عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 04:23 AM   #35


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ دعــــاء ]

نزلت مع أميرة وعـادل .. ووصلنا إلى الصالة .. حيث كان والدي جالس .. وزوجاته الثلاث .. وبجانبه امرأة .. مهلا .. أليس هذه !

تقدمت منهم .. أقصد منها .. وقلت لها بذهول : معلمة سـارة ؟

تبسمت لي .. ونهضت واقفة .. مدت يدها لي : هلا دعــاء ..

بصعوبة وضعت كفي بكفها وصافحتها : هلا ..

ليقول والدي وهو يبتسم : زين انج تعرفينها .. ( التفت لأميرة وعـادل الواقفين ) تعالو سلمو على العـروس ..

زاد استغرابي .. وتعجبي وقلت : عروس ؟

تبسم والدي مرة أخرى : أيوة .. أنا مناديكم .. علشان أعرفكم على زوجتي الجديدة .. ســـارة ..

أغمضت عيناي .. وفتحتهما ثانية أستوعب ما يقول .. منذ سنتين لم يتزوج .. ورفعت بصري لها فرأيتها تنكس رأسها بخجل .. أدرت وجهي لأميـرة وعـادل .. فرأيتها غارقين بالصدمة .. لكنهما سرعان ما تقدموا منها .. وسلمو عليها .. وباركو للعروسيــــــن !

جلسنا على ذات المقعـــد أنا وأميرة وعـادل .. والتفت لوالدتي فرأيتها تبتسم .. أما بدرية .. فهي آخر زوجات أبي .. فرأيتها تبتسم بحزن .. وأنيسـة .. كأن الأمر لا يهمها .. وكأن المتزوج حديثا هذا .. ليس بزوجهـا ..

التفت لأميرة الهادئة .. وإلى عادل السـاخر .. كنت بوسطهم .. لذلك قلت هامسة : ومن أي خمة لقاها ؟

فقال عادل وهو على وشك الضحك : يا حلاة أبوي .. عارف شلون يتهنى بكل دقيقة من حياته ..

أما أميرة فقالت : قصروا حسكم لا يسمعون ..

فقال عادل : طقاق .. وسمعو ؟

فقلت وأنا ابتسم لها : شرايكم ؟

قالو معا : في شنو ؟

قلت وأنا أحاول عدم الضحك : نطفشها في حياتها لين ما تنقلع بيت أهلها .. كفاية انا فاضين وما عندنا شغلة ..

ضحك عادل : شرايكم ناخذها ويانا ايطاليا شهر عـسل ..

ضحكنا أنا وأميرة معا .. لحين أن قال والدي : شفيكم تتهامسون وتضحكون ؟ ضحكونا معاكم ؟

قال عادل : كنت أقولهم لو تسافر معانا يبه ايطاليا .. مع العروس ..

لم نتمالك أنفسنا .. وقمنا نضحك على كلمة " العــروس "

لحين أن توقفنا عن الضحك حينما نهض والدي وهو يمسك بذراع عروسه : زين .. بفكر بالموضوع .. بكرة بتسافرون صح ؟

تبادلنا النضرات .. وقالت أميرة : ايي ..

فقال : شرايج عروسة ؟

أشعر بأنها تمثل الخجل حينما قالت : برايك ..

فقال وهو يبتسم : احجز لنا عجل ..

ليقول عادل : كم كرسي ؟

فقال : كم يعني ؟ أكيييد اثنين ..

فقال : والعرايس الثلاث ؟

شعرت حينها أنني سأنفجر ضحكا .. لذلك قلت : اووه تلفوني يرن .. بروح ..

وركضت وأنا أسمع صوت أبي الغاضب وهو يهزأ عــادل ..

==

[ رنــــا ]

منذ ذاك اللحين الذي تشاجر فيه مع عادل لم أره .. لكنني الآن مجبرة .. فوالدتي خرجت من المنزل مدعوة على عرس .. وأنا ووالدي وأخي بالمنزل لوحدنا .. حينما زارنا عمي .. وابنه جميـــل .. ودخل علي طلال يقول لي بأن والدي يريد أن أجهز العشاء لهم ..

خرجت من غرفتي بخوف .. واتجهت نحو المطبخ .. الحمد لله أنهم جالسين بالغرفة وليس في الصـالة .. جهزت الطعـام .. وما إن انتهيت .. قررت أن أذهب لغرفتي .. وحينما سيرون أنني تأخرت .. سيأخذ أبي العشاء بنفسه لهم .. وفعلا .. حركت قدمي قاصدة الخروج من المطبخ .. لكن دخوله سبقني .. واصطدام عيناه الغاضبتين بعيني الخائفتين شلني .. وأفقدني القدرة على مواصلة طريقي إلى غرفتي ..

رمقني مطولا .. بدون أن يتفوه بحرف .. وأنا .. بعد أن تشبعت من الخوف منه .. نكست بصري .. وهمست له : ممكن أطوف ..

لم يجبني .. حركت ساعدي .. صحيح أن المكان ضيق .. فهو يقف بجانب الباب .. ولابد أنني سأدعم جسده .. لكن .. أهون من يفترسني بنظراته هذه .. وهذا القليل مما أتوقعه ..

ما إن خطوت خطوة واحدة .. حتى أحاط بيده ذراعي .. وأوقفني أمامه مباشرة .. لا شيء بفصل بيننا .. عدا بعض ذرات الهواء .. أغمضت عيناي .. أخشى نضراته هذه .. لكنه أجبرني على فتحهما كما أنا مجبرة الآن على الاستماع له حينما قال : فتحي عيونج وطالعيني ..

نكست نضري .. وهمست له : شتبي ؟

قال لي بين أسنانه وهو ما زال يمسك ذراعي : شنو أبي منج مثلا ؟ شنو أبي من وحـدة خاينة خانت ثقة أهلها ؟

رفعت بصري له .. مؤلمة سهامه .. صحيح أنني أخطأت في البداية حينما التقيته في المرة الأولى .. عند منزلنا .. حينما كان يطلب من والدي توقيع ورقة ما .. عندها استغفل والدي .. وأعطاني بطاقة كتب فيها اسمه ورقم هاتفه وبريده .. رقمني كما يقولون .. وأنا أطعت الشيطــان بعد اسبوع كامل .. واتصلت فيه .. كان غرضي فقط هو سماع صوته .. لكنني خضعت له .. واستسلمت لحبه .. ولم أمسك زمام نفسي .. إلا مؤخرا .. فمنذ الولهة الأولى وأنا مولعة به .. بطيشه .. بطيبة قلبه .. وحنــــانه ..

صحوت من أفكاري .. حينما ضغط على ذراعي أكثر : يألـــم ..

تبسم بسخرية : نار جهنم تألم أكثـــر ..

تجمع الدمع بعيناي .. ماذا يقول هذا المعتوه : فك يدي .. انت مو مسؤول عني .. ما يحق ..

قاطعني صوته البارد : ما يحق لي ؟ بس يحق لغيري ؟ صحيح ؟ قولي لي .. من متى تعرفينه ؟

أغمضت عيناي .. ألا يكف هذا عن التجريح ؟ ضغط أكثر : آآي ..

همس بغضب : تكلمي لا أكسرها لج ..

قلت له : من كم سنة ..

قال : حددي .. كم سنة ؟ لا تقولين نسيتين .. لأني ما بصدقج .. بس يمكن ليش لا .. من كثرهم ما تذكرين ..

ذرفت دمعة مرغمة : وربي ما أعرف غيره ..

همس : قالو للحرامي احلف قال جى الفرج ..

ذرفت دمعة أخرى : والي يرحم والديك خلني أروح ..

قال بسخرية : ليش ؟ خايفة أبوج يجي ويشوفج معاي ؟ ( سكت قليلا ثم قال ) ما اضن .. بس يقولون .. ولد العم أولى من الغريب ..

رفعت نظري إليه .. زادت هطول أمطار دمعي .. ألهذا الحــد يعتبرني رخيصة ؟ رفعت كفي الأخرى .. وحاولت تحرير ذراعي .. لكنه طوقها بكفه أيضا .. وأخذ يضغط عليهما بشدة .. نكست رأسي .. وكتمت شهقة تحاول الفرار .. لكنه رفع وجهي وأجبر عيني بالنظر لعينيه : تعرفين الطريق لغرفتج ؟ تروحين بسرعة .. تاخذين تلفونج .. وتعطيني اياه .. ( حركت فمي للحديث لكنه قاطعني وهو يضع كفه على فمي ) اششش .. ولا كلمة .. لج وجه تتكلمين ؟ عندج دقيقة .. دقيقة بس .. مع اني متأكد انج من البارح حاذفة أرقامهم .. أوه .. سوري .. أقصد رقمه .. بس ما يخالف .. بيتصل لحبيبته يطمن عليها .. صحيح ولا أنا غلطان ؟
==




[ محمـــود ]

حـل صبـــاح آخــر .. انتــظره صاحبنا على عجل .. وببعض الرهبة .. هـذا الصبـــاح .. الذي راقب فيه من نافذته شروق شمسه .. وكيف زالت بخيوطها عتمة الليـــل .. كم تفائل بهذا المشهـد .. ربما بعدد الدقائق التي ظل فيها رافعا يده تضرعا لبارءه .. وهو على سجادة صلاته ..

" إلهي قلبي محجوب .. ونفسي معيوب .. وعقلي مغلوب .. وهوائي غالب .. وطاعتي قليلة .. ومعصيتي كثيرة .. ولساني مقر بالذنوب .. فكيف حيلتي يا ستار العيوب .. ويا علام الغيوب .. ويا كاشف الكروب .. إغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد وآل محمد .. يا غفار يا غفار يا غفار "

رفع رأسه من على الأرض .. بعــد أن سجد السجدة التي يقولون بها هذا الدعـاء عقب دعـاء الصبــاح .. اتجه نحو أحمد وأيقضه : همممم ..

تبسم له : أحمد بسك نوم .. اللحين الساعة سبع ونص ..

رفع اللحاف من على وجهه وقال : محمود ؟

تبسم ثانية : ولد عمه ..

حك رأسه .. بعد أن ضحك : السـاعة كم ؟

قال وهو ما زال مبتسما : سبع ونص ..

نهض من على السرير : اوكي جهز روحك .. بسبح وبنفطر وبنمشي ..

ليقول له : أنا جاهـز .. أنطرك ..

بعد أن جهـز أحمــد .. اتجه محمود إلى عمار .. وأيقضه : تباعد عني .. ان قمت لك وربي بذبحك ..

ضحك بهدوء : أنا مو عمـاد .. أنا محمود .. احنا رايحين المستشفى .. انتبه لبيان وفطوم وعلاوي وعماد ..

ليقول : انزييين .. خلني أنام .. وسكر الستاير .. ضوا المكـــان ..

قال بنفس الهدوء : اوكي .. بسكرهم .. بس ما وصيك .. كلهم أمانة عندك .. وحتى لو ضايقوك .. تحملهم علشاني ..

قال : يا اخي فمهنا .. تكفى سكر الستاير .. أبي أنـــام ..

ضحك : كاني بسكرهم اللحين ..

==

[ عـــادل ]

وصلنا المطـــار .. وها نحن نركب درج الطائرة .. جلسنا على مقاعدنا .. وكانت أميرة عند النافذة .. دعـاء بالوسط .. وأنا بالمقعد الثالث .. وأبي وزوجته .. يتقدمونا بمقعدين .. جلسنا .. ونحن نضحك .. بل .. منذ الأمس .. لم نكف عن الضحك .. فقد تعاهدنا نحن الثلاثة على الاستمرار بالضحك .. التعامل بسذاجة .. وافتعال أي شيء .. يثير غضب العروسين .. سنجعله شهر عسل مميز .. لكليهما ..

كنت سعيدا بعض الشيء .. فما يحدث .. ينسي أميرة ما تعانيه وما تشعر به .. ويجعلها رغما عنها تبتسم .. بل تضحك !

وأتت المضيفة .. أخذ كل واحد منا وجبته .. ونحن نأكل .. خطرت بذهني فكرة .. فقلت لدعاء : اسمعي .. سوي روحج غصيتي بلأكل .. خلنا نفشل الوالد شوي ..

ضحكنا .. وقالت دعاء : اوكي .. كل شي بنغص عليهم حياتهم موافقة عليه ..

قلت لها : انزين يلله .. سوي روحج غاصة بلأكل ومو قادرة تتنفسين .. ( وقلت لأميرة ) هـ الله هـ الله بالدموع ها .. تراج خايفة على اختج تموت ..

قالت دعاء : بسم الله علي .. جعل يومك قبلي ..

ضحكت : شفييج انتي .. احنا نتخيل .. يلله غصي ..

ضحكتا .. فقلت : هييي .. مو تخربون الخطة بضحكم .. ترى يا ويلكم ان درى أبوي انا نلعب عليهم ..

قالتا معا : لا تخاف ..

تبسمت بطمأنينة .. وفعلا .. أخذت تكح بصوت مرتفع .. وأخذت أضرب على ضهرها وأهمس : طلعي دموع .. ولا أطز عيونج ..

ذرفت بعض الدمع وبكت أميرة .. وأنا صرخت على والدي : يبه .. يبه دعـــاء بتمـــوت ..

الجميــع حدق بنا .. وأبي الذي نهض على عجل .. لا لأنه خائف عليها .. ولكنه محرج من الأعين التي تحدق بما يجري .. ومن زوجته .. التي يخدعها بطيبته الزائـــدة ..

جاء نحونا .. وقال بخوف مصطنع : شفيها ؟

قلت له وأنا أحاول عدم الضحك : غصت .. غصت بطماطة ..

نكست دعاء رأسها .. وأخذت تكح بقوة أكثر .. وأنا أضرب على ضهرها : يبه الحقنــا .. شكلها ما تقدر تتنفس ..

قال أبي وهو محرج : عطها ماي ..

قلت له : عطييتها قلاصين .. شكلها الطماطة مو راضية تنبلع ..

وأميرة تبكي : يبه خلو الطائرة توقف .. يويلللي اختييي ..

ياه .. أبدعت هذه .. فقال والدي : شلون توقف الطائرة بنص الرحلة ؟ ( قال لي ) تباعد خلني أشوفها ( وبهمس ) فشلتونا ..

==

[ دعـــاء ]

حينما اقترب مني والدي .. وأخذ يضرب على ضهري .. ويطلب مني أن أفتح فمي ليخرج الطماطة .. حقيقة بكيت .. ورميت نفسي في أحضانه .. وتوقفت عن السعال المزيف .. لا تسألوني لما .. فأنا للمرة الأولى أرى والدي مهتما .. أشعر بقربه منا .. أشعر بأن لي أبا يحبني ويحميني .. حتى وإن كان حنانه هذا مزيفا .. حتى وإن كان هذا عكس الحقيقة .. تمثيله بحنانه الأبوي أرهق قلبي .. وأشعرني بالضعف والقوة .. فكيف يكون الحنان الحقيقي ؟ كيف سيكون احساسي عندها ؟ وما هو الشعور ؟ لا بـد أنني سأشعر أنني أمتلك الدنيا وما فيها ..

انتبهت له حينما قال وهو يبعدني عن أحضانه : بلعتيها ؟

تبسمت .. بل انفجرت ضحكا : اييي .. ههههههههه .. انبلعت ..

نهض عني وهو يبتسم .. أقــصد يمثل البسمة : الحمد لله .. مرة ثانية لا تاكلين طماطم علشان ما تموتين .. ( وبهمس ) علشان ما تفشلينا .. يقولون بنت أبو وليد ما تعرف تاكل ..

ولى والدي إلى حيث زوجته .. ونحن لم نتمالك أنفسنا .. وأفرغنا كل ما بجعبتنا من الضحك .. ضحكنا لحين أن لفتنا الأنظار .. وأخذو يضحكون لضحكنا ..

قال عادل وهو يضحك : هههه .. فديتها هـ الطماطة .. خاطري أبوسها هههههههههه وأحلى شي .. وقفو الطائرة ..

قالت أميرة : هههههههههه تخيلو يوقفون الطائرة بنت أبو وليد موب عارفة تبلع طماطة هههههههههه

لأقول : هههههه .. شفت خواتك شلون ممثلين بارعين ..

قال : اييييوة .. تعجبوني والله .. وأنا أقول طالعين على من ؟

ضحكنا معا .. وقلنا بصوت واحد : عـــلى الوالــــد ..
==










[ عمـــار ]

ضممته إلي : خوفتني عليك .. أروح بيتكم ما القى أحـد .. أتصل فيك وما ترد ..

تبسم لي : صار كل شي على السريع .. وما مداني أقول لك .. وقلت بتصل فيك .. بس نسيت تلفوني في البيت .. وما اعرف رقمك ..

قلت له بعد أن جلسنا على طاولة بعيدة عن الجميع : قولي .. شصاير ؟ وليش انت هني ؟

ليقول : الله يسلمك عمي صار له سنتين يتعالج عن عيونه .. من صار له الحـادث .. ونضره كل ما جى له يضعف .. وتصيره دوره ويطيح علينا واذا راح المستشفى كل مرة يقولون له شي .. لين ما قالو له ان نضره ضعيق .. والقرنية ما ادري الشبكية .. المهم شي بالعيون فيه شي .. وقالو احتمال يفقد البصر .. وفعلا .. ما صار شهر إلا وهو ما يشوف .. كان هذا قبل سبوع .. واطريت أسافر معاه لهني لأن قالو له ان فيه دكاترة اوكي ..

قلت : أي عم ؟ وليش ما راح معاه أحد من عياله ؟

ليقول : عمي مصطفى .. ما عنده عيال .. عنده خمس بنات .. من جذي قال لي أبوي .. وما حبيت أرفض ..

قلت : انزين شخباره اللحين ؟

تبسم : الحمد لله .. بكرة بسوون له العملية .. وانت ؟ شمجيبنك هني ؟

تبسمت : الله يشافيه ويرد النور لعيونه .. احنا جاين مع محمود ..

قال بخوف : شفيه محمود ؟

تبسمت بألم : يوم يتوفى أبو محمود الله يرحمه .. محمود سوى حادث .. وقتها كانت حالته حرجة .. فما كان فيه وقت أحد يتبرع له بدم .. أخذو دم من عندهم .. وانتقل له فايروس التهاب الكبد الوبائي ..

فتح عينيه بصدمة : والله ؟ بس انا اشوفه بخير ؟

تبسمت : كلنا نشوفه جذي .. هو اشوى ان نوعه الي وياه مو خطير .. وقال له الدكتور ان الفايروس ميت .. وله تطعيم بين فترة وفترة .. بس بعد مضرر منه .. ما يقدر يقوم بمجهود كبير لأنه يتعب ويغمى عليه .. دائما يجيه صداع .. ويتقيأ ويعني ..

قاطعني : وشنو بسوون له هني مثلا ؟

قلت : ما ادري الصراحة .. ما افهم في هـ الأمور .. بس أكيد طريقة علشان يطلع من جسمه ..

==

[ منتهــــى ]

فتحت باب ثلاجتها الصغيرة .. تناولت حبة كرز .. أكلت خلفها الثانية .. أغلقت باب الثلاجة .. ومشت بارهاق شديد نحو سريرها .. ألقت بجسدها على السرير .. غطت جسدها .. فـ البرد ينهش عضامها .. ترفض اغلاق التكييف .. راضية بأنها تموت بردا .. لا قتلا بيدي عمها القاتل ..

غطت وجهها .. لا تحتاج لصور لتستذكر صورة والدها .. ولا صورة أخيهـا .. الذي لم تشعر يوما بأنهما يتبادلان المحبة .. أخيها .. الذي تخلى عنها .. ورضي بقرار عمه .. وقَبَلَ بأن تسافر وحدها إلى أمريكا .. أخيها الذي رفض تصديقها حينما أخبرته بأن عمها هو سبب موت والده .. بل عنفها وضربها .. أخيها الذي لم تراه منذ ذلك اليوم المشؤوم .. الذي غادرت فيه المنزل .. لم يودعها في المطــار كما يفعل أي أخ لأخته .. لم .. يطلب منها الاهتمام بنفسها وذكر الله حينما تشعر بالوحدة .. أخيها الذي شاركها بطن أمها تسعة أشهر .. شاركها طفولتها .. وتقاسم معها حضن أبيها الدافئ .. أحيها الذي .. تخلى عنها بأول فرصة .. ونسي بأنها توأمه ..

أخيها الذي .. حينما عادت إلى الديـــار .. حينما هبطت من جنة أحمد إلى نــار عمها .. لم تجــده يستقبلها .. كما ودعها .. وحينما سئلت عنه .. أجيبت بدمع ساخن ذرفه قلب والدتها المعذب لفقده .. أجـــل .. رحــــل أخاها .. إلى حيــاة أخرى .. إلى حيـــاة .. يحاسب فيها على اشتراكه بذنب قتل بذرة السعادة من قلبها .. رحـــل .. ولم تشعر برحيله .. لأنها .. لم تشعر بوجوده أساسا لتجزم بأنه ما عـــاد موجودا ..

" جــــاســم .. توأم منتهى .. النسخة الثانية لها .. بالشكــل فقط .. أم بـ المضمون .. لو رأيناه بعينين منتهى .. السوداوين .. سنرى بأنه مختلف .. لكن .. ماذا لو رأيناه .. بعينيها السماويتان .. ترى هل سيكون مثلها ؟ ضحية .. ليس أكــــثر ؟!

==

الهي .. لا تخرجني من هذه الدنيـــا حتى ترضى عني ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الخـامس عشـر ..






[ 16 ]

أتنفس هواك ..

وأنت تتنفس غيــري ..

أعشق عينيك ..

وأنت تتأمل بهما نور عيني غيري ..

أبحث عنك بين أضلعي ..

فأراك متربع على عرش النبض ..

أسألك عني في أزقة روحك ..

فأراك تقول اسأل غيري ..

[ حَ ــاجَ ــتك ]

[ أحمـــد ]

كنا خارجين أنا ومحمود من المشفى .. وبيدي علبة الأقراص التي كتبها الطبيب لمحمود .. على أن يتناولها شهر كامل .. وبعد انتهاء هذا الشهر .. سيجرون له تحليل آخر إن شفي من مرضه أم لا ..

ونحن نمشي : شرايك نتمشى للفندق ؟

تبسم لي : اوكي .. بس مو للفندق .. لمكان ثاني لأن أكيد ماكو أحـد هناك ..

تبسمت : وين قالو بروحون اليوم ؟

قال لي : كأن قاعة التزلج ..

قلت له بسعادة : خلنا نلحقهم .. من زمان عن التزلج ..

ضحك بخفة : يذكرك التزلج بأيام أمريكا ؟

تبسمت له .. بعد أن مر بخاطري طيفها الجميل : ايوة .. وأنا أقدر أنسى ؟

ليقول : اوكي .. نوقف تاكسي ونروح ..

وما إن استقلينا سيارة الأجرة .. ومشينا باتجاه صـالة التزلج .. حتى رن هاتفي .. الذي لم يتوقف عن الرنين منذ اسبوع .. فمنذ أن وصل اخوتي مع أبي وزوجته إلى ايطاليا وهم لم يكفو عن اخباري بآخر مستجدات مشاغباتهم .. ضغطت على زر الرد : هلا والله بعــادل ..

وصلتني صوت ضحكاته : ههههههههههههههههههه .. هههههههههه

ضحكت : شفيك ؟

قال ضاحكا : هههههههههههه الحق الحق .. ما دريت آخر مقلب ..

ضحكت ثانية : مقلب من صباح الله خير ؟

قال لي : ههههههه اليوم عزمناهم على الفطور .. تعرف ان جناح لنا وجناح لهم بنفس الطابق .. عزمناهم على جناحنا .. وسوينا الفطور بنفسنا .. شاي بارد وفيه في كل كوب خمس قطع سكر .. هههههههههه وبسكويت مفتوح من يومين وذابل .. هههههههههه أبوي تفشل مرة .. هو ما كان يبي يجي .. بس العروس قالت له تبي تتذوق طباخنا ..

ضحكت : ههههههه غربل الله بليسكم .. شنو صار بعدين ؟

ليقول : هههههههههه عاد أميرة تفننت وسوت بيض .. مفرغة فيه المملحة كامل .. العروس تذوقت البيض وكان تكح .. ههههههههه خاف الوالد عليها وقال جيبو ماي .. قلنا له الماي خلص .. خلها تشرب الشاي .. شربته وزادت كحتها مرة حالي .. ههههههههههه وبعدها قام طرش دعاء لجناحه تجيب ماي .. ودعوي راحت تعفس بالجناح .. وبعد مدة جت بالماي .. هههههه

تبسمت : امبييييه .. راحت عليكم .. شنو بسوي فيكم أبوي ؟

فقال : أول ما طلعو .. رجع لنا .. وتوعدنا .. قال لنا بيحبسنا بالجناح يومين .. اللحين احنا محبوسين .. بس دعاء قالت بتتصل للعروس .. هههههههههه وبتخليها تتوسط لنا هههه

ما إن أنهيت المكالمة .. حتى التفت لمحمود الشارد الذاهن وهو يتأمل الشارع من النافذة .. كنت سأتكلم وأقص عليه ما يجري .. لكن .. لم أود أن أقطع عليه خلوته .. و أدرت بصري إلى النافذة .. مضى اسبوع على مكوثنا هنا .. اسبوع هادئ .. خـال من أي عواصف .. ترى .. هل سيستمر هذا الهدوء ؟ أم سأدفع الثمن غاليا هذه المرة ؟!

==

[ بيـــان ]

كنت أمسك كف فطوم .. وأمشي ببطء على الجليـــد .. وأراهم جميعهم .. عمار .. علي .. عماد .. وغسان أيضا .. يتسابقون .. وكل واحد منهم يضهر مهاراته للآخر .. تبسمت على أشكالهم .. وعلى مظهري المضحك أنا وفطوم .. لأقول لها : تركي يدي ..

فقالت : ليش ؟

قلت لها : انتي اللحين تزلجي .. وأنا بسوي مثلج ..

قالت لي وهي تبتسم : بس أخاف عليج تطيحين ( وغمزت ) تذكرين ذاك اليوم ؟

صرخت عليها بإحراج : ولا تنسيييين ..

ضحكت : اذا نسيت أنا .. بعض الناس ما بينسون ..

سحبت يدي : وليييي عني .. ما ابيييج ..

ضحكت : ههههههههههه .. تبين منو عجل ؟ أناديييه ينتبه لج ؟

صرخت عليها : يالسخــيفة ..

ضحكت وهي تستعرض بعض الحركات : بكييفج .. بروح لهم وبتزلج معاهم .. وبخليج بروحج .. تدربين ..

وقفت بجانب الجدار : أحســــن .. فكة منج ..

مشت عني وهي تضحك .. حقــا انها نجحت بإثارة أعصابي .. مشيت بجانب الجدار .. كنت أمشي ببطء .. وأفكاري أخذتني إلى ذالك اليوم .. لا أعلـم لما حينما أنفرد مع نفسي .. تكرر ذكرى ذاك اليوم .. ألا أستطيع النسيان لحين عودتي ؟ مهلا .. إنه لم يفعل أي شيء مما قالته .. فقد مضى اسبوع .. وهو ما يزال عمـار الذي أعرفه .. أيعقل أنها كاذبة ؟ وغرضها من ما قالته استفزازي ؟

معنى هذا أنني تسرعت بالحكم عليه .. أنني أسأت الضن فيه .. أنني الخاطئة هذه المرة ..

جلست على الأرض الباردة .. وأنا ألوم نفسي .. ماذا فعلت ؟ لقـــد أرسلت له رســـالة على بريده .. إن قرأهــا .. لن أستطيع أن أضع عيني في عينيه مجــددا .. يا الله .. ماذا أفعل ؟!

==

[ عمــار ]

وصل محمود وأحمد منذ سـاعة .. وكنا كلنا نتسابق .. ونضحك على حركات علي وعماد .. حينما أقول كلنا أقصد أننا جميعا .. لكن تنقصها هي .. التي رفضت أن يساعدها أحدنا .. وقالت بأنها تخـاف السقوط .. لا أعلـم لما أراها تنظر نحوي اليوم باستمرار .. وبنظراتها شيء مختلف لم يسبق لي أن رأيته بعينيها ..

ضحكت على نفسي .. يبدو أنني لكثـرة ما أفكـر بها .. أصبحت أتخيل أشياءا ليس لها وجـود .. لتحتد نظراتي .. وتتجه لها .. وهي تتمشى بقرب ذاك الجدار .. فقد اتجـه لها أحمـد .. وها هو يحادثها .. وهي تضحك .. يبدو أنه يطلب منها المحــاولة .. لما تطيعه ؟ لما تسمــع ما يقول ؟

فهاهي تتزلج ببطء في الوســط .. وليس على الأطراف كما تفعل منذ قدومنا .. أفٍ لك أيها الـ أحمـد ..

رفعت بصري عنها .. سأتجاهلها .. سأمنع قلبي عن التفكيــر بها .. كفــى جنونا .. كفــى خيـالا .. فبيــــان .. حــلم مستحيــل .. نحن مختــلفــان .. في كل شيء .. الحــواجــز بيننــا كثيــرة .. لما أعذب هذا القلب .. بــ .. حبهـا !

==

ولــت الشمس .. وحط الظلام رحــاله على الأرض .. أصحابنا جالسين حـول النــار .. وهم يتنـاولون الشـواء .. فالشمس ما إن تغيب .. يغيب الدفء .. ويكون مكانه بردا .. تقشعر له الأبــدان ..

كان الجميع يتسامرون .. يضحكون .. ويستمعون إلى عزف غسان المميز على العود .. ليقطع استماعهم .. صوت رنين هاتف بيان ..

أخرجت الهاتف من حقيبتها .. ورأت اسم المتصل " يعقوب " تبسمت .. تعرف كل حركاته .. ضغطت زر الرد ونادت فطوم : فطووم .. رنـــا متصلة .. تعالي ..

نهضت الاثنتان .. وابتعدتا عن المجموعة قليلا .. أجابت بيان : هلا رنـوي .. شلونج ؟

قال لها وهو يضحك : رنا بعييينج .. شخبارج بيوونة ؟

ضحكت : مالت عليييج .. وأنا الي بسوي لج خدمة بالمجــان ..

قال بسعادة : حلفي .. فطووومة معاااج ؟ عطيييني اياها سريع ..

زادت ضحكاتها : اول شي قولي لي .. الماما شخبارها ؟

قال لها : بخيييييير .. وربي طول الوقت بيت جدتي .. وكل شي تبيه أسويييه .. عطيني فطووم ..

قالت بسعادة : سلمي عليها واااجد .. وحبي مروي وزهور عني ..

فقال : انزيييين .. ذليييتييينا ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس