الموضوع
:
وش رجعك الكاتبة بقايا امل
عرض مشاركة واحدة
7 - 8 - 2014, 04:28 AM
#
39
عضويتي
»
2702
جيت فيذا
»
15 - 12 - 2012
آخر حضور
»
2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
فترةالاقامة
»
4390يوم
مواضيعي
»
203
الردود
»
4733
عدد المشاركات
»
4,936
نقاط التقييم
»
145
ابحث عن
»
مواضيعي
❤
ردودي
تلقيت إعجاب
»
0
الاعجابات المرسلة
»
0
المستوى
»
$51 [
]
حاليآ في
»
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
العمر
»
سنة
الحالة الاجتماعية
»
مشروبى المفضل
»
الشوكولاته المفضله
»
قناتك المفضلة
»
ناديك المفضل
»
سيارتي المفضله
»
الوصول السريع
رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل
بيـان ]
كنت أطل من النافذة .. حينما رأيت أحمد يحتضن محمود .. وينتظرون قدوم التاكسي .. محمود ليس بخير .. لبست شالي على عجل .. وخرجت مسرعة .. وصلت الطابق الأرضي .. ركضت نحو الشارع .. ورأيت السيارة ستنطلق .. أشرت لأحمد .. فتوقفت السيارة .. وقفت أمام النافذة .. وقلت له بذعر : محمود شفيه ؟
تبسم لي : ما فيه إلا الخير .. انتي ردي دارج ..
فتحت باب السيارة : بجي معاكم ..
دخلت السيارة .. والتفت لمحمود الذي يسند جسده على المقعد بارهاق .. ووجه مصفر .. رفعت كفي .. ووضعتها على جبينه .. لم يكن ساخنا .. دنوت منه .. قبلت رأسه .. وهمست له : شفيك محمود ؟
قال لي هامسا : تعبان ..
وضعت رأسه فوق قدماي .. وأنا أحاول التحكم بمجرى الدمع .. ليقول لي : دلكي راسي .. أحسه بينفجر ..
تبسمت له : ان شاء الله ..
/
[ أحمـد ]
كنت أراقبهما .. وأنا مبتسم .. هنيئا لهما ببعضهما البعض .. لأدعو في سريرتي .. أن يتعافى .. وأن يكون بخير ..
ضغطت زر الاتصال لعادل .. فهو لم يتصل .. ولم يخبرني بما جرى له ..
أدرت بصري إلى النافذة .. وطيف منتهى عاد مجددا .. تبسمت للطيف .. وأوصلته سلاما لها .. وكأنني أشعر بما يجري لها الآن !
==
[ عـادل ]
ضربت الجرس مرارا .. طرقت الباب ألف مرة .. لكن ما من جيب .. لأيقن حينها أن ما عادت في الشقة .. قصدت سيارتي .. وأنا منهك من الوجـع .. وصلت المنزل .. صعدت غرفتي .. وألقيت بثقل أوجـاعي على السرير ..
/
[ رنـا ]
كنت بمنزل عمي .. حابسة نفسي بغرفة فارغة .. فعمي ليس لديه أحد سواه جميل .. زوجته لم تقصر معنا أنا وطلال .. ولم تلمني على شيء .. وكأنها تفهمت أن حكاية العشق صعبة .. والضفر بالمعشوق أمر ليس بالهين ..
مسحت دمعي الذي لم يتوقف عن الجريان .. أشعر بحرقة في عيناي .. يبدو أنهما تورمتان وسيصيبهما العمى في النهاية .. كم آمل أن يستيقظ والدي .. ويخلصني من هذا العذاب .. ولا أعلم .. إن كنت سأدخل في عذاب من نوع آخر ..
سمعت طرقا على الباب .. رأيت زوجة عمي تدخل وعلى فمها ابتسامة : رنا .. أبوج صحى ..
سرعان ما استجاب الله دعوتي .. خريت على الأرض ساجدة شكرا لله .. نهضت لها .. احتضنتها وأنا أبكي .. وأحمد الله في سريرتي ..
لكنها قالت : جميل يبي يكلمج يبنيتي ..
تبسمت بوجع : شنو يبي عمة ؟ قولي له ما عاد فيني أسمع شي ..
تبسمت لي بقلة حيلة : بس هو قالي بوصل لج كلام أبوج ..
قلت لها بضعف : اوكي .. بلبس حجابي ..
وما انتهيت من ارتداءه .. حتى دخل الغرفة .. وهو يبتسم : صباح الخير رنــا ..
قلت هامسة : صباح النور ..
جلس على الكنبة بجانبي : شلونج ؟
قلت له : خلصني .. شقال لك أبوي ؟
اتسعت ابتسامته : قال لي .. قول لرنا .. اني بسامحها على سواتها ..
نهضت بفرح : والله ؟ أبوي مو زعلان مني ..
رأيته يهز رأسه بإيجاب : هو زعلان .. بس بيرضى اذا طاوعتيه ..
قلت له بسرعة : في شنو ؟ قووول ..
تبسم : إن أول ما يتعفى كليا .. نعقد قرانا أنا وانتي ..
صاعقة .. أجـــل .. كـ الصاعقة نزل هذا الخبر علي .. جلست ثانية .. رددت اسم الله بوجـل .. رغما عني بكيت .. حاولت أن أجد خيارا آخر .. لأشتري رضا والدي .. حاولت أن أجد منفذا بين كل هذه الأحـزان .. لم أعثر إلا على الخيبة .. ورغما عني قبلت .. رغمــا عني .. استسلمت لما يريد .. وتخليت عن حـلم .. بنيناه كلينا ..
دنى مني .. وهمس لي : ليش تصيحين اللحين ؟
تبسمت بيأس .. ونطقت بتثاقل : أنـا مـــوافـــقـة ..
==
[ فطــوم ]
تمضي عجــلة الأيـــام .. بيـن اشراق وغروب .. كان هذا اليوم الأخيــر لنـا على أراضي برلين .. فقد وصلنا توا إلى مدينة الألعـاب .. فكل تلك السابقة .. كان محمود يتعافى .. ثم يسوء حـاله .. مرت الأيام ثقيلة علينا .. لكنه منذ الأمس .. بأحسن حــال .. وكـأنه حينما استبشر بالعودة إلى الديــار .. ولى عنه المرض ..
منذ اسبوع نافع وغسان عادا برفقة عمهم الذي تماثل للشفاء .. ومنذ اسبوع .. ونحن نتسوق .. ومنذ اسبوع ونحن نعيش بقلق دائم .. رنــا لا تملك هاتفا الآن .. وعـــادل لا يجيب على أحــــد .. فليجمعهما الله ..
منذ اسبوع .. واتصالات يعقوب في ازياد .. أصبحت أستيقظ على صوته .. وتغفو عيناي بعد أن يهمس لي " تلقين خير " ما أجملها من أيـــام عشتها هنــا .. فوجوده لا يفارقني .. ليس جسدا .. وإنمــا روحه باتت الآن .. تسكن بالقرب مني .. أشعر بوجودها ..
ومنذ اسبوع .. أخبرتني بيان بما حدث بينها وبين عمـار .. كم تألمت لحـاله أخـي .. وإلى حبه الذي صحى مؤخرا .. كنت أتوقع ذلك .. بعد رأيته ذاك اليوم يشم شالها .. لكنني لم أتخيل أن يعترف لها .. لأنه يعلم .. ما هو شعورها ناحيته .. بل ناحية أفراد العائلة جميعهم ..
انتبهت حينما هزتني بيان .. وسألتني إن كنت أود ركوب هذه اللعبة معا .. وافقت رغم أنني لم أنتبه إلى أيهم أشارت .. وركبنا .. كانت قطــار الموت .. صرخت لحين أن شعرت أني ما عدت أستطيع الكلام ..
/
[ أحمـــد ]
رن هاتفي حينما كنت أشتري لنا الآيسكريم .. مددت كفي بكوبين الآيسكريم لبيان : هذا لج ولفطوم ..
تبسمت : مشكور ..
غمزت لها : ولو ..
أخرجت هاتفي من جيبي .. وكان المتصل " عـــادل " .. ضغطت زر الرد بسرعة : عـادل .. وينك فيه ؟
لترتفع أنظار الجميع إلي .. " أميرة – دعاء – فطوم – بيان – وعمـار أيضا "
ابتعدت عنهم قليلا وأنا لم أسمع صوته بعد : عــادل ؟؟
وصلني صوت انسان شبه ميت : الحق علي .. بموت ..
تجمع الدمع بعيناي : شفيك عادل ؟ خوفتنا عليك .. قولي شصار ؟ شصار معاها ؟
قال لي بانهيار : أقولك بموت .. فرقونا عن بعض ..
أغمضت عيناي .. وأنا أسمعه يقص لي ما حدث له .. وروحي .. عادت لما قبل سنتين .. عادت لذلك الوقت .. حيث منتهى .. حيث فراق منتهى .. حيثما توقف النبض .. ومـات القلب .. وانقطعت الأنفـــاس ..
تتكرر الحـكاية .. تتكـرر الأحــداث .. تتكـرر المصائب .. ويتكرر الفـــراق .. كل شيء .. طبق بعضه .. المسرحية ذاتها .. الأدوار متشابهة .. والاختــلاف .. في من قام بتمثيل الدور ..
جلست على الأرض .. وهمست له : ما قلت لك ؟ ليش ما سمعت كلامي ؟ ليش ما طعتني ؟
قال لي وهو ينتحب : ما توقعت جذي بصير .. ما توقعت إن ناس قلوبهم متحجرة .. يعرفون إني أحبها وأبيها .. ويحرموني منها .. أحمد أنا أبيها .. أحمد أنا ما اقدر أعيش بدونها ..
ذرفت دمعة ساخنة .. كم أشفق عليه .. كم يتعذب قلبي لما يجري عليه .. أشعر بشعوره الآن .. فأحاسيسه هذه .. ذقت مرها يوما ما .. لكنني لم أشكو لأحــد .. لم أبح لأحــد .. لم أبكي أمام أحــد .. لم أضعف عند أحــد .. بل .. مت ببطء .. وشيئا فشيئا تنتزع الــروح منــي ..
قلت له بعذاب : هدي روحك .. المفروض تكون أقوى من جذي .. فكر فيها .. فكر انها تتعذب اللحين أكثر منك ..
قال لي : شلون أهدي ؟ أحمد أنا خايف أقتل روحي .. خــايف انتحر .. الوجــع ما اني متعود عليه .. وما اقدر اتحمله .. أحمد تكفى .. كلمهم .. روح لأبوها .. فهمه إنها الحياة بالنسبة لي .. قوله إني بجن إذا أخذها جميل .. قوله إني بتهور وبقتله ..
وضعت كفي على رأسي أطرد الوجع : لا عــادل .. لا تقوم هـ الكلام .. ولا تفكـر هـ التفكير .. كل شي وله حــل .. احنا بكرة رادين .. أوعدك اني بروح لأبوها وبكلمه .. انت اللحين اسبح بماي بارد .. واقرأ قرآن .. صل ركعتين .. وان شاء الله بتهدأ ..
بصعوبة .. أغلقت الهاتف .. أحسست بانفاس قريبة مني .. أدرت وجهي للخلف .. ورأيتها واقفة أمامي .. والدمع يسيل على خديها : شفيه عادل ؟
ضممت دعاء إلي .. وخرجنا من مدينة الألعــاب .. وقــد خيم الصمت والحــزن علينـــــا ..
==
[ محمـــود ]
كنا جالسين في المطعم .. نتناول العشاء .. حينما نهض علي وعماد .. وقالا بأنهما سيقصدان متجر قريب يبيع أفلام وألعاب .. وجلسنا نحن بإنتظار عودتهم .. تأخروا .. فنهض عمار ليرى سبب تأخرهم .. وقصدت أميرة الحمام ..
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ليلا .. أنا لا أحبذ البقاء هنا .. لكننا مطرون .. لحين عودة عماد وعلي .. ففي هذا الوقت من كل ليلة .. ينقلب المطعم إلى " مرقص " ..
وكما توقعت .. شغلت الموسيقى الصاخبة .. ونهض أحدهم للغنــاء .. أما الباقي .. فاتكفو بالرقص .. وشرب الخمور .. نكست رأسي .. لا أحب مشاهدة هذا .. لكن الذي أجبرني على رفعه .. حينما رأيتها تنهض وتبدأ بالرقص .. رغما عني .. تعلقت عيناي بها .. ليس معجبا .. وإنما مذهولا .. ماذا تفعل هذه ؟
التفت لأحمد .. فرأيته يشرب كأس خمر .. يحتسيه .. وكأنه منذ مئة عام لم يشرب ماء .. كأنه ظمأ في صحراء قاحلة .. قلت له مأنبا : أحمــد .. تشرب ؟
تبسم لي بوجع : قلاص واحد بس ..
صرخت عليه : قلاص يعني مو حرام ؟
هز رأسه بلا .. وشرب شربة أخرى .. أثار غضبي .. سحبت الكأس منه .. ورميته على الأرض .. قال لي بلا مبالاة : زين سويت ..
نهضت بضيق .. والتفت لتلك التي لم تكف عن تمايل أعضاء جسدها أمام ناظري .. قلت لها : دعــاء .. دعــاء وقفي مهزلة ..
لم تجبني .. بل لم تلتفت لي .. أثارت غضبي .. قهرتني حينما دارت وجهها ناحيتي .. وزادت رقصها .. وهي تبتسم برضا عما تفعل ..
لا أعلم كيف رفعت ذراعي .. ربما لأنني رأيت أنظار بعض الخليجين اتجهت لها .. ووضعت كفاي على خصرها التي يهتز .. أمسكتها بقوة .. ونظرت إليها بحزم .. وأنا ارتجف من الداخل .. وقلبي ينبض بعنف .. وبارتبــــــاك ..
/
[ دعــاء ]
رقصت كي أنسى التفكير بعادل .. وتوقفت لأنني شعرت بعد أن أحاطتني كفاه .. بقشعريرة .. بلمسة كهربائية قاتلة .. نظراته كانت قاضية .. ورجفته تدل على مقدار الغضب الذي يشعر به ..
تركني .. ونهض نحو الباب : بيان فطوم .. يلله مشينا ..
التفت لهما .. ورأيتهما تنظراني باحتقار .. وتمشيان خلفه .. بعد أن رمقت بيان أحمد بنظرة ماذا أقول لكم تفسيرها .. تأنيب .. لوم .. أم احتــقار ؟ لا أعــلم .. ولم أفهم سبب ذلك .. لكنني علمت بعد هذا أنه قــد شـرب خمرا ..
\
[ بيــان ]
خرجنا .. وأنا أضغط على كف فطوم بقوة .. كنت أحاول عدم اظهـار غضبي .. فأنــا على وشك البكــاء .. شيء مؤلـم .. أن تكتشف أن من يرتجف قلبك حين ذكره .. وتلهف عيناك لرؤية ظلاله .. هو سبب ابتساماتك كلها .. هو سبب سعادة الروح .. هو من لأجله تحيى .. هو أميــر قلعة الأحلام .. وتراه ملاكا أبيضا .. يرفرف بجناحين .. دائما هو على الحق .. دائما رأيه صواب .. يكون سوى إنسان اسودت روحه بالمعاصي .. وسيعذب يوما ما جسده تحت التراب .. على هذه الآثـــــام ..
==
الهي اليك اشكوا نفسا بالسوء امارة .. والي الخطيئة مبادرة .. وبالمعاصي مولعة
,
.
؟
نهاية الجـزء السابع عشـر ..
\
مرحبـــا ..
شلونكم ؟
أتمنى ان البارت عجبكم ..
وتقرؤون بالبارت الثامن عشر ..
/
صرخ بي : اييي .. مجنون .. ليش في أحد في هـ البيت صاحي ؟
\
همست بتعب : ما صار شي يستحق إني أقوله .. الي صار شي واحد .. صفعة .. نبهتني .. إني ما أتمادى بـرسم أحلامي .. وانتبه إنها أحـلام .. ما تمد للواقع بصــلة ..
/
تبسمت بحزن : تتعودين يا حياتي .. المر جاينج قريب ..
\
لتقول وهي تبكي : أحبه .. أحبه بيييون ..
/
لأقطع حديثها : شرايج نهرب ؟ ونروح المحكمة ؟ ونكتب عقدنا هناك ؟
\
قاطعته وأنا أكثر ألما : لا .. ما اجذب .. هذي الحقيقة .. أنا اسفة .. لأني اكتشفت انك انسان ما تستاهل الي سويته فيك ..
/
وصرخت : بعــد عني .. بعـــد عني يالحقير ..
\
إلى اللقاء بكرهـ او اليوم في الليل....
اختكم محتآجكـ خفوقي..}
[ 18 ]
وقضيت عمري كلــه بـ انتـــظارك ..
لم أأبه لشيء ..
يكفيني .. أننا سنلتقي يوما ما ..
لأبتســم .. وأقـــاوم الموت ..
من أجـــلك ..
وكم أفخــر ..
أن أموت ..
ويقولون .. ماتت .. شهيــــدة حبهــا ..
أحبـــــك يا من ستنقطع أنفاسي بسببه ..
وصلنا إلى الديـــار .. والتقت أبصارنا بعيون الأحبــة .. ولم يهدأ غليل الشوق إليهم .. إلا حينما لذنا بأحضانهم موطنا ..
قبلت أختاي باشتياق .. وأنا أجلس على سريري : شريت لكم هدايا واااجد ..
قالت مروة : راوينا اياهم ..
تبسمت لها : اوكيي ..
نهضت من على سريري .. وفتحت حقيبة سفري .. وأخرجت هداياهم : شرايكم ؟
تناولت الصغيرتان الهدايا بسعادة وقالتا بصوت واحد : مشكورة بيان ..
ضممتهما إلي : الله يخليكم حبيباتي ..
خرجتا مسرعتين وهما تحملان هداياتهما ليروها والدتي .. وأنا أغلقت باب الغرفة .. أرخيت جسدي على السرير .. أغمضت جفناي .. وحــاولت النوم ..
فمنـذ تلك الليلة الظلماء .. وأنا لم أنم جيدا .. فصدمتي بأحمـد ليست قليلة .. وبقدرها .. أنا متألمة .. فمحمود غير راضٍ عنه والاستياء بادٍ عليه .. رغم محاولات أحمـد الكثيــرة .. واعتذاراته !
أحمــد .. من دون أن يعلــم .. كسـّر أشياءا يصعب جبرها .. صحيح أنه كان يرغب بالنسيان .. صحيح أنه كان يحمل بقلبه الضيق على ما حدث لأخيــه .. لكــن .. ليس العصيـان هو الحـل .. ولو كـان هو الحـل الأنسب .. لعصـى المرسـلون .. لعصـى الأوليــاء .. لمـا كـان هنــاك داعٍ للتضـرع إلى الله وطلب الرحمـة والنسيــــان ..
قلبت جسدي الناحية الأخـرى .. أشعر بوخزات تنهش صدري .. أشعر بالغثيان من نفسي .. لا يحـق لي أن ألومه .. لا يحق لي أن أغضب مما فعل .. فمن أنا ؟ وما هو رصيـد أعمـالي .. لست سوى انسانة عاصية .. لست قريبة من خالقي بالقدر الذي يسمح لي بانتقاد الآخرين والسخط عليهم .. أهذا بدلا من أنظر إلى ما حصدت طول هذه السنين ؟ سأبلغ 18 قريبا .. وأنا لم أجني إلا الذنـــوب .. كيف سأقابل ربي ؟ أأخـاف البقاء لوحدي ؟ أأخـاف الظـلام ؟ أأخــاف من الذهاب لمكان أجهله ؟ أفــلا أخــاف ربي ؟ والبقــاء في تلك الحفرة المظلمة الضيقة .. وحيــدة .. مـع عملي ؟!
[ الهي .. ارحم في هذه الدنيا غربتي.. وعند الموت كربتي ..وفي القبر وحدتي.. وفي اللحد وحشتي.. واغفر لي ماخفي على الادميين من عملي..وادم لي مابه سترتني ..وارحمني صريعا على الفراش تقلبني ايدي احبتي..
وتفضل عليا ممدودا على المغتسل يقلبني صالح جيرتي.. وتحنن عليا محمولاً قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي..وجد عليّ منقولاً.. قد نزلت بك وحيدا في حفرتي.. وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي .. حتى لااستأنس بغيرك ياسيدي.. ]
==
أمسكت ذراعه : مجنون انت ؟
صرخ بي : اييي .. مجنون .. ليش في أحد في هـ البيت صاحي ؟
فقدت أعصابي : في هذي انت صادق .. كلنا مجانين .. لو كنا عقل ما ركضنا ورى الشقى والعذاب .. أنا نصحتك وانت الي ما طعتني .. اللحين جاي تشكي لنا ليش ؟ روح لها .. روح ذل نفسك لأهلها أكثر .. روح استسمح وبين لهم مدى غباءك وتهورك وطيشك .. روح .. وقول لهم أي كثر انت تحبها .. يمكن حبها يشفع لك زلتك ..
ارتمى على الأرض .. صرخ والدمع غطى وجهه الحزين : بس .. بسك أحمد .. ذبحتني ..
قلته له وأنا أحترق من الداخل : ذبحتك ؟ أنا الي ذبحتك ولا غرورك هو ذبحك ؟ قلت لك .. لا تشوف حالك وتقول انت ولد أبوك وما بوقف بوجهك شي .. الناس حتى لو ما كانت تملك الفلوس .. لكن عندها عزة نفس .. ما تبيع عيالها بالرخيص .. الناس الي انت شفت حالك عليهم .. واستهنت بهم .. عندها عادات .. عندها تقاليد احنا ما تربينا عليها .. هم الصح .. واحنا الخطأ .. المفروض نتعلم منهم .. المفروض ندفن راسنا بالتراب .. لأنا ما عندنا الي عندهم .. على الأقل .. عندهم ظهر .. عندهم قدوة .. عندهم أب يحبهم يخاف عليهم .. يعزهم .. ويفتخر بأنهم من عيالهم .. مو نفسنا .. أب بالاسم فقط .. اسم تهتز الناس لما تسمعه .. شنو استفدنا من هـ الاسم ؟ وشنو جنينا من هـ الهيبة ؟ غير الخسارة .. غير الفقـد والحرمـان ..
بعد هذا السيل الذي أفرغته .. سكت الجميع .. كنا نحن الأربعة جالسين في غرفتي .. حينما جن جنون عادل .. وقرر الذهاب لها .. يقول .. بأنه مشتاق لها .. وأنا أقـول .. يجب عليه أن يعتاد على هذا الشوق .. أن يعتاد على هذا الألــم .. كي يتعلم درس عدم التمسك بأمل كاذب ..
تنهدت بتعب .. ونهضت من على السرير .. جلست بجانبه .. قلت له بحنان أخوي : امسح دموعك يا خوك .. اذا كان لك نصيب فيها بتاخذها .. وما بيوقف بطريقك أحـد .. إذا كان الله كاتبها لك .. لو مهما صار .. راح تكون لك ..
لتقول أميرة بعد هدوء : بس لازم تاخذ بلأسباب .. الانسان يسعى .. ويجيه رزقه .. ما يصير تقعد وخال يدك على خدك وتصيح مثل الحريم .. وتندب حالك .. قوم .. حرك دمك .. حـارب علشان توصل لها .. حـاول تكلم أبوها .. حاول تبرر موقفك .. اذا شافك مصر وما استسلمت بيستسلمون ..
لتكمل دعاء : عـادل ما عليك من أحمد .. مثل ما يقولون .. الي يبي الصلاة ما تفوته .. اذا كنت تبيها صدق .. اذا كنت تحس انك تحبها بصدق .. اذا كنت واثق من مشاعرك ناحيتها .. توكل على الله .. وبين انك قوي .. بين انك رجـال ..
فقالت أميرة : لا تعتمد على أبوي .. انت تخرجت .. دور لك على شغل .. اعتمد على نفسك .. أمن مستقبلها بمالك .. بين لأهلها ولها انك تغيرت .. وما عدت عادل المراهق الي يهدد ويوعد .. بين لهم انك اذا قلت شي نفذته .. ما اقصد الشـر .. أقصد الخير الي لازم يطيلها ويطيل أهلها ..
تأملت بعـادل .. فرأيته غارقا بالصمت يفكر بما قلناه .. لأقول بتأني : بس خل في بالك انك ما تقدر تغير القدر .. توقع الخسارة بنسبة النجـاح .. علشان ما تنصدم .. في النهاية ..
لتقول دعاء : شفيك انت ؟ يائس من حياتك وتبعث اليأس بقلوبنا ؟ يا اخي تفائل .. الي يفكر في شنو بيخسر ما بحصل شي .. لأن الي يبي شي .. يترك أشياء ..
تبسمت بوجع لها وطيفها لا يفارقني : الي شفته .. الي عشته .. الي جربته .. هو الي زرع هـ اليأس بقلبي .. ومن خوفي عليكم .. من حبي لكم .. أنبهكم .. وأقول لكم احترسوا .. علشان ما تذوقون إلي ذقته ..
قالت بحذر : تقصد الي باللوحة المخبية بغرفتك ؟
ارتبك النبض .. قلت بغضب : وانتي متى تفتشين بأغراضي ؟ الغرفة 24 ساعة مقفولة ؟
ارتبكت : مرة انت نسيت المفتاح بالباب وفتحتها وشفت ..
قاطعتها بعصبية : ترضيت أفتش في خصوصياتج ؟ ما يحق لج ولا إلى واحد منكم يعبث بأغراضي .. سمعتوا !
سكت الجميع .. ليقول عادل : احنا كلنا نشكي لك .. احنا كلنا نثق فيك ونقولك بالي يصير لنا .. لكنك ولا مرة .. فكرت تثق فينا .. وتفتح لنا قلبك ..
نهضت من عنده .. وجلست على السرير منصدم مما يقول .. ليكمل : حسبالك ما ندري بسالفتك معاها ؟ احنا ما ندري شنو صار ومن هي ؟ بس نعرف ان صاير لك شي .. وشي قوي بعد .. شي خلاك تتغير 360 درجة .. شي هزك من داخل .. ويهزنا كل ما نشوف الألم بعيونك ..
لتقول أميرة : تكلم يا خوي .. احنا مالنا غنى عن بعض .. لأن أربعتنا عشنا نفس التجربة .. عشنا بنفس البيئة .. ذقنا نفس العذاب .. فقدنا الحنان .. تربينا على أيدي المربيات .. ما كأن لنا أم .. بس احنا إلا نفهم بعض .. ونعرف إن الشي الي يصير لنا والي نسويه مو بإرادتنا .. أعرف انك موب عارف شلون ترضي محمود وشلون تبين له انك ما كنت تقصد تغضب ربك .. أعرف إن شربك مو سببه إنك ما تخاف من الله وعادي عندك تعصيه .. بس لأن هذا نتيجة التربية .. البيئة .. احنا تعلمنا إن ما في شي يسمونه حرام .. ما في شي يسمونه حساب .. وكل شي فيه لذة .. كل شي حلو .. كل شي يفرحنا نسويه ..
رمقتها بضعف .. قرأت بسهولة ما يدور بعقلي .. قرأت بسهولة ما كنت أود قوله لمحمود .. لتأتي دعـاء .. وتجلس بجانبي .. تضع رأسها على كتفي : بعترف لكم بشي .. من زمان أنا معجبة بمحمود .. وبعد ما سافرنا حسيت إني أحبه .. ما ادري اذا كان هذا الشي صح ولا خطأ .. بس الي أحس فيه مثل الي ينطبق عليكم .. مثل شعور عادل تجاه رنا .. مثل عذابك يا احمد .. ومثل ألمج يا أميرة .. ( تنهدت ) ما ادري شلون أوضح .. بس أنا أحس انه شخص مهم بحياتي .. وأتمنى قربــه ..
رمقناها نحن الثلاثة .. ليس بغضب وإنما نحـاول أن نكتم ضحكاتنا .. رفعت رأسها من على كتفي : شفيكم ؟ علقوا على كلامي .. قولو لي شي ..
تبسمت أميرة : حبيبتي شعورج مو حب .. يسمونه ..
قاطعتها : وهم الحب ..
ليكمل عادل : محمود هذا انسان حتى ابليس يحبه من جذي ما يوسوس له ..
ضحكنا .. لتقول : يعني تبون تحبطوني ؟ انتو كلكم جربتون الحب .. ومحد قالكم لا .. خلوني أجرب .. واذا كان وهم مثل ما تقولون .. أنا بسويه حقيقة ..
قاطعتها بسخرية : وما دورتي تحبين يا آنسة إلا محمود ؟
لتقول : وشنو فيه ؟ مو صديقك ؟ مو هو أكثر انسان تثق فيه ويعرف كل الي بقلبك ؟ يعني ما انت واثق إنه بحافظ على قلب اختك ..
ضحكنا وقلت لها : يا حبابة .. محمود ما يفكر بهذه الأمور أولا .. ثانيا .. انتي اختي .. ومستحيل يحبج .. وحتى لو حباج .. ما بعيش معاج قصة حب مثل عادل ورنا .. بجيج مباشرة من الباب موب من الدريشة .. لأنه يعتبر هذي خيانة .. ومحمود أكبر من إنه يخون .. وأخيرا .. تذكري من أبوج .. وإن حبج لمحمود خطر عليه .. إذا كنتي تحبينه صج .. بعدي عنه .. علشان تضمني سلامته من ظلم أبوي ..
لم أتوقع أن أرى الدمع بعينيها الصغيرتين : أنا ما علي منكم .. أنا عطيتكم خبر علشان ما تقولون إني سويت شي من وراكم .. أنا احبه .. وبخليه يحبني .. ويتزوجني وبرتاح من هـ البيت ..
ضحكنا عليها .. ربمـا .. بقوة .. ليس أننا نستهتر بمشاعرها .. إنما نشفق عليها .. مسكينة هذه المراهقة .. تضن أن الحب يقذف إلى القلوب .. لا يولـد منها .. وإليهـــا ..
[ أحبكِ منتهــى قلبي .. أحبـــكِ إلى إنقطـاع آخـر أنفاسي ]
==
[ عمـــار ]
نهضت بضيق : لا تفتحين هذا الموضوع رجـاءا .. كل شي انتهى .. وماله داعي هـ الكلام ..
فترة الأقامة :
4390 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
4147
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.12 يوميا
بحـہة بكـى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات بحـہة بكـى