تكثر المناطق السياحيّة التي تتنافس على جذب أكبر عدد من السيّاح، نظراً لغناها بالمناظر البانورامية والأنشطة المُسليّة التي توفّرها للزائرين. ولكن هل خطر في بالك يوماً أن تتجهي نحو "أستراليا" لتكتشفي ما تخبئ لك من خفايا مذهلة، ولا سيّما في مدينة "بروم" التي تعدّ ملجأً للسياح من أطياف المعمورة.
وللتعرّف أكثر على هذه المدينة الساحرة، رافقينا بجولة في أرجائها لتعيشي تجربة فريدة لن تتكرّر في أي بقعة من الأرض.
تعتبر مدينة "بروم" جوهرةً متلألئةً تزيّن عرش البلاد، حيث تمتدّ على طول الساحل الشمالي الغربي لـ"أستراليا"، فهي بلدة سياحيّة في منطقة "كيمبرلي" التي تشتهر بإنتاجها وبيعها اللآلئ لعقود طويلة، فضلاً عن غناها بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تأسر القلوب!
وتضمّ شاطئ "كابل" الذي يعدّ الأكثر شهرةً في "أستراليا"، وهذا الأخير يقع على خلفيّة من المنحدرات الصخرية المغرية التي تحدّها مياه المحيط الهندي الزرقاء. ويبلغ طوله حوالي 22.5 كيلومتراً، وتغطّيه الرمال الذهبية المتلألئة تحت أشعة الشمس الساطعة، فيتوافد السيّاح إليه خلال النهار للاستمتاع برياضة المشي، قبل مشاهدة غروب الشمس الذي يخطف الألباب من على ظهر أحد الجمال التي تتجوّل في المنطقة ليلاً.
وتعود تسمية اسم شاطئ "كابل" إلى كابل التلغراف الذي تمّ مدّه بين "بروم" و"جافا" سنة 1889 والذي يربط بين شمال غرب"أستراليا" و العالم أجمع.
ويمكنك أن تقصدي شاطئ "ريدل بيتش" الذي تحوطه تشكيلات صخرية غريبة لافتة، وتغطّيه الرمال الحمراء والبيضاء، كما توفّر لك مياهه الهادئة فرصة لا تعوّض لممارسة الغوص والسباحة.
وفي أوقات معيّنة من السنة، يمكن رؤية الظاهرة الطبيعية التي تعرف باسم "سلالم القمر" في خليج "روبيك"، وهي عبارة عن ارتفاع البدر فوق سهول الجزر الطينية، ما يشكّل خدعة بصرية جذّابة تحاكي سلالم تلامس القمر!
أمّا قطاع تصنيع اللآلئ في "بروم" فيعود إلى القرن التاسع عشر، وذلك عندما كان الباحثون عنه من الغوّاصين يحصدون صدف المُحار لاستئصال أم الؤلؤ، ولطالما لاقى الكثيرون من بينهم حتفهم، وتذكرهم المقبرة اليابانية الموجودة في البلدة.وما تزال اللمسة الآسيوية التي جسّدها العمال القادمون من "الفلبين" و"ماليزيا" وغيرها من البلدان تطبع هذه الصناعة اليوم، ما يعني أن ثقافة "بروم" الحديثة مفعمة بالحياة وتعجّ بالألوان، على غرار مناظرها الطبيعيّة