كفكف دموعك للشاعر المصري ( مصطفي الجزار )
كفكف دموعك وانسحب يا عنترة
فعيون عبلة اصبحت مستعمرة
لاترج بسمة ثغرها يوما
فقد سقطت من العقد الثمين الجوهرة
قبل سيوف الغاصبين ليصفحو
واخفض جناح الخزي وارجو المعذرة
ولتبتلع ابيات فخرك صامتا
فالشعر في عصر القتابل ثرثرة
والسيف في وجه البنادق عاجزا
فقد الهوية والقوي والسيطرة
فاجمع مفاخرك القديمة كلها
واجعل لها من قاع صدرك مقبرة
وابعث لعبلة في العراق تاسفا
وابعث لها في القدس قبل الغرغره
واكتب لها ما كنت تكتبه لها
تحت الظلال وفي الليالي المقمرة
يادار عبلة في العراق تكلمي
هل اصبحت جنات بابل مقفرة
هل نهر عبلة تستباح مياهه
وكلاب امريكا تدنس كوثره
يا فارس البيداء صرت فريسة
عبدا ذليلا اسودا ما احقره
متطرفا متخلفا ومخالفا
نسبو لك الارهاب صرت معسكره
عبس تخلت عنك هذا دابهم
حمرا لعمرك كلها مستنفرة
في الجاهلية كنت وحدك قادرا
ان تهزم الجيش العظيم وتاسره
لن تستطيع الان وحدك قهره
فالزحف موج والقنابل ممطرة
وحصانك العربي ضاع صهيله
بين الدوي وبين صرخة مجبرة
هلا سالت الخيل يا ابنت مالك
كيف الصمود واين اين المقدرة
هذا الحصان يري المدافع حوله
متاهبات والقذائف مشهرة
لو كان يدري ما المحاورة لاشتكي
ولصاح في وجه القطيع وحذره
يا ويح عبس سلمو اعدائهم
مفتاح خيمتهم ومدو القنطرة
فاتي العدو مسلحا بشقاقهم
ونفاقهم واقام فيهم منبره
ذاقو وبال ركوعهم وخنوعهم
فالعيش مر والهزائم منكره
هذي يد الاوطان تجزي اهلها
من يقترف في حقها شرا يره
ضاعت عبيلة والنياق ودارها
لم يبق بعدها شيئا كي نخسره
فدعو ضمير العرب يرقد سا كنا
في قبره وادعو له بالمغفرة
عجز الكلام عن الكلام وريشتي
لم تبقي دمعا او دما في المحبرة
وعيون عبلة لا تزال دموعها
تترقب الجسر البعيد كي تعبره .
قصيدة رائعة بحق
تعبر عن ما ال اليه الوضع العربي
قشكرا لهذا الشاعر الرائع مصطفي الجزار
تحياتي