حكي ان بعض السادة قال بينما أطوف بالكعبة في ليلة مظلمة اذ سمعت صوت ذي حنين ينطق عن قلب حزين وهو يقول ياكريم لطفك القديم فان قلبي على العهد مقيم فتطاير قلبي لسماع ذلك الصوت تطايرا أشرفت منه على الموت فقصدت نحوه فاذا صاحبته امرأة فقلت السلام عليك ياامة الله فقالت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فقلت اسألك بالله العظيم ما العهد الذي قلبك عليه مقيم فقالت لولا قسمك بجبار ما اطلعتك على الأسرار انظر مابين يدي فنظرت فاذابين يديها صبي نائم يغط في نومه فقالت خرجت مع الصبي لاحج هذا البيت فركبت في السفينة فهالت علينا الامواج واختلفت علينا الرياح وانكسرت بنا السفينة فنجوت على اللوح منها ووضعت هذا الصبي وانا على ذلك اللوح فبينما هو في حجري والامواج تضربني اذ وصل الي رجل من ملاحي السفينة و حصل معي وقال والله لقد كنت اهواك وانت في السفينة والآن قد حصلت معك فمكينني من نفسك والا قذفتك في البحر فقلت ويحك اما كان لك مما رأيت تذكرة وعبرة قفال اني رأيت مثل ذلك مرارا ونجوت وانا لا ابالي فقلت ياهذا نحن في نرجو السلام منها بالطاعة لا بالمعصية فألح علي فخفت واردت ان اخادعه فقلت له مهلا حتى ينام الطفل فأخذه من حجري وقذفه في البحر فلما رأيت جرأته وما فعل بالصبي طار قلبي وزاد كربي فرفعت رأسي الى وقلت يامن يحول بين الرء وقلبه حل بيني وبين هذا الاسد انك على كل شئ قدير فووالله مافرغت من كلامي الا ودابة طلعت من البحر فاختطته من فوق اللوح وبقيت وحدي وزاد كربي وحزني اشفاقا على إبني فيقيت على تلك الحالة يوما وليلة فلما كان الصباح بصرت بقلاع سفينة تلوحرمن بعد فما زالت الامواج تقذفني والرياح تسو قني حتى وصلت الى تلك السفينة التي كنت ارى قلاعها فاخذني اهل السفينة ووضعوني فيها فنظرت فاذا ولدي بينهم فتراميت عليه وقلت يا قوم هذا ولدي فمن اين كان لكم قالوا بينما نحن نسير في البحر اذ حبست السفينة فاذا دابة كأنها المدينة وهذا الصبي على ظهرها يمصةابهامه فأخذناه فلما سمعت منهم ذلك حدثتهم بقصتي وماجرى لي وشكرت لربي على ما انالني وعاهدته على لا ابرح بيته ولا انثني عن خدمته وما سألته بعد ذلك شيئا الا اعطانيه فمددت يدي الى كيس النفقة واردت ان اعطيها فقالت اليك عني يابطال أفاحدثك بافضاله وكرم فعاله وآخذ الرفد على يد غيره؟ فلم اقدر على ان تقبل مني شيئا فتركتها وانصرفت من عندها