°°°
تعرّف على أقدم المساجد الليبية
لم تحظ عمارة المساجد الصحراوية بليبيا بقدر وافر من الدراسات والكتابات النقدية
مثل التي أجريت على مساجد الساحل بالرغم من أهميتها وجمالها المعماري الذي نتج عن إبداع محلي تكيف مع المناخ الصحراوي بتلك المناطق.
يعد «المسجد العتيق»
بمدينة أوجلة من أقدم المساجد في شمال أفريقيا،
تميز بأسلوب تسقيف فريد من نوعه من خلال طراز القباب المخروطية، وهو الطراز نفسه الذي ميز معمار المساجد
في أوجلة دون غيرها من الواحات الأخرى بليبيا.
بني المسجد العتيق منذ بداية الفتح الإسلامي، وهو على هيئة شبـه مستطيـل منفرج الزوايا طوله 24 مترًا وعرضه 19مترًا،
ويُحيط به على جهاتــه الأربع فناء عرضـه 4 أمتار تقريبًا.
كما قسّم المسجد إلى خمسة أروقة في تفصيله، وحدد هذا التقسيم بعدد من الأعمدة المتلاصقة
بمجموعة أقواس تحمل القبب الّتي يبلغ عددها 20 قبة، وهذه القِباب المدبّبة مهمّتها تشتيت أشعة الشّمس
المنعكسة على السّطـح وتجمّع أكبر قدر من الهواء البارد في تجويف القبّة من الداخل.
وللمسجد تسعة أبواب أحدها يطل على ميدان قصر أورومان أحد المعالم الأثرية القديمة..
ويقال أيضًا أنه اكتسب أهمية خاصة إبان ازدهار تجارة القوافل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب،
حيث يجد المسافر بين أروقة هذا المسجد وفنائه المأوى والمأكل والمشرب والرّاحة.
وتبعد أوجلة عن بنغازي حوالي 400 كلم إلى الجنوب حيث زارها المؤرخ هيرودوت في سنة 400 ق.م
وكانت تحمل اسم أوجيلا، وهي من المناطق القليله في العالم التي حافظت على اسمها دون تحريف كل هذه المدة،
كما أنها ذكرت في النقوش المصرية القديمة.