أ. محمد خير رمضان يوسف
كل حرام له بريق، فلذلك : لو فتحت الباب فربَّما كان قلبك ضعيفًا فتدخل مباشرة، إياك أن تفتح الباب، حاول ألا تفتح الباب؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((حُفَّت الجنة بالمَكاره، والنار بالشهوات))، كل شيء يُوصلك إلى المهلكة تجده جميلاً.
*****
إذا وقع العبد الصالح المراقب لله - جلَّ وعلا - في معصية، فما زالت هذه المَعصية وما زال هذا الذنب يُحرق قلبه.
فصاحب المبدأ وصاحب الرسالة الذي يَعيش لخِدمة عقيدته ومبدئه ورسالته لا شكَّ أنه متَّصف بهذه الصفة، وهي استِشعار الذنب، لا يُهمه إن كان الذنب كبيرًا أو صغيرًا ما دام يعيش على مبدأ "لا إله إلا الله"، فيَحرص أن تكون حياته في رضا الله.
فهذا هو التوحيد وهذه حقيقته، فإن وقَع في الذنب مرة أو مرتين استشعَرَ هذا الخطأ، فأقلَعَ واستغفرَ وندمَ وتابَ.
*****
قال الله تعالى : ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾[الزمر: 54 - 56].
ماذا نَنتظر؟
ننتظر هرمًا أو مرضًا أو فقرًا؟
*****
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال : "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه - انظر إلى استِشعار الذنب عند المؤمن - وإن الكافر أو الفاجر ليرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه، فقال به هكذا فطار"؛ البخاري.
فهو لا يَستشعِر الذنب؛ لأنه لا يعرف عظمة من وقع في معصيته، ولو كان هذا القلب مراقبًا لله لأصبحت الدمعة سيالة على الخد، ولأصبح القلب رقيقا لينًا خائفًا خاشعًا لله - جلَّ وعلا.