شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

#1 29 - 3 - 2014, 06:49 PM

اسيدة المدينه كيف احكي

لامية الحقيقة
شعر \ أحمد بن عبدالله التيهاني

أَسيَّدةَ المدينة كيف أحكــــــــــــــي
غراماً مثلَ إِشْراقِ الَّليالـــــــــــي ؟

غَرِيْبَ الخَلْقِ كالوهَجِ المدمَّــــــــــى
بأَنيابِ التَشَرُّدِ والنَّكَـــــــــــــــــال

ِ تؤجّجُه حكاياتُ الرَّوابـــــــــــــــي
عن الأفعالِ في عَهْدِ الفِعَــــــــــــال

ِ * * *

أَسَيدةَ المدينةِ .. ذاك عِشْـــــــــــــقٌ
عسيريُّ التعلّقِ والخِصَـــــــــــــــال

ِ به تختالُ نَزْواتُ الصَّبَايَـــــــــــــــــا
وتسكنُ صَدْرَهُ فِتَنُ الـــــــــــــدَّلال

ِ * * *

أَسيدة المدينةِ إن أســــــــــــــــاءت
ْ شِفَاهُ الحرْفِ تقبيلَ المَقَـــــــــــــال

ِ فإنَّ صنائعَ الأَوراقِ تأبــــــــــــــــى
مسايرةَ الشُّعورِ إلى الكمــــــــــــال

ِ إليك روايةَ الحبِّ الموشّـــــــــــــــى
بإكْليلٍ من الهِمَم العوالــــــــــــــي

* * *

مزجتُ الصُّبحَ فيها بالليالــــــــــــي
لأَشْرَبَهـــــــــــا مكانـــــــا

ً كالزُّلالِ وكنتُ إذا أَضاءَ السَّفْحَ بَـــــــــــدْرٌ
أرَدِّدُ داعياً نَصَّ ابتهَــــــــــــــــــالي

دعاءً استَفِزُّ به طُمُوحــــــــــــــــــاً
يكبّلُهُ الخنوع فلا يُبَالــــــــــــــــي

فهل يكفي الطُّمُوحَ نداءُ أبهـــــــا ؟
وهل يُدْنيه إمعانُ السّــــــــــــؤالِ ؟

أبعْدَ تراشفِ الأحلامِ عَهْــــــــــــــدٌ
أكونُ به شُمُوخاً كالجِبَــــــــــــالِ ؟

سألتُ " الشثَّ " والغُدْرانَ حتّـــــى
عرفْتُ العزْمَ درباً للمعالــــــــــــي

لثمتُ عيونَ إصراري وأبهــــــــــــا
وأُخرى وجْهُها عينُ الخيـــــــــــــال

ِ تُؤَمِّلُ أنْ أكون بها جديــــــــــــــراً
فتدفعُني إلى عَصْرِ الرِّجـــــــــــالِ

وكانت تستميتُ لكي ترانـــــــــــي
نجاحاً صافِعاً وجْهَ المُحــــــــــــــال

ِ تباركُ دُلْجتي وتُحيلُ ليلـــــــــــــــي
صباحـــــاً أبْهَويّـــــــــــــاً

كالدَّلاَلِ وتَشْفي إن أصاب الجِــــــــــــدَّ
داءٌ بكَفِّ الطّهْرِ جُرْحي واعتلالـــــــي

فصِرْتُ إذا أضاعَ الحِسَّ دَهْـــــــــرٌ
ألوذُ بطيفها عفَّ المَنَــــــــــــــــــالِ

لأَرشِفَ عينَها كالوهْمِ حُبَّـــــــــــــا
ً يقرِّب بُعْدَها وهمُ الوِصــــــــــــــال

ِ هنا .. وبِها يكونُ العزْمُ فِعْــــــــــل
اً يزيحُ سوادَ أَستارِ الليالـــــــــــــــي

* * *

أَسيّدَةَ المدينةِ جَاءَ جـــــــــــــــــدِّي
عجولاً لا يضاهيه احتِمالـــــــــــي

ولكنَّ المكانَ هنا عَجُــــــــــــــــولٌ
إلى روضٍ عسيريِّ الظِّــــــــــــــلال

ِ أسابقُ نحوه خَطْوَ الثوانــــــــــــــــي
وضوضاءَ ادعاءاتِ الرِّمَـــــــــــــالِ

وأكشفُ سِتْرَ وجه القُبحِ حَتّــــــــى
يُرَدِّدَ عِرْيُهُ نَصَّ ابتهالــــــــــــــــي

خُضُوعاً للشوامخِ والمعانـــــــــــــي
وطوعاً تَحْتَ إمعانِ الســـــــــؤالِ :

أبعدَ تراشُقِ الأيَّام زَهْــــــــــــــــــو
ٌ يزيلُ ضبابَ أيامٍ خوالـــــــــــــي ؟

ليُشْرِقَ في النفوسِ ضبابُ أبهــــــــا
كإشراق القصيدةِ بالجمــــــــــــال

ِ * * *

أَسيّدةَ المدينةِ لَسْــــــــــــــتُ أروي
غرامي .. إنَّهُ فوقَ احتمالــــــــــي

الموضوع الأصلي : اسيدة المدينه كيف احكي || الكاتب : سجات التهاويل || المصدر : شبكة همس الشوق