حبال الغسيل لا يكاد يخلو منها بيت تقريباً ...
تُعلق عليها الملابس بعد الإنتهاء من مراحل ...
الجرد و الغسيل و الشطف .
و من ثم تعريضهم للهواء و أشعة الشمس .
حتى يتبخر ماتبقى عالقاً فيها من :
أوساخ و أتربة تتطاير في الهواء .
لتعود من جديد تشع بالنظافة الأكيدة .
التي لاتتم إلا بوجود ...
مسحوق غسيلمن الدرجة الممتازة ...
حتى يتم المطلوب على أفضل وجه .
تلك هي عميلة [ غسيل الملابس ] ...
في كل بيت ... و عند كل شعب ...
لكن ماذا عن الإحتياجات الأخرى ...
التي تستحق نفس العملية و بشكل أكبر ؟؟!
ملابسنا إن لم تصل لمرحلة نظافة أكيدة ...
نستطيع أن نستبدلها بشراء قطع أخرى جديدة ...
لكن هذا لا يمكن أن ينطبق على ما يحتاج للغسيل حقاً !!!
كل شخص يحتاج لتلك العملية
و أن تكون هناك
تقبع داخله .
حتى يغسل ما يحتاج ...
للتنظيف و التطهير من الشوائب .
فـ عقله ... يحتاج لتطهيره من :
شوائب التخلف و الجهل و التفكير السلبي ...
و كل ما تخزن داخله من محرمات ...
سواء كانت شكليه أو معنويه .
و كذلك من كل فكرة سوداء و كل ذكرى مؤلمه ...
و كل تفكير يؤدي بصاحبه للهلاك و الدمار .
كذلك قلبه يحتاج لغسيله من حب مُحرم ...
و تخليص نبضاته من الخفقان لأجل دنيا فانية .
و أيضا تطهيره من كل :
كره و حسد و حقد و غل و بغضاء ...
و تعلقه بمعاصي شتى إلى ما لانهاية لها ...
و يسكن ذلك القلبالمسكين الذي أهلكه صاحبه ...
بتراكم النقاط السوداء إلى أن حكم الران عليه ...
قوله تعالى :[ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ]
أيضا أعيننا لابد أن نغسلها ...
بماء الطهر لكفها عما حرم الله ...
و تخليصها من كل نظر يُغضب الله ...
و تخليصها من كل نظر يغضب من وهبنا إياها ...
و لابد أن ندرك أن عيوننا أمانة لدينا ...
فلابد أن نحافظ عليها أن تمسها نار الأخرة ...
و نذكر قول المصطفى :
( صل الله عليه و آله و سلم )
[ عينان لا تمسهما النار ,, عين باتت تحرس في سيبل الله
و عين بكت من خشية الله ]
صدق رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم.
أفواهنا ... من الضروري أن نشطف عنها كل :
كلمة لا تُرضي الله ...
و تهوي بنا إلى نار جهنم ...
و أن نجعل ذلك اللسان نظيفاً دائماً ...
لا يذكر اإلا ما هو خير ينفعه في الأخرة قبل الدنيا ...
فقد ننطق بكلمة لا نلقي لها بالاً ...
تهوي بنا سبعين خريفاً في نار جهنم ...
و أن نلزم قول رسول الله : [ قل خيراً أو أصمت ]
ونذكر قول الخالق :
[ مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ]
و أن نُطهر أفواهننا من :
كل غيبة و نميمة ...
و كذب و غش و قول البهتان و الزور ...
صمتنا ... يحتاج كذلك لغسيله من :
السكوت الظالم ...
المبتعد عن طريق إحقاق الحق او طرد الظلم ...
فالساكت عن الحق شيطان أخرس ...
و نحن لانريد أن نتحول من إنسان إلى شيطان ...
بفعل صمت جائر .
إذا رأيتِ الظلم و أنت تستطيع دفعه ...
فلا تترد في ذلك ...
و تلزمي الصمت الظالم ...
فكلمه حق تشفع لكِ في الأخرة ...
[ يوم لا ينفع مال و لا بنون ] ...
أما عند تفوهك بما لايرضي الله ...
فحينها ألزم الصمت ...
و إجعل صمتك نجاتك ...!!!
لا زالت تنتظر دورها في عملية الغسيل ...
بمسحوق الإيمان في غسالة الدنيا ...
لنحصل على نظافة أكيدة في الأخرة .
و لابد لنا من بعد الغسيل ...
أن ننشر غسيلنا على الحبال ...
تحت أشعة شمس ملتهبة حتى تتطاير الأخطاء ...
و لا يتبقى الدرن ملتصقاً بها .
[ إغسل نفسك اليوم و إصلحها لتنعم بحياه نظيفه]
و قبل أن تُجبر على غسيلها في نار جهنم ...
لتنقى من الخطايا و الآثام !!!
و قانا الله و إياكم منها !