عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 04:45 AM   #48


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ بيان ]

وحـــــل الصبـــــاح .. الصبـــاح الذي شهدت طلوعـه عيني الأم وابنتها .. وكلاهما .. يعتصر فؤادهما خوفا .. وهمـا من البــعد ..

فتحت باب غرفتها .. مشت بخطوات هادئة نحو المطبخ .. قررت اعداد الفطور اليوم بدلا من والدتها .. وبينما هي تعد الشاي .. دخلت الأم المطبخ .. وعلى فمها ابتسامة حزينة .. أخذت تتأمل بابنتها بضيق كبير .. وما إن رأتها ابنتها .. حتى هرولت ناحيتها .. ضمتها .. وجلستا تعدان الفطور .. والأم مستمرة بتقديم نصائحها التي لم تكف عن قولها منذ أن تحدد موعــد السفر ..

دخل محمود المطبخ .. ولم تنتبها له .. فهما منشغلتين بالحديث .. صرخ بصوت مرتفع : صبـاح الخير ..

التفتا إليه مذعورتين .. وهزأته أمه : بسم الله الرحمن الرحيم .. محمود ! شهـ الحركات ؟

ضحك بخفة : شفيج يا أم محمود انزهقتي ؟ حبيت أسوي شوية أكشن من الصبح ..

ضحك الجميع .. وأتى علي وهو يتثائب : ماما جوعان .. أمس ما عرفت أنام من الجوع ..

لتقول الوالدة : الفطور جاهز .. غسل وجهك وتعال تفطر ..

فقال محمود : أمداك جعت ؟ أمس محد خلص العشا غيره .. يبلع من عرض .. الي يشوفه يقول مجوع .. من مئة سنة مو ماكل ..

قهقه ضاحكا : حدك سخيف .. وما تضحك .. تبيني أصير مثلك ؟ عظم على جلد ؟ أنا يا حبيبي مستقبلي مشرق .. بصير ملاكم .. ولازم أنمي عظلاتي ..

ضحك محمود وبيان بسخرية وقالت الأم : شنو ملاكم ؟ أنا ما عندي عيال ملاكمين .. تبي تصير من هذلين إلي ما عندهم دين ولا مذهب ؟ بس بيعطونك ضربة بتموت ..

ضحك الجميع .. واستمر علي في نقاش عقيم .. محاولا اقناع أمه برغبته .. لكنه يأس أخيرا بأنها لن ترضى .. ومضى الوقت سريعا .. أذن مؤذن يعلن حلول وقت صلاة الضهر .. وتوجه النــاس إلى مناجاة بارئهم .. وبعد انتهاء الصلاة .. لملمت بيان آخر حاجياتها .. قرآن أزرق صغير .. بعض الصور .. وسادة صغيرة .. دميتها التي أهداها إياها والدها .. أقفلت الحقيبة مرة أخرى .. جددت وضوئها .. بدلت ملابسها .. ألقت نظرة أخيرة على حقيبة اليد .. لم تنسى شيئا .. ارتدت شالها وعبائتها .. تأملت جدران غرفتها الصفراء .. حاجياتها .. تأملت كمبيوترها الذي استبدلته الآن بكمبيوتر محمول .. ودعت كل هذا على أمل اللقاء .. أغلقت الغرفة بعد أن جرت حقيبتي السفر .. ونادت محمود : محموود .. كاني طلعت أغراضي .. ثقيلة الشنطات ..

أتى علي وهو يسخر : ثقال ؟ في هـ الوقت تعرفون قيمة صاحب العظلات .. بعدي .. خليني أشوف شغلي ..

رمقته بسخرية : عدال .. أخاف عظلاتك تخاف وتشرد ..

ضحك سخرية : ما برد عليج .. تردين ليش ؟ لأنج غايرة ..

قطعت حديثه : من ويش يحضي ؟ هذا وانت عظامة بدون لحم جذي .. ما يندرى أرد أشوفك بالون ولا للحين جذي ..

طنشها ومشى يجر الحقائب .. وما إن وصلت الصالة .. حتى رأت خالتها أم فطوم .. وفطوم .. تبسمت بسعادة .. وخرج الجميع .. قاصدين المطـــار ..

/

وفي المطار .. كانت في أحضان والدتها .. والدمع متجمع بعينيها .. تنظر نحو أحبتها ..

أمها .. خالتها .. فطوم .. علاوي .. عماد .. يعقوب .. زهور ومروة ..

سلمت على الجميع .. وكانت تقبل أختيها : تحملو بالماما .. لا تعاندوها .. لأني اذا اتصلت وقالت لي انكم عاندتوها .. ما بجيب لكم هدايا ..

قالت مروة : متى بتجين ؟ بتروحين واجد عن البيت ؟

تبسمت : امممم مو واجد .. غمضي وفتحي عيونج .. وبتشوفيني عندكم بالبيت ..

أغمضت عينيها وفتحتهما مرة أخرى : كاني فتحت .. وينج اللحين ؟

ضحكت بخفة : مو اللحين .. اذا رديتو البيت ..

ابتعدت عن أختيها .. وضمت كفي توأم روحها فطوم : تحملي بأمي .. كل تعالي البيت .. لا يخلى البيت منا ثنتينا ..

تبسمت بوجع : لا توصيين .. انتي تحملي بروحج .. بيون اذا خفتين بس ذكري الله .. تذكرى ان الله وياج .. ( تلألأت الدموع بعينيها ) بيون ما ادري شلون بعيش بدونج ..

ضمتها إليها : ولا اني .. يالله يعقوب بياخذ مكاني .. صح ولا لا ؟

ضحكت بخجل : مكانج محفوظ بالقلب .. راجعي عدل .. ولا تستهترين بالدراسة ..

تبسمت : ان شاء الله جدتي .. ايي صح .. على طاري جدتي .. كل ما تشوفينها بوسي راسها عني ..

تبسمت : اوكيي .. وانتي سلمي على صفوي .. وقولي لها اذا ما تحملت فيج يا ويلها مني ..

ضحكت : افا عليج .. يوصل ..

قال لها محمود : يالله بيون .. تأخرنا ..

ألقت نظرة علي الجميع .. شعرت بأن هناك من لم يأتي لويدعها .. بحثت عنه بعينيها .. فلم تره .. أدارت وجهها لفطوم كي تسألها عنه .. لكنها لم تستطع لأن فطوم كانت تبكي .. لوحت بيدها .. حركت قدميها ماشية خلف محمود .. أدارت وجهها للخلف .. وما إن رأت دموع أمها .. حتى هرولت إلى أحضانها .. بكت .. وعادت الأم تكرار نصائحها .. وبصعوبة .. حررت الأم ابنتها .. وجعلتها تسير خلف محمود الواقف بالنتظارها ..

مشت وهي تمسح دمعها .. أتموا الاجراءات .. وجلست بانتظار سماع اسم رحلتهم .. لكنها بدلا من أن تسمع اسم الرحلة .. سمعت أحدا ما ينادي باسمها ..

أدارت وجهها .. رأته واقف بين كثير من الناس .. ينظر نحوها .. وابتسامة عالقة على فمه .. اللتفت لمحمود .. فرأته منشغلا بالحديث مع أحمد .. مهلا .. ماذا يفعل أحمد هنا ؟

لم تشغل نفسها بالتفكير لسبب وجوده .. ونهضت متجهة لذالك الذي تعنى للقدوم .. وقفت أمامه وقالت معاتبة : كان لا جيت .. وربي حطيب بخاطري عليك ..

تبسم متألما : كنت ما بجي .. لأني ما أعرف أودع ناس غاليين علي .. بس جييت علشان أعطيج شي ..

تبسمت بوجع : يعني ضميرك ما يأنبك أسافر وما تسلم علي ؟

قال لها : بلا .. يمكن لهسبب جييت .. ( اقترب منها خطوتين .. ومد ذراعه بمسبحة ) تفضلي ..

تناولت المسبحة وهي تقلبها بيدها : مشكور .. تراها أحلى هدية ..

تبسم : انتبهي لنفسج .. ولا تنسين ذكر الله .. حطي بالج على دراستج .. لا تشغلين بالج بأشياء ثانية .. الجو هناك برد شوي .. دفي نفسج .. ما ابي أسمع انج مريضة ..

تبسمت : ما اوصيك على امي .. دام محمود مو في البيت بات عندها .. لا تقصر عليها بشي ..

هز رأسه : أمج هي أمي .. ويالله روحي .. محمود ينادييج .. الطائرة بتطير عنكم ..

رفعت كفها ملوحة : مع السلامة ..

تبسم : بأمان الله وحفظه ..

\

[ عمار ]

رآها تسير .. وتختفي من بين النـــاس .. وقف يستـرجع كل ذكرياته معها .. لحين أن شعر بكف وضعت على كتفه .. التفت فإذا به شرطي الأمن الذي استغفله ودخل إلى هنا .. عاد أدراجه .. وهو يشعر بكثير من الضيــق .. عـــاد .. وهو يدعــو لهـــا بكـــل الخيــر ..

==

[ جاسم ]

في مثل هذا الوقت .. خرج صاحبنا من السجن .. رفع كفه يغطي بها عينيه من ضوء الشمس .. التفت يمينا ويسارا .. ألم يأتي أحد لاستقباله ؟ فكرا قليلا .. من ذا الذي سيأتي ؟

تبسم بألم .. ومشى ببطئ .. وصل الشارع العـام .. أوقف سيارة أجرة .. توقفت عند منزل عمه .. ترجل من السيارة .. تشابك مع حارسي البوابة .. لحين أن تمكن من الدخول .. مشى متثاقلا .. دخل داخل المنزل .. أخذ يناديها .. كرر اسمها مرارا .. ولم يجبه إلا صدى صوته .. وبعد دقائق .. أتت احدى الخادمات .. وقالت له بلهجتها المكسرة .. أن منتهى غادرت .. وأمه وعمه واخوته خارجين في نزهــة ..

خرج من المنزل .. جلس بجانب بركة السباحة .. خلع حذائه .. ومد رجليه في الماء .. منتهى غادرت .. إلى أين ؟ أيعقل أنها تزوجت أحمد .. وارتاحت من عذاب هذا البيت ..

تبسمت على هذه الفكرة .. الحمد لله .. صحيح أن الله لم يكتب رنا من نصيبي .. لكنه عوضني بفرحتي بأختي ..

تذكرت أن الشرطي عند خروجي أعطاني هاتفي .. أخرجته بسرعة من جيب بنطالي .. وبحثت في قائمة الأسماء .. اسمها .. ضغطت زر الاتصال لكنه وصلني : لا يمكن الاتصـال حاليا بالرقم الذي طلبته ..

تأففت بضجر .. واتصلت بعادل .. الذي رد من بداية الرنين : جميل ؟ طلعوك من السجن ..

تبسمت على نبرته الوالهة : اي .. قبل شوي ..

فقال : شخبارك ؟ بخير ؟ عذبوك ؟ في وينك اللحين ؟

قلت له وأنا أخفي ضحكتي : في بيت عمي .. كنت جاي آخذ منتهى .. بس تقول الخدامة طلعت .. بس ما ادري وين ؟ وعمي ومرته طالعين الله لا يردهم ..

فقال لي موبخا : مرته هي أمك .. مهما سوت تظل أمك فلا تتكلم عنها جذي ..

قلت بغضب : الأم الي تربي الي تتعب .. الأم مو اسم وكناية .. ( بضيق ) والي يسلمك لا تضايقني كثر ما انا مضايق .. تدري وينها منتهى ؟

سكت قليلا وقال بهدوء غريب : انتظر دقايق .. مسافة الطريق وبجييك ..

قلت له : أنا بروح بيتنا .. وحشوني أبوي وأمي .. تعال لي هناك ..

فقال بنفس الهدوء : اوكي .. بسوي لك مسكولين واطلع لي ..




[ منتهـى ]

واقفة في شرفة الغرفة .. تشهد على هطول المطر .. تناجي ربها مناجاة صامتة .. لا يسمع لها صوت .. تدعـوه أن يسكن أنينها .. ويرزقها الصبر .. والقدرة على تحمل هذه العيشة المستحيلة ..

كان الجوء باردا عندها .. أطرافها متجمدة .. لكن .. وخزات العظام بردا .. أفظل لديها من وجع القلب .. مع ذالك الموجود داخل الغرفة ..

وهكذا يشاء الله .. كلما تمر مرور الكرام بالتفكير به .. يأتي إليها .. فها هو يضع ذراعيه فوق كتفيها ويقول هامسا : الجو بارد .. دخلي داخل ..

لم تجبه .. ليس لأنها لا تود الكلام .. وإنمــا أوجــاعها لا تسمح لها بالرد عليه .. وحينما أقول أوجاعها لا أقصد وجع قلبها وحده .. بل منذ مدة وهي تشعر بالضعف .. ودوران في الرأس ..

أجلسها على الكنبة .. وهي ما تزال صامتة .. لمح اصفرار وجهها : تبين تروحين المستشفى ؟

وأخيرا قامت بردة فعل .. فقد تنهدت .. واتجهت نحو السرير .. تدفأت باللحاف .. وغمضت عينيها .. تحاول الهرب من التفكير بكل شيء .. تحاول ارخاء عقلها ولو للحظـــات ..

زفر هو الآخر يائسا منها .. وخرج من الغرفة ..

==

[ رنــا ]

سمعت صوت الجرس .. فنهضت أفتح الباب .. فالجميع نائمون في هذا الوقت من الضهيرة .. عداي أنا .. التي ليس لدي جامعة اليوم ..

اتجهت للباب .. وقلت بصوت هادئ : مين ؟

وصلني صوت جميل : أنا جميل .. فتحي الباب ..

تذكرته .. منذ مدة لم أره .. أين اختفى كل هذه المدة ؟ أيعقل أنه حينما علم بوجودي هنا قرر الذهاب لمكان آخر ؟ ولم أصحى من أفكاري إلى حينما سمعت صوته علا : رنــا أنا جميل .. فجي الباب ..

غطيت شعري بشالي الأسود .. وفتحت الباب .. وما إن دخل .. ألقى علي نظرة لم أستطع تفسرها .. ومشى داخل المنزل ..

وقفت متجمدة .. ليس لنظراته .. بل لمظهره .. فقد بدا متعبا .. ولم ينم منذ أيام .. لأتذكر ما قاله لي عادل تلك الليلة .. جميل .. جــاسم .. مهــلا .. هل ما قاله صحيح ؟

مشيت خلفه .. رأيته يصعد الدرج .. ركبت خلفه .. دخل غرفته .. وأغلق الباب بقوة .. مشيت لناحية الباب .. أأطرق الباب ؟ أأسأله عن صحة ما قيل ؟ كــلا .. يبدو مرهقا .. فليرتح .. وسأجل استجوابي وتوبيخه لي لوقت آخـــر ..

/

[ عـادل ]

طرقت الجرس .. وسندت جسدي على الباب .. وأنا أفكر فيما سأقوله لجميل .. ما ستكون ردة فعله ؟ لأسمع صوتا من خلف الباب اشتقت لصاحبه كثيرا .. لم أجب .. انتظرها تفح الباب وأكحل ناظري بها .. وكلها ثوان .. ويتحقق ما أصبو اليه .. تفتح الباب .. أدير وجهي ناحيتها .. تلتقي عيناي بعينيها الجميلتين .. ابتسم لنشوة اللقاء .. أراها ما تزال مصدومة بي .. فأهمس بشوق : وحشتيني ..

تغلق الباب بوجهي .. فتتلاشى ابتسامتي .. اقرب أذني من الباب .. انصت لأنفاسها الاهثة .. وأقول : أدري انج ورى الباب .. اشتقت لج رنوي .. متى بترحميني ..

فيصلني صوتها الغاضب : لو رحمتني ذاك اليوم .. رحمتك .. روح .. ولا تجي مرة ثانية ..

قلت لها بوجع : أنا غلطت .. وقلت لج مليون مرة آسف وسامحيني .. رنـا أنا هـ الوقت بالذات أحتاجج أكثر من قبل .. متورط .. وما أعرف شنو أقول لجميل ..

لتقول : أنا مالي دخل فيك .. حل مشاكلك بنفسك ..

قاطعتها : هذي مو مشكلتي .. ولد عمج طالع من السجن اللحين .. وما يدري شنو صاير من وراه ..

فتحت الباب بصدمة : شتقول ؟ جميل طالع من السجن ؟ ليش ؟ شنو مسوي ؟

تبسمت حينما رأيتها منفعلة : أحبـج ..

توردت خديها : انقــــلع .. قاعد تتبلى على جميل ليش ..

وما إن همت بإغلاق الباب .. حتى كنت أسرع منها وفتحته : أنا ما اتبلى عليه .. اذا أنا أجذب .. روحي له واسأليه .. قولي له في وين كنت هـ الأيام ؟ اذا سكت .. أو قالج مالج دخل .. افهمي انه بالسجن ..

رمقتني بغضب : وانت شدراك ؟

تبسمت : ممكن أدخل وأفهمج الموضوع ؟ أنا قبل ما اجي .. اتصل فيني .. وقال لي أجي له هني ..

سكتت قليلا .. ثم قالت : ادخـل ..

==

[ منتهى ]

فتحت عيناي بصعوبة .. فرغم أنني نمت نوما عميقا .. إلا أنني ما زلت أشعر بالارهـاق .. حاولت النهوض .. أريد أن أصلي ما فاتني من الصلاة .. لكنني لم أستطيع .. فجسدي كله يؤلمني .. وأشعر بغمامة على عيناي .. رأسي يكاد ينفجر .. خلعت العدستين بصعوبة .. فقد نسيت أن أخلعها قبل أن أنام .. وضعت رأسي على الوسادة .. وأنا أرى كل شيء حولي يدور ..

وما إن خف الدوار .. نهضت بهدوء .. مشيت بتثاقل .. توظأت .. وحينما انتهيت من الصلاة .. فتحت الثلاجة لأتناول شيئا .. وانتبهت لأن المكان خاليا منه .. تذكرت أنني خبأت هاتفي في حقيبة السفر .. أسرعت نحو الحقيبة .. واتصلت ببيان ..

بعد عدة رنين أجابتني بلهفة وخوف : منتهى .. شخبارج ؟

قلت لها بذات الخوف مع كثير من الوجع : انا بخير .. اخوي شخباره ؟ طلعوه من السجن ؟

لتقول : ما ادري .. المفروض اليوم يطلع .. لحظة بسأل ..

سكت قليلا .. انتظرها ترد علي .. ليصلني صوت معشوقي : منتهى ..

سكـر سمعي .. وشعرت براحة ليس لها نظير حينما سمعت صوته : أحمد أخوي .. طلع من السجن ؟

لا أعلم لما سألته عن جاسم ولم أسأله عن أحواله .. ربما بسبب ذالك العقد أو الصفقة التي وقعتها بالحكمة .. وربما هو تسائل سؤالي فقد أجابني بشيء من البرود عكس نبرته السابقة : اليوم بطلعونه .. ويمكن حتى طلع ..

لم أعرف ماذا أقول .. فكل الكلام الذي أود قوله له .. طـار من يدي : سلم عليه ..

ليقول : الله يسلمج .. أنا مو في البحرين .. اذا رديت وشفته بوصله سلامج ..

مهلا .. إنه مسافر .. وبيــان معه .. لماذا ؟ سألته بضيق : ليش مسافر ؟

قال لي : أغير جو .. كلها سبوعين وبعتمر ان شاء الله ..

قلت له بضيق أكبر : وبيان معاك ؟

لا أدري كيف نطقت بهذا الكلام .. وما الحكمة في طرحه ولكن : ايي .. بتدرس بالأردن .. وأنا رايح مع أخوها ..

لم يطمئن قلبي .. قلت له والدمع متجمع بعيناي : طيب أنا بسكر اللحين .. سلم عليهم ..

وصلني صوته الحاني : انتبهي لنفسج ..

ألقيت الهاتف على الجدار .. وأخذت أبكي بقوة .. لما أشعر وكأنه خانني ؟ لما أشعر بأنها تعدت على شيء يخصني .. بيان .. أرجوكِ .. لا تقتربي منه .. فهـــو لي أنــا .. يحبني أنــا ..

ولم أنتبه لظل مازن إلا مؤخرا .. لأفرغ غضبي ووجعي عليه حينما قال لي : تراه خاين مثلج .. ما بغاج تتباعدين .. حتى راح لوحدة الثانية .. مسكينة .. تضنينه يحبج يعني ؟ انتي ما تعرفين الرجــال .. كل يوم نحب وحدة .. إلا أنا تصدقين .. محد يملي عيوني غيرج ..

/

[ مازن ]

سمعت صوتا في غرفتها .. يبدو أنها استيقضت .. طرقت الباب .. وحينما لم أسمع ردا .. فتحته بهدوء .. رأيت سريرها خاليا .. مشيت نحو الشرفة التي تتواجد فيها دوما .. ولم تكن فيها .. قصدت غرفة الملابس .. رأيتها تتحدث بالهاتف .. هاتف ؟! ألم أمنعها من استخدامه ؟ تكلم من ؟ اقتربت منها ولم تلحظ وجودي .. وايقنت أنها تكلم حبيبها .. الخائنة ..

لتنهض كـ المجنونة .. تصرخ .. تهذي بكلام أغلبه لم أفهمه .. أيعقل .. أن منتهى .. الهادئة .. تنفلت أعصابها هكذا ؟ ألهذا القدر تعشقه ؟

صرخت عليها : بس .. جب .. انتي ما تستحين ؟ على ذمتي وتكلمينه ؟ اذا ما تستحين هو يستحي .. وشنو تبين يسوي يعني ؟ ينتظرج لما أطلقج وياخذج ؟ حبيبتي .. هذا الشي مستحيل يصير .. خليه يروح في حال سبيله .. لش تعلقينه بأمل ما له بالواقع صلة .. أنا زوجج .. رضيتي ولا لا .. واذا تحبينه .. خليه ينساج .. الي لقاه كافي .. خليه يعيش حياته ..

تمسح دموعها وتصرخ : ما يحق لك تقولي هـ الكلام .. وأحمد يحبني .. ولا انت ولا غيرك بخلوني أشكك في هـ الشي .. بجي يوم وبتخلص فيه منك .. بجي يوم وبنكون أنا وأحمد مع بعض ..

استفزتني .. فصفعتها : عييييب .. والله ما الومج اذا قلتي هـ الكلام .. انتي ما تربيني مثل الأوادم علشان تعرفين الغلط من الصح ..

قاطعتني : الي رباني أحمد .. رباني أحبه .. رباني أوفي له .. رباني ما أخونه مع غيره .. صحيح انك تحديت حدودك وغصب عني تباعدت عنه .. بس طول عمري بظل وفية له .. عمري ما بحب غيره .. انت زوجي عند الناس .. وكلمة اني لك .. جملة تسكت بها روحك .. وتقنع نفسك بالراحة .. حط في بالك شي .. اني لو أحصل فرصة وحدة بس .. أرفع عليك قضية طلاق وأخلعك .. ولا احد بيجبرني أبقى معاك .. أخوي وبيطلع أو طلع اليوم .. ولا تضن انك بتقدر تمنعني .. لأن عندي عادي أقتلك .. واتحرر بعدها من الصفقة الي تربطنا ..

أود خنقها .. ما تقول هذه المجنونة ؟ بل .. خنقتها فعلا .. طوقت بكفاي عنقها .. كانت تموت .. وأنا أتلذذ بسماع صوت استغاثها .. كانت تموت .. وأنا أبكي وأضحك .. فليأخذها الموت .. فليريحني من التفكير بأنها ستكون لذاك يوما .. سحقا لكِ .. ولليوم الذي أحببتكِ فيه ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس