لقد خلق الله هذا الكون بنظام رياضي دقيق، فكل المسافات والأوزان جاءت مناسبة لحياتنا على هذه الأرض .. لنقرأ ونسبح الخالق عندما درس العلماء أرضنا وقمرنا لاحظوا أن أبعاد الأرض والقمر تم تصميمها بدقة مذهلة تنفي المصادفة عنهما. فالأرض لها قطر محدد ليس بالكبير وليس بالصغير وهو مناسب تماماً لنرى الأرض ممهدة ومسطحة أمامنا كيفما نظرنا إليها نراها مستوية مع أنها كروية (أو شبه كروية). فقد اختار الله تعالى لهذه الأرض قطراً هو أكبر أو أصغر بقليل من 12700 كيلومتر، وهذا العدد مناسب لإخفاء كروية الأرض عن الذي يسير على ظهرها، على عكس القمر الذي اختار الله له قطراً أصغر أو أكبر بقليل من 3400 كيلومتر، وهذا العدد لا يكفي لنرى القمر مسطحاً بل نراه كروياً حتى عندما نعيش على سطحه. لقد اختار الله تعالى للأرض كتلة تساوي أكثر من 81 كتلة القمر، وهذه الكتلة كافية لتقوم الأرض بجذب القمر إليها بقوة وتتغلب على جاذبية الشمس للقمر، مع العلم أن الشمس أثقل من الأرض بأكثر من 330000 مرة.. إن اختيار الكتل مهم جداً للحفاظ على تماسك الأرض والقمر، وإلا لانفلت القمر من مجال جاذبية الأرض وابتعد إلى غير رجعة. المسافة الوسطية بين الأرض والقمر أكثر أو أقل من 384000 كيلومتر.. وتختلف هذه المسافة حسب أيام الشهر، وهذه المسافة مناسبة لبقاء القمر قريباً من الأرض وضمان الاستفادة من جاذبيته في المد والجزر والاستفادة من نوره أيضاً في الليالي المظلمة. لو كان القمر أقرب إلى الأرض لظهر بشكل كبير ومرعب، ولو كان أبعد ما هو عليه لظهر مثل نجم خافت. والنتيجة العلمية تقول: إن اختيار المسافات والكتل جاء دقيقاً جداً لاستمرار وجود الأرض والقمر، والأهم استمرار وجود الحياة على الأرض. ولذلك وبعد هذه الجولة في الأرقام الخاصة بالأرض والقمر، ندرك أن تصميم الأرض والقمر لم يحدث بالمصادفة ولكن بتقدير من الله تعالى القائل: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
[الرحمن: 5]. ومعنى بِحُسْبَانٍ
أي بحسابات مقدرة وليست مصادفة. وحتى عندما ندرس المسافة بين الشمس والأرض نجدها أكبر أو أقل من 150 مليون كيلومتر، وهذه المسافة مناسبة لاستمرار الحياة على الأرض وإلا لأحرقت المخلوقات .. وهذه المسافة مناسبة لنستفيد من نور القمر، ولو كانت الشمس أبعد لما استفدنا من نورها ولما استفدنا من نور القمر الذي سيظهر ككوكب خافت ونقول سبحان الله الذي سخر لنا كل شيء وقدر خلق كل شيء بنظام محكم يضمن عدم تصادم هذه الأجرام واستمرار عملها... قال تعالى: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس: 40]. |