قصة الإمام الشافعي :
كان الإمام الشافعي سريع الحفظ ولكن حدثت معه حادثه صغيره
وذلك عندما كان طالب علم جاء إلى شيخه الذي يسمى ((وكيع)) فقال له :
يا شيخ لم اعد أحفظ بسرعة
ولم اعرف السبب
فقال له الشيخ :لابد انك ارتكبت ذنبا ما فراجِع نفسك
فرجع الإمام الشافعي إلى نفسه ليتذكر أي ذنب أذنب
فتذكر انه ذات مره رأى عن غير قصد امرأة تركب دابتها فانكشف جزء من ساقها
( يقال انه كعب القدم )
فنظر نظره عابره وبعدها أدار وجهه غاضاً لبصره
فذكر ذلك الموقف لشيخه فقال له : هذه هي العلة ولا شك
فانشد الامام قائلا:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي
فأرشدني إلى تــــــــرك المعاصي
وقــــال لي إن العلــــــــــم نور
ونـــــــــــور الله لا يُهدى لعاصي
هذا هو الإمام الشافعي التقي الورع
رأى قدم امرأة لا تحل له فيسمي نفسه عاصيا وينسى ما يقرأ
فما بالك بالذين يذهبون يوميا إلى التكحل في أجساد الفاتنات في الشارع
وعلى التلفاز
كثير منا للأسف ذاق لذة المعصية في غفلة أصابت قلبه
و كثير منا قد من الله عليه باستشعار لذة الطاعة و الأنس بالله
و لكن هل جربت هذة اللذة ؟؟
لذة ترك المعاصي
كلنا نعلم ان عصرنا هذا مليء بالفتن
بل اكاد أجزم ان كل دقيقة تمر علينا بها من الفتن ما يختبر بها الله عبده المؤمن
فإذا عرضت عليك المعصية و الفتن فاستشعر هذة اللذة
لذة ترك المعاصي
و كأن لسان حالك يصرخ و يقول
يا ربي انت تعلم أن لهذة المعصية لذة عاجلة و لكني تركتها لك وحدك
فلا أحد يراني إلا أنت ، و لا يطلع علي أحد إلا أنت
يارب طهر قلبي ، افتح لي أبواب رحمتك ، اغفر لي
ليس لي الا انت ، لقد أتعبتني ذنوبي ، لقد أبعدتني عنك ذنوبي
سئمت البعد عنك ، أريد القرب منك
اريدك انت وحدك ، لا أريد إلا رضاك
فوالله الذي لا اله الا هو سيقذف الله في قلبك نورا و طمأنينة و لذة
لا تعادلها لذة اخري كنت تفكر في الحصول عليها بالمعصية
كيف اصل اليها ؟
* تذكر : إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية !!
ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك
فهما بحاجة الي لجام شديد لكي تسيطر عليهما
* تذكر : أتعصى الله وترجو رحمته
أفتعصي اللهَ وترجُو جنتَه، وتذكرَ أنك إلى اللهِ قادم
فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل، ولا يظلمُ ربك أحدا
* تذكر :كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا
وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين
وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة
ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل:
ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم
فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء
لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي:
"قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟ "
* تذكر :مراقبة الله إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله
فإن لم ترجع فذكرها بالرجال
فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم الناس
فإن لم ترجع فاعلم أنك في تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان
* تذكر :أقوال السلف في المعاصي
قال ابن عباس : إن للسيئة سواداً في الوجه
وظلمة في القلب
ووهناً ونقصاً في الرزق
وبغضة في قلوب الخلق
وقال الفضيل بن عياض :
بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله
وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله
وقال الإمام أحمد : سمعت بلال بن سعيد يقول :
لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت
وقال يحيى بن معاذ الرازي : عجبت من رجل يقول فى دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء
ثم هو يشمت بنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك ؟
قال : يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو
قال أحد الصالحين : ركَب اللهُ الملائكةَ من عقل بلا شهوة
وركَب البهائم من شهوة بلا عقل
وركَب ابن آدم من كليهما
فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة
ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم.
* وأخيرا: عليك بالدعاء فهو سبيل الراغبين، ووسيلة الطالبين
الشفيع الذي لا يرد، والسهم الذي لا يطيش..
فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا..
فارفع يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة
مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله
ولا يرد سائله أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك
فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه..
وفي المسند: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين". |