بالأمس
بالأمس كان جليسنا
واليوم لحدناهُ
من كان يسكن بيننا
في القبر أسكنّاهُ
آه على عمر الفتى
وشبابه وصباهُ
يا صاحبي كيف الردى
والقبر كيف تراهُ
قد حال أنسك وحشة
والقبر أغلق فاهُ
اليوم واراك الثرى
رحماك يا رباهُ
مازلت أسمع همسه
متقطعا أماهُ
وأنا جوار سريره
سارت إليّ يداهُ
ياليت عندي طبه
أو في يديّ شفاهُ
عانقته وتكاتمت
في خاطري شكواهُ
آه صديق طفولتي
عمرا تقاسمناهُ
اليوم ترحل هكذا
طيف يجر خطاهُ
وتناثرت نظراته
واغرورقت عيناهُ
ودنوت أغمض عينه
فتبسمت شفتاه