- هنا توجه نوح إلى ربه داعياً:
{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }
نوح26
فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصنع الفلك لتكون وسيلة لنجاته مع قومه المؤمنين بالله من الطوفان
الذي سوف يحل بقومه العصاة الفاسقين
قال تعالى:
{ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ {39} حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40} وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41} وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
هود 38-44.
- هكذا حل الطوفان بقوم نوح العصاة الذين تكبروا في الأرض وعاثوا فيها فساداً ونجى الله نوحاً والذين أمنوا معه حينما رست السفينة على جبل الجودي في المكان المسمى بجزيرة ابن عمر في شرقي تركيا اليوم (جبل أرارت).
- لقد خرج ركاب السفينة منها واستقروا بادئ الأمر هناك ثم بدأ انتقالهم من جديد ..
- يقول الأستاذ محمود شاكر: .. وبذا انتقل مقر السكان مرة ثانية من جنوبي الرافدين إلى المنطقة الجبلية في الشمال وبدأت زيادة السكان مرة ثانية في تلك الجهات وتكاثر أبناء سيدنا نوح عليه السلام الذين ركبوا معه في السفينة، فخرج سام وأبناؤه نحو الجنوب الغربي باتجاه جزيرة العرب، وتفرقوا هناك وانطلق حام وأولاده نحو الجنوب فأقاموا في جنوبي العراق مرة أخرى بعد أن جفت الأرض وبدت خصوبتها مسافة، وتابع الآخرون فتوزعوا فسار بعضهم نحو الجنوب الشرقي نحو الهند بينما اتجه الآخرون نحو الجنوب الغربي حيث انتقلوا عبر مضيق باب المندب إلى إفريقيا..ومن هناك اتجهوا نحو الشمال وبقية المناطق فعمروها، وأما ولد نوح الثالث وهو يافث فقد تحرك وذريته نحو الشرق ومنهم من سار نحو الغرب.
- قبل اختراع النقود كان الناس يتعاملون بنظام المقايضة، حيث استخدمت أنواع متعددة من النقود المصنوعة من مواد مختلفة كوسيط للمقايضة مثل: العملة السومرية التي ظهرت في عهد نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام وكانت مصنوعة من الأصداف البحرية والصورة التالية تمثل نموذجاً لهذه الفترة الزمنية: