الحياة قصيرة وإن طالت ، لا تنتظر أن تعيشها بسعادة ، فالحياة أعظم من أن تخطّ فيها الكتب أو أن تعبّر عنها الكلمات
كلّ مؤمن مطالب بأن يمرّ بلحظات صعبة في حياته ، لحظات ينكسر فيها قلبه وتدمع فيها عينه و تلفّه الكآبه وتغمّه الكرب ...تختلف هذه المشاكل من شخص إلى آخر .. لا تنتظر أن تبتسم لك الحياة دائما .. لا بدّ أن تكشّر لك يوما حتّى تشمّر عن ساعديك وتسعى فيها .. فما طعم الحياة إن لم تعتريك العثرات ؟؟ ... ولكن لا تيأس من تكشيره الحياة لك .. عليك أن تنهض وتقاوم وتتغلّب على أتعابك .. عليك أن تواصل المشوار رغم كلّ الاعباء التّي تحملها فوق ظهرك .. عليك أن تبتسم وقلبك يتمزّق ألما .. ولكن ....
كيف لك أن تجعل من هذه الأتراح أفرحا ؟؟؟
كيف لك ان تبتسم وأنت تحت وقع العذاب ؟؟
كيف لك أن تضحك و أنت أسير الأحزان ؟؟
عليك ان تنظر دائما إلى الجانب المشرق فيها . ويتساءل سائل .. وهل في الحزن جانب مشرق ؟؟ ... نعم ... بل جوانب مشرقة
أوّلا : إنّ ما يصيبك هو ابتلاء من الله عزّ وجلّ . والله إذا ما أحبّ عبدا إبتلاه . و درجة الإبتلاء تكون على قدر درجة الإيمان ..فكيف لك ان تحزن وقد عرفت أنّ خالق الكون ، أنّ الواحد الأحد يحبّك .... وهل يتمنّى المرء في هذه الدّنيا غير حبّ الله له ؟؟
ثانيا : إنّ كلّ ما يصيبك يسجّل في كتاب لا يفنى ولا ينسى ، والإبتلاء دعوة إلى الصّبر ، والصّبر أجره عظيم : " اولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة .. و أولئك هم المهتدون " ... لعلّك ستتمنّى دوام كربك حتّى يزيد أجرك . فأي السّعادة تفضّل ؟؟ سعادة في دنيا فانية ؟ أم سعادة في آخرة لا تزول ولا تفنى ؟
ثالثا : الأحزان والكرب تجعلك تتقرّب إلى الله اكثر ، فتجعلك تستشعر وجوده معك أكثر ـ تدعوه فيستجيب لك ، تكلّمه فيسمعك ويجيبك .. وهل ستسمع انت كلام الله؟ نحن لا نسمع كلامه ولكنّنا نحسّه .. كلّم الله وستعرف كيف أنّه سيسمعك ، وهو السّميع البصير العليم .. لماذا لا تشكي له ؟ لماذا لا تسأله أن يفرّج عنك ؟ لماذا لا تستشيره في أمور دينك ودنياك . ؟؟ ..فقط تكلّم .. فضفض .. وستأتيك الإجابة وهي : ستشعر بوجود الله يغمرك ، ستشعر به بجوارك ، في غرفتك ، بل معك ، بل في داخلك
رابعا : المشاكل التّي تصيبه هي اختبار نفسيّ لك ، إختبار لمدى قوّة تحمّلك وقوّة صبرك وكيّفيّة تصرّفك وتعاملك مع عثرات الحياة
إذن إعلم أن المشاكل لا بدّ منها ، بل بدونها لا تكتمل الحياة ، آنظر دائما إلى الجانب المشرق فيها فأوّلها حبّ الله لك ، و أوسطها ..صبر وتوكّل وآخرها جنّة ... وفي هذه الطّريق إختبار لك .. عليك أن تخرج منه ناجحا بإذن الله