توجعت حروفي بين يدي ّ..فبكت.
كانت بين يدي تسترسل تنعم بأمان تداعب فكري وروحي وتغار منهما نفسي
توجّعت حروف كلماتي ذات ليلة وما درى بها أحد، حاولت ثم حاولت ثم حاولت .. لم تشأ ان تزعج َ أحد
لكن أنينها أوجعني أنا. سألتها.. ما بالك حروفي؟ ما السبب؟
أحبّت الصمتَ فكلما تكلّمت نظر إليها شبح الحياة وأرعبها أن لا تنطقي لأحد.. إياك ِ !
تألمت لها وأحببتها أردت ُ لها أن ترسم َ نفسها فوق السطور كأي حرف ٍ داعب َفكري فلم تجبني ما السبب
قرّرت أن أخوض غمارها وأتعلم من صمتها المطبق، آلمني ما وجدت،
أخبرتني في دمعِ خَجَلٍ وَوَجَلْ ...
والنقاط تتساقط عناقيد َ حزينة من فوقها .. لم تقوى على حملها أنهكها التعب
أوسمعت ِ تغريد طير في ليلة ٍ صماء ؟
أشممت ِعبير زهرةٍ في جبل ِ شتاء ؟
أأحببت ولم يُسمحَ لكِ أن تلمسي دفء وَجْنَة ِ حب ٍ بين سلالِ وفاء
إني أحتضر من أجلها .. وليس لي هدهد يعلّمني يواريني ..لا أحد
واسترسلت تتوجّع ..
أحببت ُ بقية حروفي منذ سنوات ولم تفارقني ولم أفارقها
كنت أقرأ لها وأراها وهي تكبر أمام عيني أربع سنوات من العمر مررن واليوم وفجأة..تركتني
لم أعتد أن أطلب منها سوى أن تبقى مستبشرة ولم أعرف كيف أجعل حروفي تبتسم لها
أتألم من فهم بقية الجُمل لحروفي فلستُ أستجدي ..
بل يعصرني الألم يخنق فيّ الأمل ينزع من أحشائي جذور وطن
يدوس ُ فيّ كل كرامة وردة تتفتّح، يمزّقها ورقة ورقة .. يتفنّن في إيلامها عشقُ وهَنْ
هذا من فرط ِ حبي لكِ .. علّكِ تذوبين تنتهين بلا كفنْ
مَالَكْ!!!! .. ألا تتمالكين بعدي ؟!
أرى حرفه كل يوم ٍ يقول لي :
يا سيدالإحساس .. إياك ِ أن تشعر ببصيصه ..
عليك ِ أن تبقَى في وَجَلْ
حرمني ضحكة طفل أعادت لي وهجَ ما قُتِلْ
أبعدَتْ عني ما ابتلينا به من فن جَدَلْ
ألقى علي ّ تعويذة دجلْ
وأبقى في سمعي صريخ حَمَلْ!
صوت ٌ موحش ٌ موجع ٌ يلازم وحدتي يمزّق أيامي دون رحمة
يرمي بحرفي وما أحببت لحرفه سوى الرفعة َ والحب َ وطول أجل