عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 04:43 AM   #47


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ومشى الأربعة .. بصمت .. كل منهن .. يشعــر بأطنــان من الضيق .. لهذا العـرس الحـزين ..

وصلت نحوهـا .. وقبل أن تمـد كفهـا للمصافحـة .. نادتها : منتهى ..

رفعت منتهى رأسها .. ولأول مرة في هذا اليوم تبتسم .. وقالت هامسة : كنت أنتظرج من زمان ..

ضمتها .. وهطلت دموع منتهى .. لكن بيـان حاولت تهدأتها : ما عليه .. كل شي بيتصلح .. بس انتي لا تضايقين روحج ..

تنهدت بوجع : الله كريم ..

سلمت على فطوم .. ولم يقل اللقاء حرارة .. ثم أميــرة .. ودعــاء .. التي ما إن رأتهم .. حتى تذكرت وجه معشوقهـا .. وقالت بحزن : شخباره ؟

تبسمت دعـاء : انتي لا تشغلين بالج .. ولا تضايقين .. لأنج اذا تضايقتين بحس وما بصير بحير ..

هزت رأسها بهدوء .. واقترب الأربع من ذاك المسمى مازن .. الذي كان مستغربا من لقائهم بمنتهى .. رمقوه باحتقار .. ومشو عنه .. تـــاركيه .. يعيـــد حســاباته ..

/

[ أميـرة ]

هزت ذراعي : أميرة .. مو هذي الـ ... اختج ؟

وجهت بصري إلى حيث أشارت .. ورأيتها تنظر نحو هاتفها المحمول ووجهها خال من السعادة : عيب .. مشي خلينا نروح ..

قالت لي : شنو نروح ؟ تعالي نروح لها نهزأها ونفشلها شوي .. أنا بتصل لعدول يجي يسحبها من كشتها ..

قاطعتها وأنا أشيح وجهي عنها بضيق : اياني وياج تقولين لأخوانج .. خلها في حالها .. ما نبي مشاكل ..

رمقتني بغضب : لا تصيرين مثالية زيادة عن اللزوم .. يعني تبين تفهميني إنج خلاص سامحتيها ؟ وما تبين ننتقم لج منها ؟

قلت لها بألم وأنا أجرها قاصدين بوابة القاعة : صحيح اني ما نسيت .. وما سامحتها .. بس بعد .. الي فينا كافينا .. أخوانج كل واحد مو ناقصه مشاكل وعوار قلب .. ليش أزيد عليهم ..

سكتت قليلا ثم قالت : على الأقل خليني أبرد حرتي فيها .. بسبها شوي وبمشي ..

قلت لها بصرامة وأنا أحاول عدم البكاء : بتروحين .. روحي لها بروحج .. أنا ما ابي أشوفها .. ( وبوجع ) للحين ما نسيتها شلون كانت ذيك الليلة .. دعاء والي يسلمج خلينا نمشي ..

انصاعت لما قلته .. حينما رأت مقدار وجعي .. وقصدنا السيارة .. وكل منا غارقة في الصمت .. اتجهنا للمنزل .. وكررت عليها أوامري بأن لا تتفوه بحرف لأحمد و عادل ..

أغلقت باب الغرفة ورميت جسدي على السرير .. بكيت بحرقة .. وأنا أتمنى من كل قلبي .. أن يعوضني الله خيرا .. وينسيني إياهما ..

ليتني أصرخ وبقوة " لست تهمني "

ليتني أتمالك نفسي .. وتغسل ذاكرتي ..

وأنســـاك ..

وأنسى بعدها كل الأوهام / الأحــلام ..

ومــاضٍ .. لياليه / صباحاته ..

حفر فيها حروف اسمك ..

القبيحة بنسبة لي ..







[ عادل ]

لن أتحــدث عن هذه الليلة أكثــر .. أضنكم تعلمون .. أن ما عادت القلوب تحتمل كثافة الحـزن .. ولا .. وجـع أول الفـراق ..

وها هي الشمس تشرق من جديد .. وباشراقتهـا .. حلقت الطــائرة نحـو سويسرا .. تحمل جسد تلك الفتاة .. وروحهـا .. ظلت باقية مـع الواقف تحت المـاء .. يغسـل جسده وروحه من الألـــم القــاتل ..

طرق عادل الباب : حمودي يالله سرع .. بتأخر على الشغل ..

وصله صوت أخيه : دقايق وبطلع ..

ركض عادل نحو غرفته .. رفع وسادته .. وأعاد قراءة الرسالة ثانية .. صحيح أن ما تحتويه طعن بروحه آلاف المرات .. لكنه يكفي أنها منها .. خطتها بيمينها .. وأفرغت ما بمكنونها من أوجاع .. لم يكن أحـد غيره سببها ..

/

[ أحمـد ]

خرجت من الحمام .. وأنا أنشف رأسي بالمنشفة .. ناديت عادل أخبره بأنني انتهيت .. لكنه لم يجب .. قصدت غرفته .. لم يكن الباب المغلق .. فرأيته جالسا على سريره يقرأ ورقة بيده .. بصوت هادئ حزين :

بسم الله مقلب القلوب ..

السلام عليك يا من أخلصت له فشك في اخلاصي .. ويا من عشقته لحـد تجاهل أخطائه .. وغفران زلاته .. ففتش عن زلة يحاسبني عليها .. ويلقي بأوزار أوهامه واهتزاز ثقته .. وقلة اخلاصه .. على كتف طفلة تائهة في مدن حبه ..

" عــادل " لن أقول المزيد .. ولن أملأ السطور أكثر .. أكتفي بقول بأنك من بدأت هذه المأساة .. وأنت من ينهينها .. أنا ما زلت على العهـد .. لكن ما يخصك الموجود بقلبي .. اهتز التوازن فيه .. فلم يعد كما كان .. بات يستصعب الوثوق بك .. ويخشى وضع كفه بكفك ثانية ..

نحن راحلون .. مغادرون إلى منزل عمي أبا جميل .. وتأكد أنني لم أشي بك بعد لأهلي .. ربما يكون هذا خطأ آخر ارتكبه .. وسأنال جزاءه منك قريبا .. ربما سأندم .. ولكن ليس بقدر الندم الذي أشعر به الآن .. بعد أن سلمت لك زمام نفسي .. وربطت قدري بك .. فبات مجهول المصيـر ..

لي رجـاء .. إن كنت تشعر بالذنب كما تقول .. وتود بنيل رضاي .. وترغب بأن أسامحك .. وأتناسى ما جنيته بحقي .. فابتعــد .. ولا تحاول اللحاق بي .. ومطاردتي ..

فعلني إن لم أراك .. يعود الشوق القديم .. ويتجدد الحب الذي سفكت دمه .. فبت بنظري قاتلا .. فترقب .. فالطريق طويل .. لموعـــد المحاكمة ..

" رنــــا .. تلميذتك التي علمتها فن الأحـزان .. "

انسحبت بهدوء .. ربما لا يحق لي سماع ما يقرأه .. لكن حالته تلك .. أجبرتني لأن أسترق السمع .. فتحت خزانة الملابس .. وسليت نفسي بحزمها في حقيبة السفر .. رغم أنني أفرغتها ليلة الأمس .. لا أستطيع البقاء هنا .. مللت من دور العاشق المنهك قواه من الفراق .. ولم يعد قلبي يحمل ذرة أمل في الوصـال .. لم يعد لي شيء هنـا .. فـ الأنسى .. فعلاما يبدو .. أنهـا ليست قدري .. فليسعدهــــا الله .. ويعينيني على سنين أخرى .. بانتظار قافلة النسيــــان ..

==

وحــل الليل .. وفي منزل فطوم تحديدا .. كانت هناك مفاجئة بانتظار بيان .. الجميع متواجدون .. أي أفراد العائلة .. باستثناء ضيـاء .. وكانت هناك حفلة لتوديع بيان .. أعدها فطوم ويعقوب .. كانت الأجواء صاخبة .. الضوضاء منتشرة في كل مكان .. بعضهم ينظرون إليها بحزن فغدا في هذا الوقت لن تكون بينهم .. والبعض الآخر .. يتهامسون بسخرية .. ويقولون بأنها لا تستطيع تحمل مشقة الدراسة ..

أما هي .. بقدر سعادتها بالمفاجئة .. تحمل بقلبها خوفا من الغد وما سينتظرها .. ووجعـا .. لفراق كل هؤلاء .. وتحديدا .. والدتها .. التي تحاول التظاهر بالرضى ورسم الابتسامة ..

ومن بين هؤلاء .. كانت دعاء جالسة وهي ترسم ابتسامة على فمها .. فصفاء ورنا لم تحضران .. وتشعر بأن وجودها " خطأ " بين هذه العائلة ..

كانوا ينظرون إليها باستغراب .. وهي تكتفي بالابتسام .. وتناقص أعداد الناس .. بعد أن هموا بالمغادرة .. وبقيت هي والبعض .. تنتظر اتصال أحمد ..

وما إن رفعت هاتفها لتتصل له .. حتى رأت بيان قادمة نحوها : دعوووي .. محمود ينتظرج بالسيارة بوصلج بيتكم ..

قالت لها باستغراب : وأحمد ؟ وينه ؟

تبسمت : يقول محمود .. أحمد بس سلم ومشى .. واتصل فيه قبل شوي وقاله يوصلج .. لأنه بالمستشفى .. اتصلو له يروح ضروري ..

عبست بضيق : ما يحتاج .. بتصل في عادل ..

قاطعتها : انزين ليش تتصلين ومحمود بوديج ؟ تخلينه يجي مشوار على الفاضي ؟ يالله بلا دلاعة قومي ..

رمقتها : ما اني قايمة .. استحي من اخوج شوي أني ..

ضحكت بيان : اوه .. من متى ؟

لتقول : اففف .. قلت لج ما بروح مع أخوج قولي له مشكور ..

وضغطت على زر الاتصال لعادل .. فسحبت بيان الهاتف ..

قالت دعاء : بيااانو يالكريييهة .. بلا سخافة ..

غمزت لها : انتي شفيييج .. ( سمعت صوت عادل فتبسمت ) سلام عليكم ..

وصلها صوته الهادئ : وعليكم السلام .. دعاء ؟ من متى تسلمين تحية الاسلام ؟

ضحكت : أنا مو دعاء .. أنا بيان ..

سكت قليلا ثم قال : اخت محمود ؟

تبسمت : ايي .. صديقة رنا ..

سكت ثانية وبعد سكوته قال : هلا .. آمري ؟

فقالت : يمكن ما يحق لي أقولك الي بقوله .. بس لأن رنا واجد قريبة مني .. ولها معزة بقلبي مثل اختي .. وانت كونك خطيبها .. فافترض انك خطيب اختي .. ( ضحكت ) سوري ما اعرف اقول مقدمات .. بس ..

ضحك بخفة : شنو ؟

تبسمت : ما عليك منها اذا قالت لك طلقها .. رنا تحبك .. وشي طبيعي بعد الي صار تطلب الطلاق .. كل الي تبيه سوه .. وخف عليها شوي .. تراها تحتاج وقت تنسى ..

تبسم : وهذا الي بسويه ..

فأكملت : تحمل بها .. ولا تأذيها .. تراها ما تتحمل شي أكثر .. كفاية الي صار من بداية علاقتكم للحين .. خلها بعيونك .. اوعدني إلي بينكم بيتصلح .. وبترجع علاقتكم أحسن من قبل .. أبي أسافر .. وأنا مرتاحة إن اختي بخير .. وما احاتيها ..

قال بصدق : أوعدج .. انتي لا تخافين عليها .. لأني لا يمكن أفرط فيها .. تأكدي .. إن اذا رجعت لي .. راح أكون مثل ما تبي .. خلها تعطيني فرصة .. وبعوضها عن كل الأيام الي راحت ..










[ دعـــاء ]

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا

أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدنـا

بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه

أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أغلقت باب السيارة بعد أن جلست بالمقعد الخلفي بجانب زهور الصغيرة وأنا أهمس : السلام عليكم ..

أدار وجهه للخلف وهو يبتسم : وعليكم السلام .. شخبارج ؟

تبسمت : تمام ..

التفت للأمام .. وحرك السيارة نحو منزلنا .. وأنا اتجهت انظاري لزهور التي لم تكف عن الحديث معه .. كان يمازحها .. يسألها ما تطلب أن يأتي به لها من الأردن .. كانا يضحكان .. وأنا أنظر إليه تارة وتارة أخرى لها .. أود أن يكلمني .. أن يبادلني أطراف الحديث .. أن يسألني عن دراستي .. عن أي شيء يخصني .. ما يهمني أن يعيرني اهتمامه ..

تنهدت بضيق .. وأنا ألتفت إلى النافذة .. أتأمل الطريق .. بقي الكثير من الأميال لأن نصل إلى البيت .. وأنا أشعر بالضجر .. فتجاهله إياي .. يحرقني من الداخل .. ويشعل حرائق بقلبي .. ترفض بأن تنطفئ ..

لما أشعر بهذا الشعور نحوه هو فقط ؟ لما أريده هو رغم أنني على يقين بأن لا يود بقرب واحدة مثلي .. لما أحاول التقرب منه وهو لا يتوانى على أن يخطو مزيدا من الخطوات في شوارع البعد عني ؟!

تجمع الدمع بعيناي .. أرغب بأن أفصح له عما بقلبي .. لكنني متأكدة من أنه سيصدني .. فلأتشبث بالأمل .. وأحاول عدم النظر إليه .. كي لا تخونني قدرتي على الكتمان .. وأجهر بأحاسيسي اتجاهه ..

كنت هادئة .. وكل شيء فيّ ساكن .. عدى دمعي الذي بدأ بالهطول .. مسحته بظاهر يدي .. والتهمت الطريق بنظراتي وأنا أزفر بضيق .. رأيته يلتفت لي .. يبدو أنه انتبه أخيرا أنني أبكي .. أرجوك يا هذا استمر في تجاهلك .. ولا تسألني شيئا .. فقد ظهر على نبرته الخوف وهو يقول : تصيحين دعاء ؟ صاير شي ؟

لم أجبه .. أساسا ماذا أقول له ؟ ابتلعت غصتي وواصلت النظر للطريق .. لحين أن توقفت السيارة بجانب الاشارة الحمراء .. ليدور برأسه للخلف .. ويسألن مجددا : دعاء شفيج ؟ يألمج شي ؟

قلت له بهدوء : ماله داعي تعب نفسك وتسأل ..

رمقني باستغراب : أتعب روحي ؟

==

[ محمود ]

لما أسألها إن كانت هي لا تود أن تجيب ؟! لما شعرت بالضيق بمجرد أن رأيت دمعها ؟ أدرت وجهي عنها وواصلت طريقي .. لكن حينما سمعت صوت شهقاتها .. ثار وجعي .. أدرت وجهي ثانية وقلت بغضب : للمرة الأخيرة أسلج شفيج ؟ شنو هو لعب جهال ؟ تكلمي .. أحد ضايقج في بيت خالتي ؟

لتصرخ بوجهي وهي تمسح دمعها : يعني هذا الي قاهرك ؟ خايف أحد من هلك ضايقني ؟ ليش يعني ؟ أهمك ؟

قلت لها وأنا أوقف السيارة بجانب الطريق : اكيد .. مو انتي اخت أحمد ؟ ما ابيج تطلعين من عندنا وخاطرج مكسور ..

لتقول : وخاطري مكسور .. شنو بتسوي مثلا ؟

قلت لها بهدوء : شنو صار ؟ من الي ضايقج ؟ تكلمي ..

مسحت دمعها وقالت بنفس الهدوء : اخاف اتكلم .. واطيح من عيونك ..

لم أفهم ما تعنيه : لا تخافين من شي .. كوني واثقة مثل ما أحمد يخاف عليج ويضايقه يشوفج جذي .. أنا بعد نفس الشي ..

لتقول : وليش ؟

سكت قليلا .. ثم قلت : لأنا اخوان .. وكل أخ ما يقدر يشوف اخته تصيح وما يعرف ليش ؟

لتثور : تبي تعرف ليش اصيح ؟ تبي تعرف ليش أنا مضايقة ؟ تبي تعرف ليش خاطري مكسور ؟ كل الي فيني سببه انت ..

قلت لها بصدمة : أنا ؟ ليش شنو سويت ؟

زاد بكاءها : ليش تسوي نفسك ما تفهم ؟ ليش تتجاهلني ؟ ليش تجرحني بكلامك ؟ انت تدري اني ما اعتبرك اخوي ولا يمكن بعد .. تدري ليش ؟

مضت في نوبة بكاء حادة .. وأنا حواسي كلها تحت تأثير المخدر .. ما تقول هذه ؟ ما تعني بكلامها ؟

همست لها بهدوء : مسحي دموعج .. هدي ..

قاطتني وهي ما تزال تبكي : حرام عليك محمود .. ارحمني شوي .. أنا تعبت .. من متى وأنا أكتم ؟ من متى وأنا اتمسك بأمل انك بتحس على دمك وبتحس فيني .. أنا ادري اني ما اعني لك .. أدري اني مو مثل ما تتمنى .. بس أنا مالي ذنب .. ما لي ذنب اني حبيتك ..

اصرخوا عليها بكفى .. لا أحتمل سماع المزيد .. ماذا تضنني ؟ بليد ؟ لا أشعر ؟ ماذا تتوقع مني أن أفعل ؟ أطرق باب قصرها ؟ وأطلب من والدها يدها كي يرميني إلى خلف الشمس ؟ أم أعيش معها بحكاية حب عقيمة ؟ مصيرها محتوم وهو الفــراق : دعاء فكري بعقلج .. الشخص اذا خلى قلبه وهواه يسيره ما بيصحى إلا وهو بالهاوية .. دعاء أنا وانتي مثل شمس وقمر .. مستحيل نتجتمع .. أنا ما اقدر أخطو أي خطوة .. لأن أعرف إني بعدها بندم ..

وهي تمسح دمعها : تندم ؟ أنا الي أعرفه اذا الواحد يبي شي .. يترك أشياء .. ولو كنت تحبني .. بجزء من حبي لك .. كان تقدر تضحي علشان أكون لك .. ما يهمك أبوي ..

قاطعتها : أضحي بشنو ؟ دعاء افهميني .. شلون ما يهمني أبوج ؟ أبوج بس لأني صديق أحمد مو خالني بحالي .. تبيني أروح له برجولي ؟ قولي لي .. وقتها من لأمي وأخواني ؟ أنا نادر نفسي لهم .. فلا تتوقعين مني شي ..

قالت بهدوء : أفهم من كلامك انك تبيني بس ما تبي تتورط مع أبوي ؟ محمود جاوبني .. انت تحبني ولا لا ؟

أدرت وجهي للأمام .. أتسألني إن كنت أحبها أم لا ؟ مهلا .. لم أسأل نفسي هذا السؤال قبلا .. أأحبها أنا ؟ أما أمر به يسمى حبا ؟ أم أنها تعجبني وكفى .. وإن كنت أحبها .. ماذا سأجني إن أعترفت لنفسي ولها ؟ غير العذاب لكلينا .. فقلت بعد تردد كبير : قلت لج .. أنا أعيش حياتي علشان أخدم أمي وأخواني .. وحتى لو كان راح يكون انسان جديد أعيش علشانه .. بتكون زوجتي .. وبعد سنين طبعا .. وما أضنها تكون انتي .. تدرين ليش ؟

لم تجبني .. ولم أتجرأ أن ألقي عليها نظرة .. كي لا أتراجع .. لا بد لي من حسم الأمر .. لا بد لي أن أضع لمشاعري هذه حدا .. إلى أين سأصل بها ؟ أإلى الجحيم : لأني قبل ما أبيها حبيبة .. أبيها تكون أم لولادي .. وما أضن انج .. تقدرين تتحملين مسؤلية تربية .. وانتي ..

قاطعتني بصوت هادئ .. خال من الحياة : مو متربية ..

هزتني كلمتها .. لا أرضى أن تقول هكذا .. لكنني مجبر .. على أن ألبس قناع القسوة : ماله داعي هـ المسطلح .. بس أضنج .. تعرفين .. إن الانسانة الي بتقتحم حياتي أبيها تكون لي بروحي .. ما يشاركني فيها أحد .. محد غيري طالعها ..

لا أعلم كيف رصصت الكلمات ببعضها .. أود الإفصاح .. أود الاعتراف .. لكنني لا أستطيع .. توقعت أنها ستبكي .. واستعديت لسماع صوت انتحابها .. حركت السيارة .. ولم أسمع إلا صوتا هادئا فيه قوة غريبة : معاك حق .. أنا غلطانة بأني فتحت معاك هـ الموضوع .. أنا كنت واثقة من أن ردك راح يكون أقسى من جذي .. قلت بقول رقاصة .. ومن هـ القبيل .. بس طلعت شهم صراحة .. بارع باختيار مفرداتك .. وأنا .. للمرة ثانية أعترف لك بأني غلطانة .. لأن كل كلامك صحيح .. ولا شلون أنزل نفسي لمستواك ؟ وتراك غلطان بس بشي واحد .. احنا مو شمس وقمر .. احنا سما وأرض .. لا يمكن تركب لي .. وتوصل لوين ساكنة .. ومستحيل أفكر .. اني أنزل لك ..

لم أرد عليها .. لأننا وصلنا إلى منزلهم .. ليس ضعفا مني .. ليس لأنني لا أمتلك ردا .. وإنما لأن لساني انعقد .. فمنذ متى .. كان الذي يعشق يتفنن بجرح حبيبه ؟ هذا نحن .. أنا وهي .. فلكل عاشق .. طريقته الخاصة بتعبير عن مشاعره ..

ولكنها لم تكتفي بهذا القدر .. فبعد أن أغلقت باب السيارة .. طرقت على النافذة وما إن فتحتها حتى همست : أوعدك إذا تفنشت من شغلك بعد .. وما لقيت لك شغل .. تجي عندي .. وأشغلك سواقي الخاص .. تصدق .. الشغلة لايقة عليك ..

دخلت المنزل وهي تضحك .. أو قل تمثل الضحك .. وأنا أخذت أتأمل بظلالها الراحل .. وبداخلي غصة .. ورغبة تخنقني بالبكاء .. سامحكِ الله .. قبل قليل أحييتي قلبي .. وبعد حين .. أمتيه ..

[شكراً ، فلقد أهديتني جرحـاً ما زلت أبحث عن علاجه !!]

==

[ أميرة ]

كنت في الصالة العلوية .. أقرأ مجلة سيدتي .. حينما أأتت دعاء متوجهة لغرفتها ووجها تتضح عليه آثار الدموع .. ناديتها : دعاء .. شفيج ؟

التفت لي وهي تبتسم : مضايقة شوي .. تعرفين بيان باجر بتسافر .. وما بتجي إلا بعيد الأضحى ..

تبسمت : ما عليه .. في اختراع اسمه تلفون .. ( قلت بفرح ) المهم ما قلت لج ؟

جلست جانبي : شنو ؟

اتسعت ابتسامتي : اتصلو لي قبلوني بشركة اتصالات .. وبداوم يوم الأحد ..

تبسمت بسعادة : صج ؟ أحسن لج من قعدة البيت المملة ..

قلت لها وأنا أهز رأسي مؤيدة : اييي .. دعوي بكره بنروح أشتري لي ثياب اوكي ؟

ضحكت : اوكييي .. بس شنو بتشتغلين ؟

قلت لها : سكرتيرة ..

بعد عشر دقائق استئذنت وذهبت لغرفتها .. ونهضت أنا نحو غرفتي .. بانتـــظار الأحــد المقبل .. الذي لم يتبقى على أن يأتي إلا يوم واحد ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس