المتدينــــــة بين الإلتزام والتفــــريط
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده . و بعد :
إن التدين لا يمكن أن يكون تدينا مرضيا حتى يكون لله عز وجل
فمن المؤلم و المؤسف أن نجد ملتزمة
عليها هالــــــــــــــــة الإلتــــــــزام، لكن يناقض
قولها فعلها و وصفها حالها أو نجدها شعلة
في عمل الخيرثم أودى بهــــــــــا الفتور إ لى الخمول
و الكسل.
فالملتزمـــــــــة يجب عليها
أن تكون ذات تدين يؤثر عليها في سلوكها و أخلاقها
كشجرة الأترج ريحهــــــــــا طيب وطعمها طيب و زهرتهــــــــــــــــــــا جميلة .
إن الملتزمة هي التي تخاف الله عز و جل
في جميع تصرفاتها، تخافه
في أُمور العبادات فتحافظ عليها في أوقاتها .
تخاف الله عز و جل في أخلاقها
فهي متخلقة بأخلاق الإسلام,
إنها الرقيقة في تعاطفها مع الآخرين فلا تظلم
أحدا و لا تسيء لأحد،
و لا تغتاب و لا تزرع الوشايات بل
طريقها إلى الوضوح أقرب،
تحب للآخرين ما تحب لنفسها .
فالإلتزام سلوك ظاهره الخُلق الذي دعى له رسول الله
صلى الله عليه و سلم بقوله:
(إنما بُعثت لأتمــــــــــــــــــم مكارم الأخلاق).
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن باز
- المصدر: مجموع فتاوى ابن باز
- الصفحة أو الرقم: 215/2
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
و إليك يا أُختاه بعض مواقف لنساء
تربين على التدين والإلتزام الصحيح :
فهذاالهيثم بن جماز، قال:
كانت لي امرأة لا تنام الليل
و كنت لا أصبر معها على السهر،
فكنت إذا أطلت النوم ترش الماء و تنبهني برجلها،
و تقول: أما تستحي من الله ,
إلى كم هذا الغطيط قال: فوالله
إن كنت لأستحي مما تصنع
(أي من تعظيــــــــــــــم قدرالصـــــــــــــلاة
والقيـــــــــام و العبادة) .
و هذا عبد الله بن رواحة بكت إمرأته
فقال لها ما يبكيك:
قالت بكيت لبكائك قال :
(إني قد علمت أني وارد النارما أدري أناج منها أم لا) .
فالملتزمة هي التي تتصف بطيب
عملها وأخلاقها.
قال الله تعالى في شأنهن:
(مسلمات مؤمنات قــانتات تائبات
عابـــــــــدات سائحات)
بقلم الشيخ
(عيسى بن إبراهيم الدرويش)