يــا أيتها النفـــــس .. مالك ..؟
طولت آمالك .. وأهملت أعمالك .. ونسيت أجلك ومآلك ..!
هلا تأملت حالك .. ؟!...يا نفـــــــــس ..
الآن .. الآن ..
يكفى ما كان من عصيان يانفــس ..
إكتفي بالزاد .. ودعي العناد .. واستعدي ليوم المعاد ..
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
إليكِ يا نفسي ..
اسطر لك كلماتي هذهِ..
كم عانيت منك ..
كم جلبتي لي الحزن والهم وعيشة الضنك ..
يا نفس الى متى يا نفس ..
أهلكتني بالمعصية ..
واتعبتني بالخطيئة ..
اما تكتفين وتشبعين من الدنيا وزخرفها ..
لا تركنن الى الدنيـا وزخرفها ..
فأنت من عاجل الدنيا سترتحل ..
أصبحت ترجو غداً يأتي وبعد غدِ ..
وكل يوم مضى يدني من الاجل..
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
الى متى ستعصين الله
والى متى وانتي نفسُ غافله لاهيه معرضه
اتعتقدين انك بعرضك ولهوك وغفلتك عن الله عز وجل
ستجدين سعادتك ولذتك وفرحك
لا وألف لا
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
كل من عليها فان ..
ايفرح المرء ويتلذذ ويسعد في دنيا فانية حقيرة ..؟؟!!
ايسعد الإنسان بالشيًئ فاني..؟؟
ايفرح الإنسان بفرح قصير وبعده هم وحزن؟؟
أيتلذذ الإنسان بالمعصية الزائلة..وباللذة الفانية..؟؟
لا والله اني اعلم بك يا نفس ..
انك لا ترضين بلذة فانيه ..ودينا فانيه
لان العاقل لا يجتهد ولا يسعى ولا يعطي شيئا من جهده وعمله لشيئاًَ فان
بل يطمـع بالتأكيد بشيئا باقٍِ
اذا اجتهدي وكافحي يا نفس لشيء تجدين ثمرة حصااده وتعبه
الدنيا زائله..وزخرفها وملذاتها وفتنها وكل شي فيها فان
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
حتى انتِ يا نفس ..
حتى انتِ يا نفس ستفنين وستموتين
وماذا ورثت ٍ وماذا حصدتٍ وماذا فعلتٍ وماذا عملتٍ لما بعد موتك...؟؟
يا نفس انك غاليه علي والله
فبك ومن خلالك وبعملك
تحددين شقائي وتعاستي ام فرحي وسعادتي
بك يا نفس...ادخـل نار تلظى
وبك يا نفس... ادخل جنه عرضها السموات والأرض
توبي يا نفسي توبي..قبل ان لا تستطيعي ان تتوبي
اذا كفي عن المعاصي والهوى واللهو
فلن تجدي طعم الراحة الحقيقة الا في كنف الإيمان وذكر الرحمن
انك تعلمين ان المعصية تورثك هما وحزنا وغما ومعيشه ضنكا كما قال جل في علاه
{ ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا }
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
إقبلي الى الله عز وجل
وكفاك لهوا وعصيانا ..كفى يا نفس ما كان..
كفاك هوى وعصيانا ..
اني أناديك..اني أرجوك...الى الرجوع الى الله عز وجل..
فقد آن الأوان..فأقبلي بتوبتك وبهمتك وبطاعتك...الى الغفور الرحيم..
لقد آن رجوعـــك...لقد آن رجوعك...
يآ نفسي .. كفى ما كان من عصيان
وفي الخاتمة ..
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب...
فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً...
اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. منقول |