عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 04:49 AM   #52


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ مـــازن ]

سالت دموعي على وجهي من شدة الضغط النفسي الذي أتعرض له الآن .. وجلست على عتبة منزل يعقوب كما كنت أفعل سابقا .. جلست والذكريات تخنقني .. تذكرت كيف كنت .. وماذا صنع مني يعقوب .. تذكرت كيف نشأت صداقتنا .. كيف جـاء والده إلي وطلب مني أن أكفي شري عنه .. اعتذر نيابه عنه .. رغم أنني المخطأ .. لم أعتذر .. لكن .. ولدت الرحمة بقلبي عندما رأية شيبته .. فصحيح أنني لم أعتذر .. لكن كلمة الاعتذار كانت على طرف شفتي .. قصدت صفه .. ناديته فلم يأتي إلي .. وقفت عند طاولته ومددت له كفي .. كم أجهل سبب قيامي بهذا العمل .. توقعت أنه لن يصافحني .. لكنه صافحني .. وابتسم لي .. فبادلته الابتسام .. ومنذ ذالك الوقت .. ونحن معــا .. صحيح أننا لا نشترك في شيء .. حياتنا مختلفة .. مبادئنا مختلفة .. أفكارنا مختلفة .. وآخرتنا أضنها ستكون مختلفة أيضا ..

صحيح أنه يعاني من تصرفاتي وطيشي .. ينصحني فأرفض نصيحته .. أهجره وحين أحتاج له أعود صاغرا .. لأنني لم أشعر بمعنى الصداقة إلا معه .. فهو رفيق دربي .. هو بئر أسراري .. هو مرشدي ومعيني .. هو أخي .. الذي يتحمل أخطائي ..

على صوت السيارة القادمة .. رفعت رأسي .. ومسحت دمعي .. انتظرته يترجل ويأتي مسرعا ككل مرة .. يضمني ويسألني سبب انكساري .. لكنه لم يفعل .. فقد ترجل ضاحكا .. ومع خطيبته .. فتح صندوق السيارة .. أنزل الأغراض .. وتساعدا في حملها ..

كم أغبطه .. فخطيبته تحبه .. تبادله مشاعره .. قبلت به برضاها .. ولم تكن مجبرة على الارتباط به ..

وصلا ناحية الباب .. ودخلت هي .. وبقى واقفا أمامي : خير ؟

رفعت رأسي له .. والوجع يرهقني : ما بتحضني ؟ وبتقول لي شصار لك ؟

أنزل الأكياس على الأرض بجانبه وقال : هذاك الأول .. واضن إن ما في شي يبقى مثل ما كان ..

نهضت ووقفت أمامه : أفهم من كلامك انك حاط بخاطرك علي ..

ضحك : بس حاط بخاطري ؟ هذا الي قدرت تستنتجه ؟

نكست رأسي وقلت بضعف : شتبيني أقول ؟ تبي تذلني ؟ معاك حق في كل الي تسويه .. لكن في النهاية سامحني .. تعرف إني ما عندي أحد غيرك ..

قال ساخرا : أسامحك ؟ على شنو أسامحك ؟ اخطائك أنا ما أقدر أعدها .. على أي واحد منهم تبي السماح ؟

قلت بنفس اللهجة : على كل شي ..

سكت قليلا .. ثم جمع حاجياته وهم بدخول المنزل .. فناديته : يعقوب .. تكفى لا تخليني ..

لم يدر وجهه ناحيتي .. ولم يتكلم فأكملت : أنا واثق إن قلبك انجرح واجد مني .. لكن .. شسوي .. ساعدني .. أبي اتغير .. تعبت من روحي .. تعبت من حياتي .. أبي أكون مثلك ..

/

[ يعقوب ]

لم ألتفت له .. لأن عيناي تجمع بهما الدمع .. فلا طــاقة لي على صده .. لم ألتفت له .. لأنني لم أعتد على أن لا أصفح عن أحد يطلب سماحي .. لم أعتد على القسوة في الحديث مع أي كــان .. كيف وهو صاحبي ..

التفت له .. وأنا ابتسم .. تلك الابتسامة التي ارتسمت على مبسمي قبل سنين .. تركت أكياسي على الأرض .. واحتضنته .. ولم أتوقع .. أنه مكسور هذه المرة لهذه الدرجة .. فقد بكى كطفل صغير في أحضاني .. تركته يفرغ عما بمكنونه .. ثم سألته ونحن نجلس عند عتبه البيت : شصار لك مع منتهى ؟

قال لي : اختفت ..

لم أفهم ما يعني : شلون يعني اختفت ؟

قص علي ما حدث فقلت له : وين بتروح يعني ؟ هي ما تعرف أحد .. رحت بيت عمها جربت ؟

فقال : اييي .. سألتهم عنها وقالو ما جت ..

قلت له : انزين تبيني أجرب اتصل لبيت خالتي يمكن راحت هناك ؟

قال لي : اييي .. جرب تتصل ..
==







[ رنـــا ]

كنا صامتين طوال الطريق إلى المشفى .. فأنا مصدومة مما قام به في المطعم .. لم أتوقع أنه يحمل بقلبه لهذه الدرجة .. صدق في كل حرف قاله .. فهو بارع بالانتقام ..

حينما توقفت السيارة في مواقف السيارت .. ترجلنا .. ومشينا بهدوء نحو الغرفة التي يوجد بها جميل .. ورأينا تجمعا للمرضات عند الغرفة .. فسألت أبي : شصاير ؟ صحى جميل يعني ؟

فقال بضيق : لا .. الممرضة دخلت بتبدل له المغذي .. إلا شافت أحد معاه على السرير .. وطلعت اخته نايمة معاه .. عاد مسوين لها سالفة ..

التفت لعادل : شكلهم رجعو .. روح شوفها ..

قال بضيق : ما ابي اشوفها .. كفاية قلبي معورني عليهم .. روحي لها انتي ..

لم أعقب على ما قاله .. وحينما أردت الدخول .. رأيتها تخرج .. وهي ترتب شالها الأبيض .. ناديتها وأنـا أتأمل بملامحها المطابقة لجميل .. لعينيها الزرقاوين .. التفت الي .. وبدى الاستغراب ظاهرا عليها قلت لها : انتي منتهى ؟

أجابتني : اي .. من انتي ؟

تبسمت : أنا بنت عم جميل ..

ابتسمت .. فبدت أجمل : هلا فيج ..

قلت لها : اهلين .. تعالي قعدي معاي ..

سكتت قليلا ثم قالت : لا .. بروح ..

سألتها : وين بتروحين ؟

قالت : مازن ينتظرني برى ..

لا أعرف ماذا أجيبها .. أشحت وجهي ناحية عادل .. ولم أره .. بحثت عن والدي وعمي .. ولم أجدهما أيضا .. أين ذهب الجميع ؟

انتبهت لها تنهض وتقول : اذا صحى اخوي .. سلمي عليه واجد ..

قلت لها بحيرة : الله يسلمج ..

مشت بهدوء .. وبهدوء أيضا اختفت عن ناظري .. كم أعجب لحالها ..

بهذا الوقت .. وأنا غارقة بالتفكير بهـا وبجميل .. سمعت صوتا صادرا من الغرفة .. دعوت أن يكون خيرا .. ولم أتوقع أن ألطــاف الله واسعة لهذه الدرجة .. فقـــد انفتح الباب .. وبعد ثوان .. خرج رجل ذا جسد هزيل يمشي بصعوبة .. كنت انظر له .. وعيناي ممتلئتين من الدمع .. ركضت ناحيته وقلت له معاتبة : جميـــل ..

لم يكن يستطيع النظر بوضوح .. كانت شفتاه تهتزان .. تهمسـان باسم شخص ما .. ومن حركتهما .. استنتجنت أنه يهمس باسمها : تبي منتهى ؟ توها قبل شوي طلعت .. اصبر .. اللحين بناديها ..

لم أخبر أحدا بأنه أفـــاق .. بل لفرط السعادة .. ركضت خارجا .. أخذت أبحث عن منتهى .. خرجت من المستشفى .. جبت ببصري المكـان .. ورأيتها .. جالسة على الرصيف .. وعينيها معلقتين بالهواء ..

صرخت بسعادة : منتهى .. جميل صحى ..

التفت لي .. وهمست : صج ؟

هززت رأسي وأنا أمد يدي لها : يلله تعالي .. كاهو يبيج ..

وضعت كفها بكفي .. وركضنا كطفلتين فرحتين تركضان لاستقبال أبوهما الذي عاد من سفر طويل ..

/

[ عـــادل ]

حينما ذهبت رنـا للقاء منتهى .. قصدنا نحن غرفة الطبيب نسأله عن حال جاسم .. وقال أن نبضات قلبه في ازدياد .. وهم ينتظرون صحوته .. حينما خرجنا .. رأينا تجمعا للمرضات آخر عند غرفته .. أسرعنا .. سألناهم .. لكن ما من أحد أجبابنا .. وبعد دقائق .. أتت رنــا .. ومعها منتهى .. وهما تركضان .. وعلمنا منهما أن جاسم أفـــاق ..

\

[ جميل – جـــاسم ]

منذ ســاعات .. أنــفاس حــارة .. لفحت وجهي .. ودقــات قلبٍ قوية .. استطعت سماعها بوضوح .. لا أعلم .. إن كنت أحـلم أم لا .. لكنني أحسست بقرب منتهى .. لا أعلم ما الذي حصل حينها .. فقط .. جاءني ألم عميق في كل أطرافي .. وتمكنت من فتح عيناي .. بحثت عن من يشاركني التنفس لكنني لم أجد أحدا معي .. بصعوبة تمكنت من خلع جهاز التنفس .. قطعت المغذي .. أبعدت الأسلاك .. وضعت كفي اليمنى على اليسرى .. فالوجع بها يقتلني .. ومشيت بصعوبة نحو الباب .. أبحث عن ذاك الزائر الذي رأيته في عالم الحلم أو الواقع ..

والآن .. الطبيب يفحصني .. يسألني وأنا لا أجيب .. يتكلم وحده .. فأنا لست أسمع ما يقول .. ففكري كله مع ما حدث قبل قليل .. أكنت أحلم ؟ فحسب ما فهمته .. أنني دخلت في غيبوبة .. ماذا تعني الغيبوبة ؟ لا أتذكر أنني نمت وقتا طويل .. فكل الذي أتذكره .. أنني لشدة وجعي وضيقي واستصغار نفسي .. قطعت أوردة كفي اليسرى المرتبطة بالقلب .. فقد وددت أن أتخلص من الألم .. وها أنا أعــود إليه ثانية ..

مهــلا .. كأنني رأيت رنــا .. وحدثتني عن منتهى .. لأقول للطبيب : أبي رنـا ..

استغرب ما قلته .. وقال غاضبا : جاوبني على اسئلتي أول ..

قلت له بضيق : بتنادي رنا ولا شلون ؟

شعرت بأنه يقول بخاطره أنني مجنون ويخشى أن أقتله " ههه " : لحظة شوي ..

مضت دقائق .. ودخلت رنا وابتسامة على ثغرها : شلونك اللحين ؟

أتضن أن بابتسامتها سأغفر لها ما فعلته بي : مو شغلج .. قولي لي .. شكنتي تقولين ؟ كأني سمعت اسم منتهى ؟

جلست على المقعد أمامي وقالت : أول شي الحمد لله على السلامة .. و ..

قلت بضيق : بتقولين ولا شلون ؟

قالت بضيق أيضا : ليش تكلمني جذي ؟

رمقتها : قومي انقلعي برى ..

نظرت إلي بصدمة : جميل !

قلت لها : أقولج انقلعي ..

نهضت : هذا جزاي ؟ انت ليش جذي ؟ أنا جاية أفرحك إن منتهى ردت البحرين وكاهي برى تنتظ ..

نهضت وابتسامة ناصعة رسمتها على مبسمي : حلفي ..

قالت بنفسها ما أسرع تغيره : ايي ..

لم أأخر لقائي بأختي أكثر .. خرجت من الغرفة .. وبحثت عنها .. رأيتها جالسة .. غارقة بهدوءها المعتاد .. كان هناك الكثير من النـاس .. وجوها أعرفها .. لكنني لم أهتم لصرخاتهم وابتساماتهم ودموعهم .. بل تأملت بأختي .. انتظرها ترفع رأسها لي .. ورفعت رأسها .. حدقت بعينيها الدامعتين .. ركضت إليها .. ضممتها إلي وأنا أشهق من كثرة البكاء : سامحيني منتهى .. سامحيني ..

كانت تبكي بشدة .. وتخبأ جسدها المرهق بين أحضاني أكثر .. لم تتكلم .. لكن دموعها التي مسحتها ملابسي .. أوصلت إليّ مقدار غبائي .. كيف أريد التخلص من هذه الدنيا .. وأنا أعلم أنها أكثر النــاس بحاجة لي ؟

بقينا على هذا الحال فترة طويلة .. بعدها .. جلسنا جلسة عتـــاب .. أنا أوبخها لرضائها بما اشترطه عمي .. وهي توبخني لانتحاري .. ثم انتبهت لأبي وأمي .. عمي وزوجته وابنته .. لعادل .. سلمت عليهم جميعا .. ثم جاءني عادل .. لم يمد كفه لمصافحتي .. بل صفعني : يالجبــان .. ما توقعتك هـ الكثر ضعيف ..

انصدمت من صفعته بداية الأمر لكنني ابتسمت في النهاية : شخبارك ؟

قال لي وهو يحضنني : بخير .. الحمد لله على السلامة ....






رفض جاسم البقاء في المستشفى .. ورفض ذهاب منتهى لمازن .. وهاهي تسكن معه في المنزل .. تشارك رنا غرفتها .. فقد مضى ثلاثة أيام على خروجه .. وثلاثة أيام على البحث المتواصل من قبل مازن ويعقوب عن منتهى ..

/

إنه الجمعة .. اليوم الذي سيعود فيه محمود لوطنه .. ففي هذه الأثنـــاء .. حيث الشمس مخبأة وجهها النوراني بين الغيوم .. وصلت محمود المطار .. برفقة أحمد وبيـــــان ..

انهوا كل الإجراءات .. ووقف ينظر لأخته .. وهي تنظر إليه .. كليهما لا يتجرءان على الوداع .. وبعد مضي دقائق .. قال لها : انتبهي لنفسج .. لا تطلعين بالليل .. ولا تطلعين بروحج .. واذا خلصتي محاضراتج انتظري صفاء وردي معاها .. هلله هلله بالدراسة .. أبي أرجع لج نهاية الكورس .. إلا احسدج على درجاتج الحلوة ..

هزت رأسها بإيجاب وقالت : اول ما توصل بيتنا .. بوس راس أمي .. واحضنها عني .. وخواتي وعلاوي بعد .. وصل لخالتي سلامي .. ولفطوم .. وقول ليعقوب يتحمل بها ..

تبسم : من عيوني يا نور عيوني .. ما اوصيج .. كلي زين .. تلحفي زين .. واذا احتجتين شي .. اتصلي مباشرة .. وأنا بحاول أساعدج .. ( دنى منها وأمسك كتفيها ) بيون خلي علاقتج بالله قوية .. اللحين انا برد وبتحسين بالغربة .. لكن .. اذا تقربتين من ربج .. ما بتحسين بها .. حطي في بالج إنه يراقبج .. ويشوف كل شي تسوينه .. الله يحميج .. ومعاج بكل مكان ..

دمعت عينيها .. فمسح دمعها بسرعة وضمها إليه : لا تخافين حبيبتي .. وخلي القران معاج بكل مكان ..

قالت له وهي تبكي : بتوحشوني ..

فأجابها : واحنا بنشتاق لج ..

قالت : اذا زرت قبر أبوي .. سلم عليه ..

تبسم وهو يبعدها عنه : يوصل .. ( رفع كفه ملوحا ) انتبهي لحالج ..

تبسمت وهي تسمح دمعها : ان شاء الله ..

أدار وجهه لأحمد .. ومد كفه : ابي اذا شفتك بعد ثلاثة اسابيع .. ما اعرفك .. أقولك من انت ؟

ضحك وهو يضم محمود : ان شاء الله .. سلم على عادل وخواتي اذا شفتهم ..

هز رأسه : تامر أمر .. ومثل ما وصيتك .. حافظ على صلاتك .. وإياني وياك تشرب لو شنو صار ..

تبسم : لا تخاف .. الي تبيه بصير ..

صافحهم ثانية .. ثم مشى عنهم .. وهم ينظرون له .. لحين اختفى بين الزحـــام ..

فالتفت أحمد لبيان .. رآها تمسح دمعها .. فقال : مشينا بيون ؟

تبسمت : يلله ..

/

[ بيـــان ]

كــان الجو باردا .. ونحن واقفين بانتظار تاكسي يأخذتا إلى المبنى الذي نسكن فيه .. وحينما اقترب منا التاكسي .. ركبنا .. هو بالأمام .. وأنا خلفه .. وأنا أنظر إلى النافذة .. توقفت السيارة .. وقال صاحب السيارة أن البنزين نفذ منها .. لم يكن المبنى بعيدا كثيرا .. فترجلنا لمواصلة بقية الطريق سيرا على الأقدام ..

ونحن نمشي قال : الجو بارد .. تصدقين .. أنا أموت في الشتـا ..

تبسمت وأنا التفت له : وأنا بعد ..

قال : اذا يلفحني الهوا .. أحس بانتعاش ..

قلت له : اييي .. حلاة الهوا بارد ..

ليقول : تبين آيسكريم ؟

ضحكت : اوك ..

ليقول : أعرف محل هني .. بذيك اللفة .. اسكريمه حلو ..

تبسمت : صار خاطري أذوقه ..

ضحك : عجل ما بشتري لج .. بس لي ..

قلت له : عندي فلوس .. بشتري لي ..

ضحكنا ونحن نمر بذاك الزقاق .. ووصلنا لمحل الآيسكريم .. سألني : تبين على شنو ؟

قلت له : في اوريو ؟ صار خاطري فيه ..

ضحك : ما اتوقع .. بس بسألهم ..

سألهم .. ولم يكن لديهم فقلت : عجل ابي فانيلا ومانجو ..

تبسم : ليش تقلديني ؟

ضحكت : انا ما قلدتك ..

ليقول : بلا .. تقرين افكاري .. ( قال للبائع ) اثنين فانيلا ومانجو ..

دقائق وأنا أأكل الآيسكريم .. سألني : شرايج ؟ حلو ؟

تبسمت : اييي .. توقعته أحلى ..

فتح عينيه بصدمة : ما عبجبج يعني ؟

ضحكت : اييي ..

رمقني : عطيني اياه باكله ..

قلت له : ما اني ..

مثل أنه سيأخذه : اتحججي مرة ثانية عليه وباخذه ..

مشينا مسافة ولم نصل بعد إلى المبنى .. جلست على الرصيف : انا تعبت ..

التفت لي : يالعجوز .. ما صارت هذي كم متر مشيناها ..

قلت له : أنا أدلي .. انت روح .. وبلحقك بعدين ..

قال لي : علشان تضيعين ؟ وتتصلين لمحمود إني خليتج بروحج ؟ لا ماما .. رجولي على رجولج ..

ضحكت عليه وأنا انهض : زين كاني مشيت ..







في هذه الأثناء .. في منزل أبو وليد .. هناك من اقتنع .. وجـــاء ليطبق ما قيل له ..

فها هو يزمجر بأعلى صوته : اسمعوا .. لكم 48 ساعة .. اذا ما شفت عيالكم جايين يعتذرون لي على أفعالهم الشينة .. يا ويلكم .. سامعيييين ..

قالت أنيسة : يا ابو وليد .. احنا ما تدخلنا بينك وبين ولادك طول ذي السنين .. اللحين في نهاية عمرنا تحملنا نتائج أفعالهم .. هذي تربيتك .. وانت معاهم تجوز ..

مشى ناحيتها والشرار يتطاير من عينيه : نعم ؟ ما سمعت .. آخر زمن صار للحريم صوت على أزواجهم .. انتي شلون تسمحين لنفسج ترادديني وترفعين صوتج ؟

قالت له : أنا ما رفعت صوتي .. أنا تكلمت معاك بهدوء .. شلون تعاقبنا بذنب عيالك ؟ هم الي غلطو ؟ جهـال .. ومع الوقت بيفهمون خطأهم وبردون لك ..

صرخ : انتو الي شجعتوهم يوقفون ضد أبوهم .. انتو الي خليتوهم يطلعون من البيت .. هم ما يكسرون لي كلمة .. بس انتو الي قويتو ظهرهم .. مثل ما قلت لكم .. لكم يومين .. تردوهم مثل ما كانو .. ويعتذرون لي ويبوسون راسي ويدي لا تروحون انتو وهم في ستين داهية ..

/

على عتبات الدرج .. كانت تقف .. وابتسامة انتصار على مبسمها .. سحقــا لكم .. سنرى .. من سينتصر أخيرا ..

==

أما في منزل أبا طارق .. كانت الأوضاع تختلف .. فطارق يتوعد بالانتقام .. ومنى ليس لديها شيء غير البكاء .. أما مازن .. فقلبه يحتضر .. يأس بالعثور عليها .. واليوم .. ذهب للمستشفى .. وقالو له بأن جميل قد خرج قبل أيام .. وها هو .. يقصد منزل أبو جميل ..

طرق الجرس .. وبعد مدة .. فتح له طلال أخو رنا الصغير الباب وهو يبتسم : من انت ؟

قال له : جميل هني ؟

قال طلال : اييي .. انت صديقه ؟

هز مازن رأسه : اييي .. تقدر تناديه ؟

ركض طلال داخل المنزل .. وجاء بعد قليل برفقة جميل .. لتلتقي نظرات مازن وجميل .. نظرات الكراهية والحقد .. قال جميل بسخرية : نعم ؟

ليقول مازن : منتهى معاك صح ؟

تبسم بانتصار : اييي .. ارتحت ؟

قال بقلة صبر : صار لي 3 ايام أدور عليها .. واللحين تقول لي بكل سهوله معاك .. روح نادها ..

قال جميل : واذا ما ناديتها .. شبصير ؟

قال مازن : مو قالو انك ميت .. شلون حييت ؟

رمقه جميل : بعد .. الله قادر على كل شي ..

قال مازن : بتناديها ولا شلون ؟

قال جميل : ما بناديها .. شبتسوي ؟

قال مازن : شبسوي ؟ تبي تعرف ؟

هز جميل رأسه ساخرا .. فنظر مازن لجميل بحدة .. ثم أمسكه من كفه الملفوفة .. صرخ جميل : يالحقير اترك يدي ..

ضحك مازن .. ورماه على جنب .. ثم دخل المنزل .. وصرخ : منتهى ..

جاء جميل وهو يركض .. حاول طرده من المنزل .. لكن مازن كان يرميه على الجدار في كل مرة .. لحين أن خارت قوى جميل .. أخذ مازن يفتح الأبواب .. لحين رأى منتهى تقف أمامه : بس مازن .. كاني جييت ..

تبسم بشوف ولوم : وينج ؟ ثلاثة أيام وأنا أدور عليج .. ثلاثة أيام ما ذقت طعم النوم والراحة ..

قالت له : أنا كنت نايمة مع أخوي .. وطلعت أدورك وما لقيتك .. وبعدها جو وقالو لي إن جاسم صحى وجييت له ..

قال بتأنيب : ليش ما اتصلتي لي ؟ تطمنيني عليج على الأقل ..

قالت له : التهيت بأخوي ونسيت ..

قال بألم : انزين يلله البسي شالج .. مشينا ..

قالت له : خلني هني شوي .. لما أخوي يصحى .. وبعدين مرني ..

قال لها : لا منتهى .. اشتتقت لج أنا ..

نكست رأسها بضيق : ما عليه مازن .. يومين .. بس يومين خلني ..

تنهد بضيق : اوك .. يومين .. وأجي لج جاهزة ..

تبسمت بامتنان : ان شاء الله ..

دنى منها .. قبل خدها .. وخرج ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس