أشهر من أمسك في يده فانوساً كان فيلسوف يوناني قديم اسمه ديوجين لارسي
وهو لم يدخل التاريخ لأنه أمسك فانوساً..
فالكثير أمسكوه وصنعوه وتحركوا في ضوئه
ولكن لأنه أمسك الفانوس في وضح النهار
وكان الناس ينظرون إليه ويضحكون
كيف أن رجلاً عاقلاً حكيماً مثله يمسك فانوساً في ضوء الشمس؟!
وكأن نور الشمس لا يكفي للبحث عما يريده
ولما سألوه: عن ماذا تبحث؟
كان جوابه المشهور والذي لا يزال حكيماً:
" إنني أبحث عن إنسان.."
إنه لا يبحث عن إنسان"لحم ودم أو جسم".. فما أكثرهم.!! وفي زمانه كانوا بعشرات الملايين وفي زماننا بألوف الملايين..
ولكنه يبحث عن القيم الإنسانية ,,
الخير الخالص والحب الصادق والجمال الصافي والعدل المطلق
إن هذه القيم لم تعد موجودة بين الكثير من الناس..
وإنما نحن نجد أناساً قد تحولوا إلى حيوانات أخرى: جبناء أو مصاصي دماء أو جشعين أو مغرورين أو كذابين أو أنانيين!
إنهم يمشون على ساقين ويتكلمون لأنهم بشر..
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ((هل كل إنسان هو إنسان حقاً..؟؟))
أي: يكفي أن يكون الإنسان ناطقاً لتتجسد فيه كل قيم الإنسانية؟
إن واحداً فقط هو الذي تنطبق عليه هذه الصفة: إنه الطفل..
فهو الإنسانية الصافية الخالصة..ولكنه الإنسانية الخرساء..
إن الطفل قطعة لحم إنسانية، فلا هو قادر على العطاء أو على التعبير أو التغيير..
وكل إنسان يحمل في يده أو في عقله أو في قلبه فانوسه الخاص الذي يبحث به وفي ضوئه عن المُثٌل العليا التي يحلم بها ويستريح لها..
وقد يعيش الإنسان ويموت دون أن يجد ما يبحث عنه!
وصيام شهر رمضان فيه يخلو الإنسان إلى الإنسان لعله يهتدي إلى هذه المعاني
فيخلو فيه إلى نفسه لعله يجد نفسه أو يجد غيره
وليس كل الناس سعداء لدرجة أن يجدوا بسهولة ما يريدون.
وإنما الذي يخفف عن الإنسان أنه ينشغل تماما بالبحث عن الطعام والمركز والبيت وينسى في الزحام أنه لم يجد نفسه ولم يجد غيره..
ويمضي العمر ويذبل ضوء الفانوس.. بل والفانوس نفسه
وقد لا يجد الإنسان أحدا أو شيئا.
إلا من هدى الله.. وما الهدى والهداية إلا من عند الله! |
آخر تعديل علياء يوم
18 - 7 - 2014 في 06:43 PM.