدُ عَيْنَيْهِ . روه البخاري. وكم هم الذين فقدوا أبصارهم فصاروا قادة للمبصرين بل من العظماء ممن فقدوا أبصارهم وعوضهم الله بقوة البصيرة وما خبر المشايخ عنا ببعيد أمثال ابن إبراهيم وابن حميد وابن باز رحمهم الله والشيخ المفتي ال الشيخ وفقه الله وغيرهم الكثير ..
أسأل الله أن يجعل هذا الموضوع تذكرة لي ولمن يقرأ هذه السطور في تذكر هذه النعمة وشكرها ومجاهدة النفس في أن لا نرى بها إلا ما يرضي ربنا ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم