بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَاالنَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ
حَلالا طَيِّبًا وَلاتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
(البقرة 168)
لما بين تعالى أنه لا إله إلا هو وأنه المستقل بالخلق شرع يبين أنه الرزاق لجميع خلقه فذكر في مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض في حال كونه حلالا من الله طيبا أي مستطابا في نفسه غير ضار للأبدان ولا للعقول ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان وهي طرائقه ومسالكه فيما أضل أتباعه فيه من تحريم البحائر والسوائب والوصائل ونحوها مما كان زينة لهم في جاهليتهم
عن ابن عباس قال : تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا " فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال " يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به "
أخبرنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن الشعبي قالسمعت النعمان بن بشير يقول
سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم
يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما متشابهات
لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى
فيوشك أن يواقعه وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجسد مضغة إذاصلحت صلح الجسدكله
وإذا فسدت فسدالجسد كله ألا وهي القلب
(صحيح البخاري)