.. قصة الصحآبي عكآشه والقصاص من الرسول صلى الله عليه وسلم ../
.. قصة الصحآبي عكآشه والقصاص من الرسول صلى الله عليه وسلم ../
جاء في المعجم الكبير مجمع الزوائد حلية الأولياء عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس قالا في ماجاء في
قول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
قال لما نزلت
قال محمد صلى الله عليه وسلم
يا جبريل نفسي قد نُعيت
قال جبريل عليه السلام
الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة
فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم صعدالمنبر
فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت العيون
ثم قال
أيها الناس
أي نبي كنت لكم ؟
فقالوا جزاك الله من نبي خيرا فلقد كنت بنا كالأب الرحيم وكالأخ الناصح المشفق أديت رسالات الله عز وجل وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجازاك أفضل ما جازى نبيا عن أمته
فقال لهم
معاشر المسلمين
أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له ِقبَلي مظلمة فليقم فليقتص مني
فلم يقم إليه أحد
فناشدهم الثانية
فلم يقم إليه أحد
فناشدهم الثالثه
معاشر المسلمين أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قِبَلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في يوم القيامة
فقام من بين المسلمين شيخ كبير
يقال له عكاشة
فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
فداك أبي وأمي لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ماكنت بالذي يقدم على شيء من هذا
كنت معك في غزاة فلما فتح الله عز وجل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم, كنا في الإنصراف فحاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك
فرفعت القضيب فضربت خاصرتي , ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أعيذك بجلال الله أن يتعمدك
رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالضرب
يا بلال !!
انطلق إلى بيت فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق
فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو يناديهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي القصاص من نفسه
فقرع الباب على فاطمة
رضي الله عنها
فقال يا بنت رسول الله ناوليني القضيب الممشوق
فقالت فاطمة رضي الله عنها:
يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة
فقال يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه
فقالت فاطمة رضي الله عنها:
يا بلال
ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص
من رسول الله صلىالله عليه وسلم
يا بلال فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدخل بلال المسجد
ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودفع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
القضيب إلى عكاشة
فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك
قاما فقالا :
ياعكاشة هذان نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليهوسلم
فقال لهما النبي
صلى الله عليه وسلم
إمض يا أبا بكر
وأنت ياعمر فإمض
فقد عرف الله مكانكما ومقامكما
فقام علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
فقال ياعكاشه
فهذا ظهري وبطني اقتص مني بيدكوا جلدني مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال النبي
صلى الله عليه وسلم
أقعد يا علي فقد عرف الله عز وجل مقامك ونيتك
وقام الحسنوال حسين رضي الله عنهما
فقالا
ياعكاشه
أليس تعلم أنا سبطا رسول اللهفالقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لهما صلى الله عليه وسلم
اقعدا يا قرة عيني لا نسي الله لكما هذا المقام
ثم قال النبي
صلى الله عليه وسلم
يا عكاشة: إضرب!
إن كنت ضارباً
فقال عكاشه
يارسول الله ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني
فكشف عن بطنه
صلى الله عليه وسلم
وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا أترى عكاشة ضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يملك أن أكبعليه فقبل بطنه الشريف
وهو يقول
فداءٌ لك أبي وأمي ....
فداءٌ لك أبيوأمي ....
ومن تُطيق نفسه أن يَقتص منك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
إما أنْ عملاً
وإما أن تعفو
فقال
قد عفوت عنك رجاء أن يعفو اللني في يوم القيامة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى رفيقيفي الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ
فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشةويقولون طوباك طوباك نلت الدرجات العلى ومرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمرض النبي صلى الله عليه وسلم من يومه فكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس
حتى إنتقل إلى الرفيق الأعلى