الماء أحد العناصر المهمة والضرورية لاستمرار دوران حركة الحياة ودونه تفقد الحياة ثوب استمرارها، وهو يلعب دورا رئيسيا في
علاج أمراض كثيرة سواء المزمنة أم غير المزمنة، فهو من الوسائل العلاجية الفريدة والمفيدة والرخيصة.
المياه المعدنية تفيد في أمراض الروماتيزم والجلد
يقول د. عادل نصير
وكيل كلية العلاج الطبيعي إن هناك نوعين من الاستخدام الطبيعي للماء في العلاج:
الأول الاستخدام الداخلي كمشروب حيث يستخدم في العلاج كمشروب للشفاء من بعض الأمراض، مثل أمراض الكلى والجهاز البولي والسكر وارتفاع ضغط الدم، لما للماء من دور حيوي في إدرار البول بكثرة مما يعمل على غسيل الكلى وخفض الضغط الدموي للأوعية الدموية، وبالتالي التخلص من السكر الزائد عن الحاجة بالجسم.
كما يلعب الماء دورا علاجيا في حالات اضطرابات الطمث “الدورة الشهرية” عند الإناث، فشرب الماء بطريقة منتظمة يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية بالجسم، مما يؤدي إلى دفع كميات هائلة من الدم والدورة الدموية إلى الرحم، مما يكون له أبلغ الأثر في انتظام عملية الطمث.
وقد أثبتت التجارب العملية والمعملية أن الماء يفيد في
علاج بعض حالات الإمساك المزمن، كما يلعب دورا فعالا في
علاج الحموضة الزائدة ويقضي عليها، ويفيد كذلك في تخفيف آلام الصداع.
أيضاً الماء له فائدة استشفائية عظيمة في تخفيف حالات البواسير الشرجية، فعدم شرب الماء لفترة طويلة طوال النهار يؤدي إلى ظهور آثار البواسير الشرجية.
والتطبيق الثاني لاستخدام المياه في العلاج هو الاستخدام الخارجي، حيث يعتبر العلاج المائي أحد الوسائل المهمة في العلاج الطبيعي والاستخدام التطبيقي، للعلاج المائي في حالات العلاج الطبيعي، يتم من خلال خمسة محاور رئيسية:
المحور الأول: استخدام الماء الدافئ كوسيلة علاجية في أشكال عديدة مثل الكمادات الحرارية والحمامات الدافئة والدش المائي الدافئ، وذلك لتقليل الشعور بالألم والتقلص العضلي، وكمسكن عام، ويساعد أيضاً على امتصاص الالتهابات وعلى ارتخاء عضلات الجسم في حالة غمر كل الجسم في الماء، وتنشيط الدورة الدموية بالجسم، وتحسين وظائف الجهاز الدوري، وتستغرق مدة العلاج في الجلسة الواحدة من 20 إلى 30 دقيقة.
المحور الثاني هو استخدام الماء المثلج كوسيلة علاجية، وذلك على شكل كمادات ثلجية وحمامات ثلجية وتدليك، وذلك لتخدير أو تسكين الآلام الحادة، وتقليل سبب حدوث الورم من أي إصابة، ومنع أو تقليل حدوث الاحتقان أو النزف بعد الإصابة للأعضاء الداخلية، وخفض درجة حرارة المكان المصاب، وزيادة تقليص الأوعية الدموية والعمل على إغلاق بوابات الألم.
الثالث استخدام المياه المعدنية في
علاج الكثير من الأمراض، فالسجلات والمراجع العلمية تشير إلى أن العيون المائية التي تحتوي على العديد من المياه المعدنية والمياه الكبريتية تلعب دورا فعالا في
علاج كثير من الأمراض الشائعة.
والمياه المعدنية التي يتم ضخها تحت 29 درجة حرارة مئوية تعالج كثيرا من الأمراض الروماتيزمية والجلدية واضطرابات الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أن شرب تلك المياه قد يؤدي إلى إذابة حصوات الكالسيوم والعمل على توقيف ميكانيكية تكوينها.
أما المياه الكبريتية، التي تحتوي على عناصر الكبريت، وسلفا السيتاميد الذائب في الماء فلها تأثير ملطف ومضاد للبكتريا، لذلك ينصح العلماء باستخدام هذا النوع من الماء في
علاج كثير من الأمراض الجلدية والروماتزمية.
رابع المحاور هو استخدام الماء في أداء بعض التمرينات العلاجية كعنصر مساعد أو مقاوم للحركة، وفي مثل هذه الحالات تستغل الخواص الميكانيكية والقوى المؤثرة في الماء في أداء بعض تمرينات التقوية أو المرونة والليونة أو التوافق العضلي العصبي أو تمرينات التنفس أو تمرينات التوازن أو الاستطالة وتمرينات إعادة تدريب المشي لبعض الحالات المرضية أو حالات ما بعد الجراحة.
وتتم تأدية هذه الأنواع المختلفة من التمرينات في حوض مجهز خصيصا لتسهيل تلك التمرينات، وهو مصمم بطريقة تسمح بوجود المريض فقط أو وجود المريض وأخصائي العلاج الطبيعي في الحوض معا، وهذا الحمام أو الحوض مختلف تماما عن أحواض السباحة التي يستخدمها الأصحاء.المحور الأخير هو استخدام بعض الوسائل الكهربائية العلاجية أو الوسائل الأخرى لعلاج المريض تحت الماء حيث يستخدم الماء في بعض الأحيان كوسيلة أو موصل جيد لبعض الموجات الكهروميكانيكية مثل الأشعة فوق الصوتية العلاجية ويلعب دورا مهما في شفاء وعلاج إصابات وأمراض كثيرة باستخدام الموجات فوق الصوتية تحت الماء، ودائما يستخدم لعلاج الاضطرابات الوظيفية للقدم أو اليد.