الإِعْجَاز العِلمى فِى أحاديثْ الرَسُول صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلم عَنِ الوَزَغ قال تعالى
( سَنُريهمْ آيَتِنَا فى الأَفَاقِ وفىِ أنَْفُسَهمْ حتىَ يتَبَينَ لَهمْ أَنهُ الحقْ) سوره فصلت53
وقال سبحانه جل فى علاه
( لَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِليكَ أَنْزَلَهُ بعِلمهِ والملآئِكهُ يَشْهَدُون وَكفىَ باللهِ شهيدً ) النساء166
نتحدث اليوم عن اعجاز علمي جديد في أحاديث نبوية تحدثت
حيوان صغير اسمه الوزغ.
بعض الأحاديث التى ذكرها النبى صلى الله عليه وسلم عن الأوزاغ:
• عن أم شريك رضى الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرها بقتل الأوزاغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) البخارى (2628).
• حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ). سنن ابن ماجه 3350
• حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله قال ( من قتل وزغا في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الثانية فله كذا وكذا - أدنى من الأولى - ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة - أدنى من الذي ذكره في المرة الثانية ). سنن ابن ماجه3351.
• وفى صحيح مسلم من طريق عبد الرازق
أخبرنا معمر عن الزهرى عن عامر بن سعيد عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً .
• وعن أبى هريره رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
(من قتل وزغاً فى أول ضربه كتبت له مائه حسنه، وفى الثانيه دون ذلك، وفى الثالثه دون ذلك ) وفى روايه..(فى أول ضربه سبعين حسنه ) صحيح مسلم (3359 ).
• أن امرأة دخلت على عائشة
وبيدها عكاز فقالت ما هذا فقالت لهذه الوزغ
لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنه لم يكن شيء إلا يطفئ على إبراهيم عليه السلام
إلا هذه الدابة فأمرنا بقتلها ونهى عن قتل الجنان إلا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان ما في بطون النساء .
بعض أقوال العلماء فى تفسير أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم
أولاً / قول الإمام محمد ابن عثيمين رحمه الله ( وأما الحديث : وهو قتل الوزغ : والوزغ سام أبرص هذا الذى يأتى فى البيوت يبيض ويفرخ ويؤذى الناس
أمر النبي (ص)بقتله، وكان عند عائشه رضى الله عنها رمح تتبع به الأوزاغ وتقتلها،وأخبر النبى(ص)أن قتله فى أول مره كذا من الأجر وفى الثانيه أقل، كل ذلك تحريضاً للمسلمين على المبادره لقتله وأن يكون قتله بقوه ليموت فى أول مره، وسماه النبى(ص) فاسقاً وأخبر أنه كان ينفخ النارعلى إبراهيم والعياذ بالله حين ألقاه أعدائه فى النار جعل هذا الخبيث الوزغ ينفخ النار على إبراهيم من أجل أن يشتد لهبها، وذلك مما يدل على عداوته لأهل التوحيد والإخلاص، _والله الموفق..)
(من شرح رياض الصالحين باب المنثورات والملح المجلد الرابع)
وقد روى ابن ماجة رحمه الله في سننه عَنْ سَائِبَةَ مَوْلاةِ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَرَأَتْ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا فَقَالَتْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَصْنَعِينَ بِهَذَا قَالَتْ نَقْتُلُ بِهِ هَذِهِ الأَوْزَاغَ فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الأَرْضِ دَابَّةٌ إِلا أَطْفَأَتْ النَّارَ غَيْرَ الْوَزَغِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْفُخُ عَلَيْهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِه سنن ابن ماجة 3222 قال في الزوائد : إِسْنَاد حَدِيث عَائِشَةَ صَحِيح رِجَاله ثِقَات
ثانياً/ قول الإمام النووى رحمه الله وأما سبب تكثير الذنوب فى قتله بأول ضربه ثم ما يليها فالمقصود به الحث على المبادره بقتله، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربه، فإنه إذا أراد أن يضربه ضربات ربما انفلت وفات قتله، وأما تسميته فويسقاً فنظيره الفواسق الخمس التى تقتل فى الحل والحرم. وأصل الفسق الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحيوانات ونحوها بزياده الضرر والأذى، وأما تقييد الحسنات فى الضربه الأولى بمائه، وفى روايه بسعين، فجوابه من أوجه سبقت فى صلاه الجمـاعه تـزيد بخمس وعشرين درجه وفى روايات بسبع وعشرين درجه .. أحدها أن هذا مفهوم للعدد ولا يعمل به عند الأصوليين وغيرهم فذكر سبعين لا يمنع المائه ولا معارضه بينهما.. الثانى لعله أخبرنا بسبعين ثم تصدق الله عز وجل بالزياده، فأعلم بها النبى (ص) حين أوحى إليه بعد ذلك..الثالث أنه يختلف باختلاف قاتلى الوزغ بحسب نياتهم وإخلاصهم وكمال أحوالهم ونقصها، فتكون المائه للكامل منهم والسبعين لغيرهم. والله أعلم). من شرح صحيح مسلم للإمام النووى الجزء السابع ص404 .
الشيخ محمد صالح المنجد