الإحسان سهم يصل للقلوب المغلقة
دعانا ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم إلي الإحسان إذا كان أمرنا
يالإحسا ن إلي الحيوان
فما بالك بالانسان
ففيه مغفرة للذنوب وتعظم يها الأجور
وها هو المثال امامنا
عن سمي مولى أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا ، فنزل فيها ، فشرب ، وخرج
، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل :
لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني ، فنزل البئر
فملأ خفه ، ثم أمسكه بفيه حتى رقي [ ص: 310 ]
فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ، فقالوا :
يا رسول الله !
وإن لنا في البهائم لأجرا ؟
فقال : " في كل ذات كبد رطبة أجر " .
فالقول الحسن والأفعال الحسنة تصنع المعجزات فهي سهم يصل إالب القلوب المغلقة
بسمَّ الله الرحمَّن الرحيِّم
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ .
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
فالإحسان هو روح الإسلام وكمال الدين
فالإحسان حتى يكون مع المذنبين والمخطئين
فالله سبحانه وتعالي أباح الإحسان للكافرين غير المحاربين والبر بهم قولا وعملاً....
تأليفا لقلوبهم وترغيبا لهم بالإسلام فكيف بالمسلمين المذنبين والمخطئين طالما موحدين
وها هو مثال يوضح لنا مدى تسامح
الرسول عليه الصلاة والسلام
عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
بَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ،
فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ،
فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ :
" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟" .
فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ !
إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ .
فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ :
" لَهُ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟ " .
قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ !
فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ:
" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟ " .
فَقَالَك عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ !
فَقَالَ : " أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ " ..
فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ
فَقَالَ:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ !
يَا مُحَمَّدُ !
وَاللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى الأرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ
وَجْهُكَ
أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ،
فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ،
فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ.
وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ ، فَمَاذَا تَرَى ؟
فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ
مَكَّةَ، قَالَ لَهُ قَائِلٌ : صَبَوْتَ ؟ !
قَالَ : لا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
وَلا، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ البخاري : 4024]
فعلينا جميعا بالإحسان
فالإحسان سهم يصل للقلوب المغلقة