عندما يعيش العالم حالة من كسوف الشمس، يسارع العلماء لتحذير الناس من النظر المباشر للشمس أثناء فترة الكسوف
وهذا ما فعله النبي الكريم قبل 14 قرناً
كم من إنسان فقد بصره أو أصيب بأضرار جسيمة في عينيه نتيجة النظر لكسوف الشمس
وكم من خرافة نُسجت حول هذا الكسوف عبر آلاف السنين
من موت زعيم أو ملك، وخسارة معركة، أو ولادة ملك أو قائد
أساطير كثيرة تملأ المخطوطات والرقم الأثرية
ولا نجد أي تفسير علمي حتى بداية العصر الحديث.
الحقيقة العلمية تؤكد أن كسوف الشمس هو ظاهرة طبيعية ومعجزة من معجزات الخالق تبارك وتعالى، وتحدث نتيجة وقوع القمر أمام الشمس، فيحجب ضوءها لفترة من الزمن، وخلال هذه الفترة هناك خطورة كبيرة على العين بسبب الأشعة غير المرئية التي تبثها الشمس ولا نراها، ولكنها تؤذي العين.
هذه الحقيقة لم يتم اكتشافها إلا في السنوات الماضية، ولكن حبيبنا عليه الصلاة والسلام أنبأ عن هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرناً في حديث رائع يشهد على صدق رسالته للناس جميعاً
الحديث تضمن ثلاث حقائق علمية:
1- تضمن الحديث تفسيراً علمياً لعملية الكسوف بالإشارة إلى أنها ظاهرة طبيعية.
2- نفي الأساطير عن عقول البشر، ونفي الاعتقادات الخاطئة من أن الكسوف هو موت أو ولادة ملك!
3- التأكيد على عدم النظر إلى الشمس
والذهاب إلى الصلاة والدعاء وشغل النفس بذكر الله.
تأملوا معي هذه الحادثة وكيف عالجها النبي الأعظم. عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجرّ رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم
(إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم)
[البخاري].
وقد روي عن المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله)
[البخاري].
وفي رواية عن عبد الله بن عباس قال انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قياما طويلا نحوا من قراءة سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم
(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله)
[البخاري].
ونلاحظ من خلال هذه الأحاديث الشريفة أن النبي أراد أن يشغل الناس عن النظر للكسوف ولمدة كافية (ساعتين تقريباً) وهي المدة التي يحدث خلالها الكسوف
حيث يصلي صلاة طويلة لمنع الناس من الخروج والنظر إلى الكسوف فمن الذي علمه أن النظر إلى الشمس أثناء الكسوف يؤذي العين؟ ألا يريد النبي لأمته كل الخير؟
ولو قلنا لأي عالم فلك اليوم ما رأيك بقول النبي صلى الله عليه وسلم
(إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا)
[البخاري]
سوف يقول إنه يطابق العلم الحديث بنسبة 100 % وهذا يشهد على أن محمداً رسول من عند الله!
بقلم عبد الدائم الكحيل