طلقت المشاورات السياسية بين الفرقاء الليبيين مساء اليوم الخميس بمدينة الصخيرات (القريبة من العاصمة الرباط)، وذلك من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السياسية في هذا البلد.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت أمس الاربعاء أنها ستعقد بالمغرب الحوار السياسي الليبي بعد أن أعربت الأطراف المدعوة عن موافقتها على المشاركة في هذا الاجتماع.
وأكدت البعثة في بيان صحفي أن "كل الأطراف أعلنت بشكل رسمي مشاركتها في هذا الحوار إثر مشاورات وثيقة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، بيرناردينو ليون، خلال زيارته لطبرق وطرابلس في الثاني من مارس 2015".
وجاء في البيان أن "الأطراف أشارت إلى الحاجة الملحة لاستئناف مسلسل الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السياسية بليبيا، والتوصل إلى نهاية دائمة للنزاع المسلح الذي تسبب في معاناة الشعب الليبي".
وأضاف البيان أن الأطراف "اتفقت حول موضوع مقترح بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الرامي إلى أن تركز الجولة المقبلة من المفاوضات على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بما فيها المفاوضات المتعلقة برئيس الوزراء المقبل ونوابه، والتوافقات الأمنية التي تمهد الطريق إلى وقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب المرحلي لكافة المجموعات المسلحة من المدن والاحياء، ووضع التدابير المتعلقة بالأسلحة وبمراقبتها والآليات الملائمة للإشراف والتنفيذ، وكذا استكمال مسلسل إعداد الدستور داخل أجل واضح".
يذكر أن ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، تعرف حاليا صراعا على السلطة بين جناحين (برلمانين وحكومتين)، أحدهما مقرب من تحالف ميليشيا فجر ليبيا بفرض سيطرته على العاصمة طرابلس، والثاني يحظى باعتراف المجتمع الدولي ويتخذ من طبرق مقرا له.
وكان ممثلو البرلمانين قد عقدوا في 11 فبراير بغدامس جنوب البلاد مفاوضات غير مباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة ، كانت الأولى من نوعها منذ اطلاق الحوار الوطني في سبتمبر 2014.
وأجرى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا بيرناردينو ليون مشاورات منفصلة مع الوفدين الليبيين مبرزا أن الهدف من ذلك هو التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.