-
هذه خمسة عشر أمراً تبدأ بحرف التَّاء من اعتنى بها عاش سعيداً في الدنيا والآخرة
وكان إنساناً ناجحاً بكل المقاييس وقد سمَّيتها قاعدة التَّاءات الخمسة عشر تسهيلاً
لاستذكارها واستخدامها ؛ وهي كالآتي؛
أوّلاً / التَّقوى:
من حصَّل التَّقوى حصَّل السَّعادة؛ فتقوى الله هي خير الزَّاد للعبد .
فكُن تقيّاً تكُن ناجحاً .
تقرَّب إلى الله بفعل ما يحب وترك ما يبغض تقرَّب إلى الله بفعل الأوامر وترك النَّواهي .
وسترى مدى الاختلاف في حياتك قبل التَّقوى وبعدها .
ثانياً / التَّوفيق :
صحيح أن التَّوفيق بيد الله يهبه لمن يشاء ؛
لكنه يُستجلب بأمور منها بر الوالدين والتَّبكير؛ والتَّفاؤل، والدُّعاء،
وصلة الأرحام؛ وكفالة الأيتام، والصدقة، وغيره.
وإذا كتب الله التَّوفيق لشخص عاش سعيداً حميداً .
فابحث عن ما يجعلك أكثر توفيقاً وأفعله.
ثالثاً / التَّعليم والتَّدريب :
اهتمامك بتعليم نفسك وتدريبها سبب لفهمها وتطوُّرها ؛
وفهمها وتطوُّرها سبب لئن يكون لك أثر نافع وإحاطة بالأمور .
ومن كان له نفع على الآخرين وإحاطة بالأمور كان ذلك سبب لسعادته
فهو يجتنب ما لا ينفع ويحرص على ما ينفع وهذا من آثار العلم .
رابعاً / التَّخطيط :
من اعتنى بالتَّخطيط حقَّق أهدافه ونجح في حياته .
والتَّخطيط ليس أمراً صعباً لا يمكن تطبيقه
بل هو أمر في غاية السُّهولة .
خامساً / التَّنظيم:
فلا تكون حياتك مبعثرة فلا اهتمام بوقت ولا تربية ولا مال ولا غير ذلك .
فنظِّم كل أمورك وأحسن تنظيمها .
سادساً / التَّيسير :
وذلك بأخذ الأمور بسهالة وبساطة وتيسير وعدم تعقيدها ؛
فلم يُخيَّر النَّبي صَلِّى الله عليه وسلم بين شيئين إلا أختار
أيسرهما ما لم يكن إثماً .
سابعاً / التَّوظيف:
الوظيفة والمقصود بها هنا أن يكون لك دخل مادِّي تستر به
نفسك وأهلك سواءً أكان من وظيفة رسميَّة أو من عمل آخر .
فلا شك أنَّ قِلَّة ذات اليد لا يحتلمها كل أحد
فأجعل ممَّا تسعى له كفاية نفسك وإعفافها عن النَّاس .
ثامناً / التَّزويج :
والمقصود به الزَّواج ؛ فالرَّجل نصف المرأة والمرأة نصف الرَّجل ؛
فمن بلغ سِنَّ الزَّواج من الجنسين ؛ فعليه المبادرة إلى الزَّواج فإنَّ ذلك
ممَّا يعف الطَّرفين ويكمل شخصيَّة كل منهما ويرفع مستوى المسئولية
عند كل طرف ويجعله أقوى لتحمُّل ظُروف الحياة .
تاسعاً / التَّرفُّق :
الرِّفق لا يكون في شيء إلا يزينه ولا ينزع من شيء إلا يشينه ؛
فكم حقَّق المترفِّق من أمور عجز عنها غيره ولم تتيسَّر لسواه.
فكن رفيقاً تكن ناجحاً سعيداً ولا تنس أنَّ الله رفيق يحب الرفق
ويُعطي عليه ما لا يُعطي على سِواه .
عاشراً / التَّركيز
لا تخفى أهمِّيَّة التَّركيز ؛
فمن ركَّز عمله وبذل جهده لتحقيق غاية مُعيَّنة حقَّقها بإذن الله .
فركِّز في عملك ولا تجعل أعمالك ومهمامك تتداخل ؛
واجعل لكل عمل وقت خاص تقوم به فيه .
الحادي عشر / التَّحسين :
من اهتم بمراجعة ما يقوم به من أعمال
دفعه ذلك لتحسينها بما يجعلها أكثر إتقاناً وأعظم نفعاً .
الثَّاني عشر : التَّنويع:
الَّتنويع في كل أمور حياتك بما يذهب عنك الملل والطَّفش ؛
والتَّنويع في أساليب تحقيق أهدافك .
الثَّالث عشر / التَّرفيه :
والمقصود به ترك الجدِّيَّة أحياناً ؛ ويختلف ما يحصل به التَّرفيه لكل شخص
حسب شخصيَّته ؛ فالبعض يرى من التَّرفيه القراءة في نوع مُعيَّن من الكتب
وبعضهم يرى التَّرفيه في التَّنزُّه والسَّفر .
وأنت أعلم بنفسك فرفِّه عنها بما تراه مُناسباً لها .
الرَّابع عشر/ التَّنظيف:
النَّظافة من أسباب الرَّاحة والسَّعادة سواء النَّظافة الشَّخصيَّة
أو نظافة الملبس أو المسكن أو السيَّارة .
فإذا لم تهتم بالنَّظافة ستشعر بضيق قد لا تعلم سببه أحياناً
وقد يكون السَّبب الرَّئيس له إهمال النظافة .
الخامس عشر / التَّطنيش والتَّهميش :
أمور الحياة كثيرة والمنغِّصات فيها ليس لها حصر ؛
فإذا أوْلَيت كلَّ شيء اهتمام حملت ما لا تَطيق
فاستعمل قاعدة التَّطنيش والتَّهميش في كل مزعج من كلام سوء تسمعه عن نفسك
وأنت منه بريء أو غير ذلك من الأمور الَّتي إنَّما تجلب الضِّيق والتَّعاسة.
ختاماً : هذه القاعدة الأولى مما نرجو الله وندعوه أن يوفِّقنا
لكتابته من قواعد تطويريَّة ، والله المُستعان . مصلح بن زويد العتيبي
- |