الموضوع
:
وش رجعك الكاتبة بقايا امل
عرض مشاركة واحدة
7 - 8 - 2014, 04:30 AM
#
41
عضويتي
»
2702
جيت فيذا
»
15 - 12 - 2012
آخر حضور
»
2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
فترةالاقامة
»
4432يوم
مواضيعي
»
203
الردود
»
4733
عدد المشاركات
»
4,936
نقاط التقييم
»
145
ابحث عن
»
مواضيعي
❤
ردودي
تلقيت إعجاب
»
0
الاعجابات المرسلة
»
0
المستوى
»
$51 [
]
حاليآ في
»
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
العمر
»
سنة
الحالة الاجتماعية
»
مشروبى المفضل
»
الشوكولاته المفضله
»
قناتك المفضلة
»
ناديك المفضل
»
سيارتي المفضله
»
الوصول السريع
رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل
[ بيـــان ]
اعتليت عتبات السلم .. وأنا أنظر إلى ذلك الرجـل الواقف عند بداية السلم وهو ينظر بغضب .. نزل أربع عتبات .. ثم سألني : من انتي ؟
لا أكذب عليكم إن قلت أنني خفت عندما رأيته يحدق بي .. نظراته مخيفة : بيان .. صديقة منتهى ..
رمقني قليلا ثم قال : وشنو تسوين هني ؟
ابتلعت ريقي .. نبرته مرعبة : متصلة فيني من أمس أجي أزورها .. بس ما كان عندي مجال .. فجيت اليوم ..
لم يسألني شيء آخر فأكملت : مسامحة إذا أزعجتكم .. بس أنا اتصلت فيها وما ردت علي .. فعلى طول ركبت ..
نزل عدة عتبات .. ووصل لنهاية الدرج .. حركت قدماي لمواصلة طريقي .. لكنه استوقفني حينما قال : ما انصحج تروحين لها .. بس ..
التفت له : شنو ؟
هز رأسه بالنفي ومشى : ولا شي ..
راقبته لحين أن غاب عن نظري .. أكملت طريقي بإتجاه غرفتها وأنا مستغربة من هذا الشخص .. من يكون ؟ أيعقل ؟!
وصلت إلى دارها .. طرقت الباب بهدوء .. واستغربت أن المزلاج مكسور .. أعوذ بلله .. لابد أن يكون مازن ! لما يفعل كل هذا ؟ والديها مسافرين .. واستفرد بها .. مؤكــد ..
فتحت الباب بذعر .. ولم أبحث عنها مطولا .. لأنني رأيتها .. بجانب الجدار .. مرمية على الأرض .. على وجهها ..
اقتربت منها .. وأنا أهمس : منتهى ..
لم تجبني .. وصلت ناحيتها .. ورأيت دما بجانب وجها .. اطرب نبضي .. أهي ميتة ؟ أقتلها ذالك اللعين ؟!
جلست جانبها .. وضعت رأسها في حجري .. ودموعي بدأت بالسيل : منتهى .. منتهى قعدي .. منتهى شفييج ؟ شسوى فيييج الحقير ؟ منتهى .....
غاب صوتي .. وارتفع صوت بكائي .. ضممتها إلي .. لم أتخيل يوما أن تموت .. قبل رؤية أحمــدهـــا .. هززتها : منتهى .. منتهى صحي .. صدقيني طلع .. قومي .. كاهو محمود تحت ينطرنا .. جهزي أغراضج وتعالي عيشي عندنا .. منتهى بغلاة أحمد قومي ..
ذكرت أن محمود موجودا بجانب البيت .. صرخت على الخادمات .. وبعد مدة أتت احداهن .. طلبت منها مساعدتي على حملها للأسفل .. وبعد مدة من الرفض .. قبلت .. حملتها .. ومشيت خلفها كـ المجنونة .. وأنا لم أستوعب بعد .. أن صديقتي .. ارتفعت روحهـا الحـالمة إلى السمـــــــاء ..
==
[ أحمـد ]
كنت مكتئبا .. وقلبي يدق بسرعة جنونية .. لا أعلم ما سبب هذا الوجـع .. الذي داهمني فجأة .. صليت على محمد وآله .. وذهبت نحو قسم الطوارئ .. فأحـد معارفي جيء به قبل قليل .. وما إن انتهيت من زيارته .. حتى قصدت خارج المشفى .. فقد انتهى عملي وسأعود إلى البيت .. لكنه اتصل بي المسؤول .. وأخبرني أن الذي سيكون مكاني .. لم يأتي بعد .. وطلب مني البقاء لحين قدومه .. تأففت .. ألا يكفي أنني أشعر بالضيق من دون أية أسباب ؟
حركت قدماي قاصدا غرفتي .. لكن شدني رؤية تلك الفتاة .. وهي تقاد إلى قسم الطوارئ .. على سرير أبيض متحرك .. ورجـل وفتاة يركضون خلف ذلك السرير ..
مهــلا .. أليس هذا محمود ؟ أوليست هذه بيــان ؟
لا أعلـــم لما اطرب قلبي أكثــر .. قادتني قدماي نحوهم .. والدمـع بدأ بالتجمع بعيناي .. فهذه الفتــاة الملقاة على السرير .. رغم أن وجها غير ظاهر .. إلا أنها تذكــرني بــ منتهـى ..
وصلت إليهم .. وسمعت بكاء بيــان .. وذِكـر محمود .. ارتجف قلبي أكثر وأكثر .. قلت لهم بخوف : شنو صاير ؟ من هذي الي جايبينها ؟
التفتا إلي .. زاد نحيبها .. ونهض نحوي محمود : أحمـد تكفى .. ادخل وشوف شنو صار لها .. بيان تقول ماتت .. بس أنا حسيت لها نبض ..
ارتبكت : لا ان شاء الله للحين عايشة .. بس .. من هذي ؟
قال محمود بعجل : صديقة بيان ..
هززت رأسي بإيجاب .. وتبسمت مطمئنا : ان شاء الله ما فيها إلا الخير .. انت روح هدي اختك .. وأنا بشوفها ..
طرقت الباب .. فتحته .. خطوت الخطوة الأولى داخل هذه الغرفة .. لم يلتفت لي أي من الممرضات .. ولا الطبيبة التي كانت تعالج تلك الفتاة .. مشيت خطوة ثانية .. وثــالثة .. وأنا أشعر برجـفة .. نظرت إليهــا .. نظرت إلى وجها الملطخ بالدم .. والمحمر من الكدمات .. تأملت بوجهها السماوي .. وعينيها المغمضتين .. اللتان لم تشهدا في هذه الدنيا إلا على الأســى ..
اقتربت منها .. ودمعي بدأ بالجــريـــان على خداي .. اقتربت منها .. وأنا أكتم غصة أخفيتها لمدة عامين وعدة أشهر .. اقتربت منها .. وأنا لا أنظـر لأحد سواها .. ولا أرجــوا إلا أن تفتح عينيها .. وتبتسم لي ..
لم أتوقع .. أن يكــــون هذا اللقاء .. الذي سيجمـع بيننا .. لم أتصـــور .. أن أراها يوما .. بيــــن الحيــــاة والمــوت .. وأنا .. أنظــر إليهـا .. مكبل اليدين .. لا أستطــيع عمل شيء ..
وصلت إلى رأسها .. دنوت منها .. طبعت قبلة باردة على رأسها المغطى بالشاش الأبيض .. ورفعت رأسي إلى الطبيبة : شلونها ؟
قالت لي : نجت بأعجوبة .. راسها واجد نزف .. بس قدرنا نوقف النزيف .. تعرضت للضرب .. وعندها سوء تغذية .. سكرها وضغطها نازل .. وفقدت دم كثير .. هذا كله .. أدى إلى الإغمـاء ..
لأقول وأنا أمسح دمعي : يعني هي بخير ؟ متى بتصحى ؟
تبسمت : احنا بنجناها لين ما نخيط الجرح .. وهذا تأثير البنج .. في حدود الساعتين .. بتصحى ..
ابتسمت بسعادة : يعني بتفتح عيونها ؟
ضحكت بخفة : اكييد .. ما قلت لي .. من تكون ؟
ألقيت عليها نظرة خاطفة .. ثم اللتفت للطبية : حبيبتي ..
ابتسمت : الله يخليها لك .. بس انتبه عليها .. شنو سبب الي صار لها ؟
ارتبكت : والله ما ادري .. أنا انصدمت لما شفتها ..
لتقول : أهلها برى .. اذا صحت .. بطلب منها ترفع شكوى عليهم .. في وين احنا قاعدين علشان يضربونها بهـ الوحشية ؟
قلت لها : هايلين مو أهلها .. واذا على الشكوى .. إذا هي ما رضت ترفع .. أنا بقنعها .. ضروري ينسجنون هايلين الي ما يخافون ربهم ..
==
[ بيــان ]
توقفت عن البكــاء .. حينما خرج أحمد مسرعا من الغرفة .. السعادة بادية على وجهه .. وابتسامة يصعب إزاحتها ملتصقة بفمه .. ظم محمود .. وأخـذ يبكي ويضحك في آن واحد .. وكنت أنا كـ البلهاء .. لم أفهم ما يقولانه ؟!
فمحمود قال : توقعت إنها هي .. وكنت بكلمها عنك اليوم .. بس صار الي صار ..
رد عليه أحمد : ما اني مصدق اني شفتها .. محمود أنا في حلم ولا بواقع ؟
ضحك محود ثم قال : بواقع .. انت صبرت .. والله جازاك على صبرك .. شلونها هي اللحين ؟ بخير ؟
مسح دمعه وقال : بخير .. تتوقع انها أول ما بتصحى بتعرفني ؟ بترجع لي مثل قبل ؟ للحين تحبني ؟
ابتسم له : ان شاء الله .. انت بس هدي روحك اللحين ..
نهضت وأتيت نحوهم : شسالفة ؟ عن شنو تتكلمون ؟ منتهى شخبارها ؟ حية ولا ميتة ؟
التفت لي أحمد وهو مازال مبتسما : منتهى بخير .. شوي وتصحى .. بيان قولي من وين تعرفينها ؟ ومن متى ؟ وشلون صرتوا أصحاب ؟ في وين ساكنة ؟ ومن هـ الحقير الي مد يده عليها ؟ و ..
قاطعته : الحمد لله .. بس ليش تسأل كل هـ الأسئلة ؟ يعني لأنها مضروبة بتسوون معاي تحقيق ؟
ضحك بخفة : لا .. هي ما قالت لج عن واحــد اسمه أحمـد ؟
تأملته بعدم استيعاب .. مهـلا .. أيعني أنه !
وبسرعة قلت : انت أحمد الي منتهى تحبه ؟
تبسم وهز رأسه : ايي .. هي كلمتج عني ؟ شنو قالت لج ؟
أبعدت عيناي اللتان امتلأتان بالدمع عنه .. لم أستطع أن أتفوه بحرف .. مهـلا .. انتــظر يا أحمـد حتى أتفهم ما تقوله .. انتــظر .. حتى يقبل قلبي بكـل هذا .. انتـــظر .. ولا تهدم قصر أحلامي دفعة واحـدة .. دعني أتخلى عن حلمي شيئا فشيئا ..
ولكــن .. لم أستطع أن أفرغ أية شحنـة .. لم أظهـر شيئا سوى السعادة .. أجـل .. السعادة التي رغما عن وجعي شعرت بها .. سعادة لقاءه بها .. سعادة حضور المنجـي لها من بيت الوحـوش ذاك ..
تبسمت بألم : صج ؟ واخيرا شفتهـا .. وهي شافتك ؟
==
[ عـادل ]
فتحت الباب بهدوء .. ودخلت الغرفة عليه .. رأيته نائما .. جلست عند رأسه .. سأنتظره لحين أن يصحو .. فهـذا الاسبوع بأكمله .. لم أحيه كما يحيي النــاس .. قضيته تائها .. محتـــارا .. بين التصديق وعدمــه .. حــاولت التمسك بطوق نجــاة .. لكنني لم أجــد إلا الخيــبة ..
اتصلت على هاتف أمها مرارا .. تجيبني والدتها .. وأقطــع الخـط .. موقن أنا أنها تعلم أنني المتصـل لكنها لا تجيب .. لكنني أكرر المحــاولة .. فقلبي لا يرغب بتصديق هذه الحقيقة .. حقيقة عشق الوهـــم .. حقيقة استــرخــاص الكــرامة .. من أجــل فتـــاة اعترفت بأنها تخـــدني ..
ضربت بيدي على حديد السرير بقوة .. ليستيقظ فزعـا .. ويراني بجواره .. كنت محطمـا .. حزينــا .. ثائرا .. وعيناه الغضبتين .. أصابتني بأضعاف ما أشعــر به .. قال لي : شجيبك هنــي ؟ ما بتبعد عنا إلا اذا قتلتني ..
أثر في نفسي ما قـاله .. لما يعتبرني مجرما لأنني أخلصت في مشاعري ناحية ابنته الماكرة : أنا مو جـاي أتوسل لكم مثل كـل مرة علشانها .. أنا جــاي .. أقـولك إن ماله داعي تعذب بنتك .. وتعاقبها .. تراها كـل الي سوته علشانك .. حبت تنتقم من أبوي فيني .. تضن إني إذا تعذبت .. أبوي بحس .. وبيتعذب .. ( ضحكت ساخرا على حـالي .. وهو ينظر لي مستغربا لأكمل ) تصور .. أنا الي كلمت ألف وحــدة غيرهـا .. ما صدقت إلا معاها .. ما حبيت إلا هي .. ما وفيت وأخلصت إلا لها ( تجمـع الدمع بعيناي ) ما ضنيت إني أحب وحـدة جـذابة .. وحــدة ألمها قلبها على الي ستوى لأبوها من ظلم .. وأفرغت حرتها بواحـد ماله ذنب .. سوى إن أبوه مذنب .. ليش تحملوني ذنب مو ذنبي ؟ الله ما يعاقب إلا الي يعصيه .. وما ينتقم من أهل العاصي .. بس انتو يبني آدم .. تـاخذون بثاركم من النـاس الي ما سوت شي ..
سكت أجمـع أنفاسي .. حرك فاه ليتحدث لكنني أسرعت وقلت : انتظرني أكمل كلامي بعدين قول الي تبي .. أنا يا ( بسخرية قلت ) عمي .. أبيهـا .. قبل كـنت بعد أبيها .. حبا فيها .. لكن اللحين .. عافها الخــاطر .. بس وربي إذا ما رضيت إن زواجي بها يتم .. أنا أقدر أسوي لكم بلوة .. ومو بس جذي .. بأذيهــا .. وبنتقم لي منها بالي يرضيني .. كلكم بتتعبون معــاي .. ومثـل ما عاقبتني بذنب أبوي .. بعاقبكم كلكم بذنبها ..
نهضت من على المقعد .. ليقول : لا يمكن أصدقك .. تدري ليش ؟ لأن بنتي أكبر من انها تسوي هـ السوات .. انت لعبت في مخهـا .. وخـانت ثقتنا وكلمتك .. وهي تعرف إذا درينا عنها شنو بنسوي فيها .. مستحيل تعرض روحها لهـ الموقف .. علشان ..
قاطعته : صدقت ولا ما صدقت .. هذا مو شغلي .. هذا الكلام قالته بالسانها .. وأكدت عليه بفعالها .. وأنا مو قاعد أتبلي عليها .. على العموم .. فكــر بكلامي زيــن .. بكــرة أنا بمرك .. وبشوف ردك .. إذا ما رديت علي بلي أبي أسمعه .. تأكــد إن كـل شي قلته .. بنفذه .. سلام ..
==
[ منتهـى ]
ببطئ .. فتحت عيناي .. وبدأ النور بالتسلل إليهما .. رفعت كفي .. وغطيت بها عيناي .. ومـا إن اعتادتا على النور .. أبعدت كفي .. لأرى نفسي بغرفة بيضاء .. آلمتني عيناي .. يبدو أنني نسيت خـلع العدسـات قبل أن أنــام .. خـلعتهما .. أدرت وجهي أبحـث عن شيء أضعه فيهما .. لم أجـد شيئا .. مهــلا .. أيــن أنــا ؟ ولمـا أنا في هذه الغرفة البيضاء ؟
أغمضت عيناي .. شعرت بوجـع في رأسي .. رفعت يدي .. وتحسست بها موضع الألــم .. ليؤلمني أكثـر .. دلكت الموضع بخفة .. واسترجــعت ما جرى ......
لكـن .. من الذي أتى بي إلى هنا ؟ يبدو أنه مشفى .. تنهدت بضيق .. وما إن رفعت يدي لأضرب الجرس كي تأتتي الممرضات .. حتى دخـل أحدهم ..
دخــل .. ووقف عند الباب .. لم أرى ملامحه .. لأن نظري ضعيف .. ولا أستطيع رؤية الأشياء البعيدة .. حرك قدميه .. وأتى نحوي .. لتتضح ملامحه .. تــــلك الملامح التي حفرت تقاسيمها في ذاكرتي .. تلك الملامح .. التي أعشقها بعنف .. ملامح الإنسان .. الذي ملك قلبي وروحي ..
تقدم مني .. ووقف بجانب رأسي .. أخذت أنظر إليه .. أتأمل بعينيه الممتلئتين بالدمـع .. أحــدق بوجهه .. وأنا غير مصدقــة .. كيف أتى إلى هنــا ؟ كيف علم أنني بالمشفى ؟ أهذا هو اللقاء الذي كنت أحـــلم به منذ أمــد بعيد ؟
لم أنتبه لنفسي .. إلى حينما سقطت دمعة حـائرة على خدي .. هل هو حـقا الذي واقف بجانبي ؟ أم أنني لكثرة ما أحبه .. وانتظره .. أتخيل وجــوده ؟
أغمضت عيناي .. فتحتهما ثانية .. هطـلت دمـعة أخرى .. تليها وابـل من الدمـوع .. أخـذت أشهق .. أود أصرخ .. وأنـــاديه .. أن أهتــف بحروف اسمــه .. لكـــن لا صــوت لي .. لا أستطيـــع الكـــلام !
اقترب مني .. وأمسك كفي .. أما كفي الأخرى فكـانت مقيدة بالمغذي .. رفع كفي إليه .. قبلها .. جلس على الكرسي الذي بجانبي .. وضع كفي على صدره .. وبدأت أسمــع دقــات قلبه السريعة ... ليضج قلبي بالحيـــاة .. تضج روحي بالسعــادة .. ولا أعــلم كيف نطق لساني .. وهمست : واخيــرا .. التقينــا ..
==
[ عادل ]
خرجت من غرفة أبو رنــا .. إلى خــارج المشفــى وأنا محــطم كليا .. لا تنظروا إلي على أنني مجـرم .. لا تقولوا بأن تصرفي خطأ .. ولا أمتلك الحــق في فعل هذا .. يقولون .. احذر الحليــم إذا غضب .. وأنــــا رغمـا عني أفقــد كل صبري .. وأطيــع غضبي .. ألا يكفي أنها أنها جعلتني أحيــى في وهـم حبهـا سنين ؟ ألا يكفي أن أطاردها كـ اللص .. وأترجـى أهلها وأتوسلهم كي أظفر بهـا .. بما كافئتني ؟ بالاهـانة ؟! بــالكذب ؟ بالخــداع !
وما إن وصلت المنزل .. حتى اتصل بي أحمـد .. رددت عليه وأنا في أوج ضيقي : خير ؟ شبغيت ؟
وصلني صوته المليء بالحيوية : عـادل .. تعال اللحين المستشفى الي أشتغل فيه .. وجيب معاك أميرة ودعاء ..
استغربت فرحه .. وطلبه : وليــش ؟ أبوي مسوي حـادث ؟
ضحك : لا .. الموضوع يتعلق فيني ..
قلت له : وشنو هـ الموضوع إلي مفرحك هـ الكثر ؟
ليقول : منتهـى .. لقيتها .. تعالو أبيكم تشوفونها وأعرفها عليكم ..
منتهى ؟! ومن هذه المنتهى التي تقلب حـال أخي ألف درجة : ومن هذي ؟ أول مرة أسمع اسمها ..
ليقول : الي شافتها دعـاء في اللوحـة ..
سكت قليلا أستوعب ماقاله .. أيعني أنه عثـر على ضالته ؟ أيعني أن أبواب السعادة فتحت له أخيرا : صج ؟ ألف مبروك .. اللحين جايينك ..
أغلقت هاتفي .. وصعدت نحو غرفة دعـاء .. وأنا أتمنى أن يفرج الله ما أهمني .. طرقت الباب .. وما إن سمعت صوتها تدعوني للدخـول .. دخـلت وقلت : تجهزي وقولي لأختج تجهز .. عشـر دقايق لكم .. إذا ما لبستو .. بمشي عنكم ..
فقالت مستغربة : وين بنروح ؟
ابتسمت : بتشوفين البنت إلي شفتيها في اللوحة إلي بغرفة أخوج على الحقيقة ..
ابتسمت ابتسامة واسعة : صج ؟ مرة وحـدة بنشـوفها ؟! احنــا ما نعرف قصتها حتى ..
هززت كتفي بحيرة : وانا شدراني .. هو اتصل فيني وقالي آخذكم معاي لها ..
بعـــد نصف ساعة .. وصلنا المستشفى .. اتصلت بأحمـد .. ودلني على الغرفة .. مشينا نحن الثلاثة .. وما إن وصلنا .. حتى رأينا محمود وبيـان خارجين .. سلمت على محمود .. وناديت بيان .. وما إن أجابتني حتى قلت لها : سلمي على رنـا .. وقولي لها .. إني خطبتها من أبوها ووافق .. وبعـد سبوع بنملج ..
قالت بسعادة : والله ؟ ألف مبروك .. اليوم يوم الأخبـار الحلوة ..
ضحكت بخفة : اييي .. لا تنسين ها ..
لتقول : ان شاء الله ..
مشت مع محمود .. وبقيت واقفا أمام باب الغرفة .. أفكـر بمـا أفعله .. وبعد ثوان .. طرقت الباب .. وهممت بالدخـول .. لأرى أحمـد جالسا بالمقعد الذي جانب سرير يتوسط الغرفة .. وعلى السرير تجلس أميرة ودعـاء .. وكلهم يضحكون .. لم ألتفت لتلك الفتاة بعـد .. فقد قال أحمد : منتهـى .. هذا عـادل .. أخـوي .. وصديقي ..
أدرت وجهي إليها .. لأنصدم مما رأيت .. حركت قدماي .. واقتربت منها .. وأذناي أصابهما الصم .. لا أسمع ما يقول أحمد ولا غيــره .. فشكلها ذهلني .. ملامحهـا ربطت لساني : انتي توأم جميـــل ؟!
تغيرت ملامحها .. وبدا الحـزن باديا على وجهها الجميل : لا ..
قلت مصرا : بلا .. انتي اخته .. نفس الشكل .. بس لون عيونج غير ..
لم تجب .. وزاد ضيقها .. ليقول أحمد : منتهى ما عندها اخوان .. مشبه عليها ..
لأقول : متأكد أنا مئة بالمئة .. واذا مو مصدقيني .. بناديه .. وبراويكم وياه .. ( التفت لها .. رأيتها ناكسة رأسها ) جميل أخوج صح ؟
لا أعــلم لما انفعلت .. أخــذت تبكي بصوت مرتفع .. تجمـع الممرضـات عليها .. صرخ عليّ أحمـد وطردني خـارج الغرفة .. خرجت أنا .. أبحث عن ذاك المعتــوه .. وأنــا مستغرب .. عن علاقــــة جميـــل بهذه المنتهـى .. لانفعالها .. سبب سأعرفه إن التقيت بجميــل !
==
[ جميل ]
خرجت من المشفى .. وما إن ركبت سيارتي .. حتى سمعت طرقا على نافذتها .. رفعت رأسي .. لأتفاجئ بعـادل .. فتحت النافذة .. وقلت له باستياء : شنـو تبي ؟ ما خلصنا منك ؟ تراك غثيتنا ..
ليقول بحدة : لا حبيبي .. مو آنا إلي أذل نفسي لناس ما تسوى .. أنا جـاي أقـولك .. ممكن تخـلع العدسات الي لابسنها ؟
ماذا يقول ؟! وكيف علم أنني أرتديها أصلا : أقــول .. شكلك مضيـع ..
ليقول : لا .. لا مضيع ولا شي .. انت الي ناسي إن لون عيونك أزرق .. مو أسود .. بس صدقني .. الأســود لايق عليك أكثــر .. مثل حياتك وعمايلك السودة ..
صرخت عليه : احتــرم نفسك .. ولا تغلط على خلق الله .. وبعدين شدخلك بعيوني ؟ لوعساها حمرة .. مالك دخل ..
ضحك بصوت مرتفع : معاك حق .. بس أنا قلت لك هـ الكلام .. علشان تسأل روحك .. شدراني إنك لابس عدسات ؟ تبي جــواب ؟
لم أجبــه .. فهـذا ما يحيرني .. ليقول : لأني يا حباب أعرف أختك .. أوه .. قصدي توأمتك .. تصدق عـاد .. شكيت إنك هي من كثـر الشبه ..
أثـــار أعصابي : تراني مو فاضي لجنـونك وخرافاتك ..
قاطعني : وما بتفضى لما أقولك إن اسمهـا منتهى ؟ وحـالتها حـالة بين الموت والحياة في المستشفى .. وانت موب داري عنها ؟
ترجلت من السيارة .. أمسكته من بلوزته .. كيف عرفها : أذبحك إذا كنت جذاب ..
تبسم بانتصار : يعني تعترف انها اختك .. قولي .. شسالفتكم ؟ ليش كل واحـد يسوي روحه ما يعرف الثاني ؟
تركته وشأنه .. وسندت جسدي على باب السيارة : انت شنو تبي بالضبط ؟ وليش جـاي تقولي هـ الكلام ؟
قال : إلي أبيه .. أعرف حقيقتك .. منتهى مو من عائلة بسيطة مثلك .. يا إنها مو في عائلتها الأصلية .. أو انت ..
رفعت عيناي له .. وهما ملأتان بالدمع : ليش تنبش بأشياء منتهية ؟ ( بحزم قلت ) عـادل .. إياني وياك تروح لها وتقول إنك تعرفني ..
رمقني باستغراب : وليش ان شاء الله ؟ متبري منها مثلا ؟
صرخت عليه : مو شغلك ..
ليقول بصوت هادئ : اوكي .. اذا ما خبرتني شنو سالفتكم ؟ وما قلت لعمك الكلام الي بقوله لك اللحين .. تأكد إني مو بس بقولها .. بدلها على مكانك .. فاهمني ؟
قلت له : وشنو تبيني أقول لعمي ؟
فقال : أبيك بس تقنعه يوافق إني آخذ بنت عمك .. وتبين له إني صج أحبها وما ألعب مثل ما يتوقع ..
قلت له : بس هي ما تحبك .. هي تلعب عليك ..
صرخ عليّ : ما يهمني .. إذا ما قلت لها هـ الكلام .. تأكـد إني كل شي ما تبيه يوصل لأختك بوصل لها ..
قلت بضعف : ما أقدر أقنعه ..
ليقول : اوكي .. أنا أعلمك شلون تقدر ..
استخرج هاتفه .. واتصل بأحدهم .. وما إن أجاب الطرف الآخر .. حتى وضع الاتصـال على السماعة الخارجية .. وقال : شخبارها منتهى ؟
ليقول الطرف الآخر : وربي إذا صار لها شي ما بسامحك .. تشوفها تعبانة .. تسألها عن خرابيطك ..
تبسم : يعني هي ما عندها توأم ؟
فأجاب : لا .. ما مرة جـابت لي سيرة إن عندها أخو من أبوها .. الي أعرفه إن عندها أخوين من عمها ..
فقال : واذا قلت لك إني أعرف توأمها .. ما تصدقني ؟
سحبت هاتفه ورميته على الأرض : أقولك لا تقول .. ما تفهم ؟
تناول هاتفه وقال : ها ؟ تقدر تقنعه ؟
قلت بضعف مرة أخرى : بحـاول .. بس إذا سويت لها شي .. بذمتك ..
==
[ بيان ]
عدت إلى المنــزل .. أقفلت عليّ باب الغرفة .. أشغلت النور والمكيف .. ورميت جسدي على السرير .. حـاولت أن أفرغ ما أشعر به .. حــاولت أن أظهـر وجعي .. صدمتي .. حـاولت أن أبكي ضياع أحلامي .. أن أبكي حبا نمـى بقلبي من دون إرادتي .. نمــى .. ولم يعلم أنه سيحترق يومـا بهذه الطريقة ..
أغمضت عيناي .. أرجو ذرف دمعة واحــدة .. لم أستطع .. أشعــر بغثيــان .. بحرارة تشتعل بجـوف قلبي .. وليس لدي القدرة على الشهيق والزفير بحرية ..
نهضت بتعب .. دخلت الحمام .. فتحت الماء البارد .. علها تسلل البرودة إليّ .. وتخمـد ثورة الوجـع .. وكأنني لم أفعل شيئا .. ألقيت نفسي على السرير مرة أخرى .. بملابسي المبللة .. بشعري المبلل .. لا طـاقة لدي ّ لتبديل ملابسي حتى .. أشعر بأحاسيس مختلفة .. أشعر بـ تقطـع شرياني بسكاكين حــادة ..
ولـــم أجـد نفسي .. إلا غفيت .. واتجهت لعـالم الأحـلام والكـوابيس !
==
مضى يومان .. سأخبركم .. عمـا جرى في هذين اليومين ..
عم منتهى ، مـازن ........ في السجـن .. فمنتهى لم تتنازل عن قضية اعتداهما بالضرب عليها ..
أم منتهـى ...... تحـــاول في ابنتها أن تتنازل .. تـزورها بعض الأحيـان ..
فترة الأقامة :
4432 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
4527
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.11 يوميا
بحـہة بكـى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات بحـہة بكـى