هم ...... الفرح والسرور
......
هم النور ...الفرحة الغامرة
هم البراءة .... هم الصدق
....
هم الوضوح ...فلا نفاق ولا كذب
هم القلب النظيف ...لا ذنب لهم ......
لأنهم ملائكة الأرض من البشر
.....
أتوا لهذه الحياة مرغمين .....ليس بإرادتهم
...
صفحتهم بيضاء نقية
...
لا سواد فيها .......ولا شوائب أيضا
.......
فهم الصفاء والنقاء
.
ولكن ....
.
يا حسرتي ...
.
يا لوعتي عليهم ....
.
صنعنا من هذه الملائكة البشرية الطاهرة
كيان من الشوك
.....
وأسقيناهم العلقم المر
لم نرضى بصفائهم
ولا نقائهم ولا قلبهم الطاهر النظيف
...
.
فمنا من ألقاهم في صفائح القمامة
وأحواض الخلاء مذبوحين خشية العار
الذي ارتكبناه بسبب الخطيئة .....
ومنا من يظن بأنه يحمل ذرة من الرحمة
تركهم يعيشون مشردين في الملاجيء
..
.
ذلك الغول الذي يطاردهم في أحلامهم
عندما يخرجون للحياة القاسية ويعيرون به
......
أبن الملاجئ
ومنهم من نسخرهم للعمل الشاق
ونلقيهم في الشوارع تنهشهم ذئاب الليل البهيم
......
لنقتل البراءة التي خلقوا بها ونحولهم
لوحوش ومجرمون وحاقدون وسيئون
....
أبرياء في قفص الاتهام
..
.
نعم
دائما نحملهم وزر جرائمنا
......
بالرغم من أن الله تعالى قال
ولا تزر وازرة وزر أخرى)
احتقرناهم أسميناهم اللقطاء .......
وعاملنهم بمبدأ هذا الاسم
......
مع أننا نحن من جعلناهم لقطاء
....
بسبب نزوة
بسبب متعة محرمة
بسبب شهوة حيوانية
وأصبح العيب والحرام يطارده
حتى يموت الملاك
ويولد مكانه شيطان إلا ما رحمه الله
يا أيها الإنسان هل تبكي لما أبكاني؟ .....
حرمناه من حق الحياة
فأصبح في غيبوبة من قسوة العذاب
النفسي الذي زرعناه بداخله
أطفال الشوارع
.......
أطفال المتعة الشاذة
.....
أطفال الملاجئ
......
أطفال الإجرام
......
ويحي
.....
ماذا فعلنا ؟
......
جرائمنا تعدت الحدود
....
فاقت الوصف
......
اغتلنا براءته حرمناه حق الحياة
.
نهبنا حقوقه اغتصبنا عفته
....
وتركناه شيء معدم ....
ثم اتهمناه بالقذارة
حينما نراه في الشوارع يهيم
......
أسميناه بالسارق وهو منه بريء
أين الإنسانية ذهبت ؟؟؟؟؟؟؟
هل ذهبت بين طيات الشعارات الكاذبة
أم تحت الأقدام دهست
....
أين خوفنا من الصراط الذي سنسير عليه يوما
.....
الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف
....
ألم نخاف من جهنم جزاء ما فعلناه في حياتنا ؟
.
هل نرجو الرحمة ونحن لم نعرفها في الدنيا .....
أين إنسانيتنا ذهبت؟؟
.....
هل أهلنا عليها التراب وأخذنا فيها العزاء؟؟؟
أما أننا أضعناها ومازلنا نبحث عنها حتى الآن
ما أعدلك يا الله
....
يا إله العالمين أحمد الله أن هناك يوم عظيم
......
حيث الحساب
......
حيث الجزاء ....حيث العوض
....
نعم
....
الحمد لله الذي أوجد يوما مهول
لكي يأخذ كل ذي حق حقه
...
ويحاسب الظالمين المجرمين على ظلمهم
......