عضد الدولة أبو شجاع ألب أرسلان محمد بن جفري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق (1029-15 ديسمبر1072 م) كان رابع حكام السلاجقة ، ويعني اسم ألب أرسلان الأسد الثائر وهو الاسم الذي اكتسبه من مهاراته في القتال وانتصاراته العسكرية.
بعد وفاة طغرل بك المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة سنة 455 هـ/1063 م تولى ألب أرسلان ابن أخيه حكم السلاجقة، وكان قبل أن يتولى السلطنة يحكم خراسان وما وراء النهر بعد وفاة أبيه داود عام 1059 م، وكان يعاونه دوما وزيره أبو علي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي، المشهور بنظام الملك. استطاع في عهده أن يفتح أجزاء كبيرة منآسيا الصغرىوأرمينياوجورجيا.
لم يتولى ألب أرسلان يتولى الحكم والرئاسة حتى قامت العديد من الفتن والثورات كان أولها ثورة أخيه سليمان وابن عم أبيه شهاب الدولة قتلمش سنة 456 هـ/1064م وبعد أن استولى على الري عاصمة الدولة وأعلن نفسه سلطانًا. أحبط ألب أرسلان محاولة من عمه بيغو للاستقلال بإقليم هراة سنة 457 هـ/1065 م وبعد سنوات من العمل الجاد نجح ألب أرسلان في المحافظة على ممتلكات دولته، وتوسيع حدودها، ودانت له الأقاليم بالطاعة والولاء، وقام بإخماد الثورات المتتالية من القبائل التركمانية التي تعيش على السلب والنهب.
وكان ألب أرسلان امتدادًا لعمه طغرل في القدرة والكفاءة والمهارة والقيادة، فحافظ على ممتلكات دولته، ووسع حدودها على حساب الأقاليم المسيحية للأرمن وبلاد الروم، وتوَّج جهوده في هذه الجبهة بانتصاره على الإمبراطور ألكسيوس الأول في معركة ملاذ كرد في ذي القعدة 463هـ/أغسطس1071 وأسر الإمبراطور ألكسيوس الذي لم يخلص نفسه إلا بفدية كبيرة قدرها مليون ونصف دينار وعقد البيزنطينيين صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم.
قُتل بعدها في 10 ربيع الأول465هـ/29 نوفمبر1072 على يد أحد الثائرين عليه، وهو في الرابعة والأربعين من عمره، في وخلفه ابن ملكشاه.