كثيرا جدا ما نقبع او نسجن في جزئية معينة من حياتنا دون ادراك منا
فنجد اننا صببنا كل اهتمامنا عليها
اعطيناها كل ما نملك من وقت وجهد وتفكير وتخطيط وحلول
ونكتشف فجاة انه فاتنا الكثير ، الكثير جدا
ثم ما نلبث ان نتذكر او نعرف حتى ننسى بنفس السرعة ونستمر في فعل نفس الشيء
لكن مالا نعمله هو ان اهتمامنا ببعض الاشياء وتجالهنا للاخرى
يؤخرنا كثيرا ، يقف عائقـا بيننا وبين الخطوة القادمة
لا شك اننا نتقدم
لكن كيف هو شكل تقدمنا
نتقدم خطوة
ونرجع عشر خطوات من النجاح المؤكد
لا نحس بذلك لاننا غير واعين بما نفعله
ولان معظمنا يعيش بتلك الطريقة فنحن لا نلاحظ الفرق
دائما نوهم انفسنا باننا سنقوم باصلاح بعض الامور
ونظل نؤجلها الى ان نستفيق على صوت يصرخ فينا بشدة
تتقدمون خطوة وترجعون عشرا
فنتفاجا وننكر ، لا انظر الى حالنا اليوم ايها الصوت
لقد تقدمنا كثيرا ، اين كنا واين اصبحنا
فيصرخ الصوت في وجهك مجددا
بلى لقد كنت قادرا على التقدم اكثر ـ بل كانت لديك الفرصة لتكون افضل حالا من اليوم بعشر مراحل
فتسكت لتفكر قليلا ولتبدوا علامات الاستغراب والاستعجاب على وجهك وكانك تقول للصوت لم افهم عفو ؟؟
ثم تحرك كتفيك اشارة الى عدم اهمية الموضوع وتهم بالرحيل
لكن الصوت يعود مجددا، لكن هذه المرة اقوى واصلب واكثر جدية
يامرك بالوقوف
ثم ياتي بشيء ما كنت تركز عليه كثيرا في حياتك طوال العمر السابق
فيقول لك
هل تذكر ، لقد كنت تتساءل دائما لماذا ابني فلان انسان غير سوي
فتتعجب وما دخل هذا بذاك
فيهزك قائلا اصمت ، الا تتذكر ، يوم كان الاباء بجانب ابنائهم يرعونهم ويلبون طلباتهم المعنوية
كنت انت تكد وتشقى لكن بشكل مفرط لتلبي طلباتهم المادية
يوم كان الاباء يتابعون ابناءهم في المدارس والشارع ومع الاصحاب
انت كنت تشتري لهم احسن السيارات وتضعهم في اغلى واحسن مدارس الدولة
يوم كان الازواج يحلون مشاكلهم مع بعضهم البعض ليواجهوا الحياة
انت كنت تضع كل اللوم على زوجتك وتخبرها انها هي من افسدت ابناءك بدلالها لهم
لقد تجاوزت كل شيء وركزت فقط ، فقط لا غير على عملك ومنصبك
هل ترى اين هو الخلل
فتقف عاجزا عن الرد
وتسترجع كل ذكرياتك
فعلا الصوت محق
وقس على هذا النموذج كل شيء في الحياة
لا تتقدم خطوة وترجع عشرة الى الخلف
رتب اولوياتك ولتعط لذي كل حق حقه
لا تركز على شيء معين
بل اعط الاهتمام للكل ولكل شيء
فالحياة احتياج متبادل وعطاء متبادل |