بسم الله الرحمن الرحيم
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(البقرة 256)
" لا إكراه في الدين " أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله
وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره
ونور بصيرته دخل فيه على بينة ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره
فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا
" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
والله سميع عليم " أي من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة
كل ما يعبد من دون الله ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو
" فقد استمسك بالعروة الوثقى " أي فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى
والصراط المستقيم العروة الوثقى يعني الإيمان وقال السدي :
هو الإسلام وقال سعيد بن جبير والضحاك :
يعني لا إله إلا الله وعن أنس بن مالك العروة الوثقى القرآن
حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي قال حدثنا أشعث بنعبد الله يعني السجستاني
و حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي وهذا لفظه ح و حدثنا الحسن بن علي
قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال
كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدأن تهوده
فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوالا ندع أبناءنا
فأنزل الله عزوجل
{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }
قال أبو داود المقلات التي لا يعيش لهاولد
( أن تهوده ) : بفتح أن مفعول تجعل , فإذا عاش الولد جعلته في اليهود ,
كذا في معالم التنزيل
( فلما أجليت ) : بصيغة المجهول جلا عن الوطن يجلو وأجلى يجلي إذا خرج مفارقا
( بنو النضير ) : قبيلة من يهود