في الوقت الذي ازداد فيه التركيز على هشاشة العظام لدى النساء اعتبار انه (مرض أنثوي) بدأت تتضح للعيان أن الرجال ليسوا محصنين من غوائله وغير محميين من عواقبه والتي قد تكون أشد وطأة مما هي عليه عند النساء. فإذا كانت كسور العظام تصيب امرأة من كل ثلاث نساء بعد سن الخمسين فإنها تضرب شخصاً من كل خمسة رجال، أما إذا نظرنا إلى خطورة هذه الكسور نجد ان الرجال هم (الجنس الأضعف)، فنسبة الوفاة لدى الرجال خلال السنة الأولى بعد كسر الورك تصل إلى 37% وهي تقريباً ضعف النسبة لدى النساء، كما ان الاعاقة التي قد تخلفها هشاشة العظام لدى الرجال تكون أشد منها لدى النساء وأشد فتكاً.
وفي المملكة العربية السعودية تشير الدراسات إلى أن نسبة الاصابة بهشاشة العظام لدى الرجال تصل إلى 20% فإذا أضفنا إليها نسبة تدني كثافة العظم أو ما يسمى بمرحلة ماقبل الهشاشة فإن النسبة تتجاوز ال 50%.
أسباب هشاشة العظام لدى الرجال
يمكن تلخيص أهم الأسباب التي تؤدي إلى تناقص كثافة العظم ب:
* تناول دواء الكورتيزون (أكثر من 5 ملغم يومياً لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر).
* تعاطي الكحول.. إذ إن تعاطي أكثر من وحدتين يومياً يؤدي إلى زيادة في نسبة كسر الورك تصل إلى 68%.
* نقص هرمون الذكورة (التوستيرون) حيث يعاني 12% من الرجال من هذا النقص والذي قد يكون نتيجة فشل وظائف الخصية أو ثانوياً نتيجة فشل الغدة النخامية.
* التدخين.. حيث إن المدخنين عرضة لكسر الورك بنسبة 84% بالمقارنة مع غير المدخنين.
* نقص فيتامين (د).
* نقص تناول الكالسيوم.
* الوراثة.
ثم يأتي بعد ذلك قائمة طويلة من الأسباب ولكنها أقل أهمية في التأثير على كثافة العظم مثل نقص الوزن، الحياة الخاملة، أمراض الكلية، السكري، سوء الامتصاص، السرطانات، تناول بعض الأدوية مثل عقارات الغدة الدرقية، مميعات الدم مثل الوارفرين، والأدوية الكيماوية المعالجة للسرطان.
الكشف عن هشاشة العظام لدى الرجال.
تكاد تجمع الجمعيات الطبية المهتمة في جميع انحاء العالم على ضرورة عمل قياس كثافة العظم للرجال في سن ال 65 إلى 70 سنة، أما من هم دون هذا العمر فيرتبط اجراء هذا الفحص بالعوامل المؤدية للهشاشة سابقة الذكر، ولعل من اهمها حدوث كسر الهشاشة فالرجل الذي يصاب بكسر نتيجة عثرة بسيطة أو سقطة عابرة لابد من إجراء هذا الفحص له، وهنا نحث الرجال الذين لديهم بعض من مسببات الهشاشة (تناول الكورتيزون، التدخين، سوء التغذية) أن يبادروا بسؤال أطبائهم الأسئلة التالية:
* كما تعلم أنا أعاني من بعض العوامل المؤدية للهشاشة فهل أحتاج لقياس كثافة العظم ؟
* ما هي إمكانية حدوث كسر الهشاشة لمن هو مثلي ؟
* ما هي توصياتك بالنسبة لتغيير نمط حياتي وكذلك لفيتامين (د) والكالسيوم والرياضة، لكي أقلل من إمكانية حصول الهشاشة لدي ؟
* هل أحتاج لدواء للهشاشة؟
تغيير نمط الحياة من أجل عظام أقوى
ويكون ذلك باتباع الوصايا التالية:
* التمارين الرياضية فهي تقوي العظام وتقلل نسبة حدوث الكسور وخاصة التمارين التي يكون فيها وزن الجسم على الأرض، كالمشي والجري، لمدة 30 – 40 دقيقة ثلاث إلى اربع مرات أسبوعياً، كما لا يخفى دور التمارين الرياضية في تقوية العضلات وتناسق أدائها مما يحسن توازن الجسم ويقلل فرصة العثرات المؤدية للكسور.
* التغذية الجيدة التي تحتوي على الكالسيوم وكمية معتدلة من البروتين والفيتامينات بشكل عام.
* التعرض المعتدل لأشعة الشمس، وذلك لإمداد الجسم بما يحتاجه من فيتامين (د)، ويقصد بالتعرض المعتدل أن يعرض الشخص الطرفين العلويين والسفليين من الجسم لأشعة الجسم لمدة 10 – 15 دقيقة وذلك في أي وقت من الساعة ال 9 صباحاً حتى ال 4 عصراً من دون وجود حائل بين الجسم وأشعة الشمس، ومن لا يستطيع ذلك فعليه تناول الاحتياج اليومي من فيتامين (د) والذي يتراوح بين 400 – 1000 وحدة يومياً حسب عمر المريض وحالته الجسدية.
* البعد عن التدخين والمسكرات.
العلاج
في الآونة الخيرة تطورت علاجات هشاشة العظام وأصبحنا الآن في وضع يسمح لنا بانتقاء العلاج المناسب للمريض المناسب ولا ننسى أن أدوية هشاشة العظام لا تعفي أبداً من تطبيق بنود (تغيير نمط الحياة).
أدوية الهشاشة أصبحت متعددة وهناك بعض الأدوية التي تم سحبها من الأسواق بعد أن تبين أن لها بعض المضاعفات الجانبية (مثل دواء المياكالسك ودواء البروتيلوس).
ويتوقف القرار الطبي في اختيار أحد الأدوية على حالة المريض، ويشترك الطبيب مع المريض (في تفصيل الدواء المناسب لحالته)، وأغلب الأدوية المتوفرة تؤدي إلى زيادة في كثافة العظم لدى الرجال (الفوساماكس، الاكلاستا، الفورتيو، البروليا)، هذا وتثبت الدلائل المتوفرة حالياً إلى أن بعضاً من هذه الأدوية تقي بإذن الله من كسور الفقرات عند الرجال كما في (الفوساماكس، الاكلاستا، الفورتيو)، وبانتظار دلائل أكثر عن تأثير هذه العقارات وغيرها في الوقاية من كسور الورك لدى الرجال.