شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

#1 3 - 12 - 2014, 04:31 PM

و الـصلاة و السـلام على من أُرســل
هــدًا و رحمـة للعالمــين

سيدنـا محمد بن عـبد الهـادي المهــدي الصـادق الأميـن و عـلى آلـه و صحبه الطيـبين الطاهرين

أما بعد :

يُحكى أنه ذات يوم
كان هناك متسول اعتاد الجلوس طيلة اليوم على الأرض يسأل الناس مد يد العون

وكان هذا الشخص محروما من نعمة البصر وبجانبه وعاء لجمع المال ولافتة مكتوب عليها:
" أنا أعمى ساعدني أرجوك "
لكن لا أحد كان يهتم لأمره
فالكل منشغل ومستمتع بحياته الخاصة
ونادرا جدا ما يقوم أحد المارة بالتصدق عليه
بقطعة نقدية أو قطعتين برميها من بعيد

وفي تلك الأجواء مرت من أمامه امرأة، لم تهتم له في البداية لكن سرعان ما عادت أدراجها نحوه، ووقفت أمامه، وتناولت اللافتة ... وكتبت في جانبها الآخر
جملة أخرى...

وحين كانت تكتب شعر صاحب الرجل المسكين بوجودها
ولأنه لا يرى تلمس حذائها دون أن ينطق بأية كلمة.
فوضعت اللافتة على الجانب الذي يظهر ما قامت بكتابته
وانصرفت دون أن تنطق هي الأخرى بأية كلمة.

بعد ذلك مباشرة تغير كل شيء حيث أقبل العديد من الناس للتصدق
على هذا الرجل فكان أغلب المارة لا ينصرفون من أمامه
إلا بعد أن يساهموا بمده بقطع نقدية فازدادت ونمت بشكل ملحوظ جدا
لم يعهده أبدا في السابق

وفي المساء عادت نفس المرأة من نفس المكان فوقفت لتفقد الرجل فتلمس حذائها فشعر بنفس الملمس، فعرف أنها نفس المرأة، فسألها: " أنتِ ؟ ماذا فعلتِ باللافتة ؟ "

فقالت:
" كتبتُ نفس الشيء، ولكن بكلمات مختلفة "

فكان الذي كتبته هو:
" إنه من يوم جميل، ولكن لا أستطيع أن أراه "

الموضوع الأصلي : قصة وحكمة || الكاتب : التائب إلى الله || المصدر : شبكة همس الشوق

آخر تعديل التائب إلى الله يوم 3 - 12 - 2014 في 04:36 PM.