معجزة الطب البديل:
بقلم : مها عبدالفتاح
في أعماق غابات الامطار بالامازون - البرازيل تنمو شجرة لا يزيد طولها علىخمسة أو ستة أمتار تمثل حاليا ثورة في مفاهيم الطب البديل والعلاج الطبيعي وتعرفباسم شجرة »جرافيولا او Graviola Tree «.. وما تم التثبت منه علميا ان مفعولهاعجيب بتأثيرها البائن في شفاء الداء اللعين الذي يهاجم خلايا في الجسم ويعرفبالسرطان.. شجرة الجرافيولا هذه لها ثمرة من ثمار الفواجه الاستوائية، حمضيةشهية الطعم بيضاء اللون من الداخل ويستخرج منها شراب معروف في عديد من بلدان العالمويقدم في المناسبات ويعرفه الاسبان باسم شراب »جويابانو« ويطلق عليه الانجليزشراب »Soursop«… انما المعامل والاختبارات العلمية تبين منها انه مشروب شافلأمراض كثيرة ويحصن الجهاز المناعي في آن واحد… ورغم ان ثمرة الجرافيولا ثبتتفعاليتها في شفاء العديد من الامراض إلا ان قوة مفعولها المضاد للاورام هو الذييكاد يكون معجزة في حد ذاتها.. والسكان الاصليون للامازون عالجوا بها مختلفامراضهم منذ قرون بدءا من ميكروبات البكتريا والفطريات الي الطفيليات والديدان،ومع التقدم اكتشفت فعالياتها في خفض ارتفاع ضغط الدم بل وفي علاج السكري والتهابالمفاصل الحاد بل تبين انها تساعد في علاج الاكتئاب والتوتر والاضطرابات العصبيةعموما فإن من بين مكوناتها عنصر السيروتونين المعروف بهورمون البهجة الذي يشيع فيالنفس السرور..
والابحاث المعملية التي اجريت على الشجرة وخواصها وثمرتهاتدل على ان مفعولها يستهدف الخلايا الخبيثة في 12 نوعا من السرطانات بما فيهاسرطان القولون والصدر والبروستاتا والرئة والبنكرياس وهي اخطرها… يضرب الخلاياالمصابة بالسرطان ويحمي جهاز المناعة الطبيعي بحيث يشعر المريض خلال مرحلة العلاجبتقدم صحته واستعادة قدراته وطاقته السابقة كليا فمكوناتها اشد فعالية من العلاجالكيمائي المعروف (الادريامايسين) غير انها علاج لا يدمر سوي الخلايا السرطانيةفقط دون المساس بالخلايا السليمة على عكس العلاج الكيمائي… كيف إذن لم يدر العالمكله بهذه الانباء؟ السبب شركة كبري من شركات أبحاث العقار والادوية التي تخشي علىارباحها من مبيعات العقاقير الكيمائية وهي ارباح بالمليارات والحكاية من البدايةكالاتي:
شركة امريكية كبري في انتاج الادوية والعقار انفقت الملايين منذسبعينيات القرن الماضي في ابحاث ودراسات حول كافة جزيئات وخصائص تلك الشجرةالاسطورية من اوراق وجذور وثمرة وبذور حتى تأكد لها مفعولها وحاولت انتاج تركيبةمعملية كيميائية لمفعولها. انما فشلت في استنباط مواد كيمائية تماثل العناصرالطبيعية حتى يكون لها حق الانتفاع بالملكية.. اذ تبين ان القانون الفيدرالي فيالولايات المتحدة لا يعطي الحق في تملك عناصر من مواد طبيعية وكانت الشركة الكبريعند هذا الحد قد انفقت الملايين على الاختبارات والأبحاث والمحاولات التي لم تؤد فيالنهاية الي النتيجة المرجوة.. والذي وجد ان أوراق الشجرة دمرت خلايا سرطانيةوثبت فعاليتها في شفاء سرطان القولون والبروستاتا والصدر والرئةوالبنكرياس.
مطامح كسب المليارات عندما خبت وتبخرت قامت الشركة بوقف المضي فيالمشروع ووضعته بكاملة على الرف بل واختارت ألا تنشر عن أبحاثها أي معلومات مفيدةأو ما توصلت اليه ربما ايضا حرصا على مبيعات عقاقيرها ورواجها من مزاحمة هذاالمستجد المتاح.. حدث ذلك فيما بين السبعينيات والثمانينيات.
ولم تكن شركةالأدوية الكبري هي فقط من قامت بتلك الأبحاث بل معهد السرطان القومي الامريكي قامباول أبحاثه العلمية حول خواص هذه الشجرة عام ٦٧٩١ وادت النتائج الي التأكد منكون أوراق شجرة الجرافيولا والساق والجذر والثمرة كلها عوامل فعالة في ضرب الخلاياالخبيثة وتدميرها دون الخلايا السليمة.. ونشرت النتائج في تقرير – داخلي –ولم يعلن أبدا على الملأ رغم التأكد علميا ان الجرافيولا عنصر مساعد فعال بالقطعفي القضاء على الخلايا السرطانية وذلك وفق نتائج اختبارات اجراها »عشرون« معملاكل منها مستقل عن الآخر.. وقوبل ذلك أيضا من قبل المعهد القومي للسرطانبصمت ودون اعلان على الملأ ولا استدعاء ندوات اطباءولا اخطرت الصحف العلميةالمتخصصة ولم يتخذ أي من الاجراءات المعتادة في مثل هذه الأحوال الا انه حدث اننشرت مجلة JOURNAL OF NATIONAL PRODUCTS دراسة حديثة قامت بها الجامعةالكاثوليكية بكوريا الجنوبية واعلنت ان عناصر من ثمرة الجرافيولا تؤدي الي تدميرالخلايا السرطانية بفعالية تفوق »ألف مرة« العقار المستخدم عامة في العلاجالكيمائي المعروف بالــ »ادريامايسين« ADRIAMYCIN .. أهم أجزاء دراسة جامعةالكاثوليك في كوريا التي نشرت هي الدلالة على ان الجرافيولا تدمر الخلايا الخبيثةوحدها دون الخلايا السليمة على غير ما يؤديه العلاج الكيمائي من أضرار جانبيةبتدميره الخلايا السليمة أيضا.. هذا غير ان الجرافيولا ليس لها التأثير السييءعلى المعدة ولا الوهن والغثيان وسائر الاضرار المعروفة الناجمة عن العلاجالكيميائي…
الحلقة المفقودة بين الكتمان والنشر هي ان احد العلماء الامريكيينضمن فريق الباحثين لم يسمح له ضميره أن يصمت تجاه تلك المسلك الشائن لدوائر لا تعمللغير مكاسبها المهولة فبادر وغامر بمستقبله واتصل بشركة متخصصة في ابحاث النباتات العلاجية المتخصصة في نباتات غابات الامازون وافصح عن خواص المشروع كله… وهكذاانتشرت المعلومة بين الدوائر العلمية والطبية في انحاء العالم ويشارك فيها عددغير قليل من المراكز العلمية ما بين شمال اوروبا والصين وكوريا واليابان.