|
عضويتي
» 5295 |
جيت فيذا
» 4 - 4 - 2013 |
آخر حضور
» 13 - 3 - 2020 (06:41 PM) |
فترةالاقامة »
4322يوم
| مواضيعي » 6844 | الردود » 33804 |
عدد المشاركات » 40,648 |
نقاط التقييم » 1241 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 2 | الاعجابات المرسلة » 61 |
المستوى » $98 [] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: رواية الاربعة الكبار اجاثا كرستي
بوارو : كيف وصلوا إليه ؟
- هذا ما لم اعرفه .. صحوت تلك الليلة و النار تأكل منزلي و كنت محظوظا بالفرار أنا و زوجتي , ثم تبين من التحقيق أن نارا عظيمة اندلعت في الطابق الأعلى جعلت عظام صديقي الشاب رمادا !
تخيلت انغليز و هو يتكلم بجد و حماس كأنه حصان من حجر و بيده سيف من خشب و قد غرق في لجة العاطفة , لكنه حين نظر إلى أدرك انه مجروف بحماسته , ضحك يعتذر :
- أجل ليس عندي دليل واحد , و احسب انك مثل غيرك تقول بان كلامي أوهام مجردة و أحلام
- كلا , بل إني أصدقك يا سيدي ؛ لأن لي شانغ رجل في غاية الأهمية في نظري
- ما كنت أتوقع أن أجد أحدا بين الأحياء في إنكلترا قد سمع به أبدا , واجد نفسي مدفوعا لأسألك:كيف عرفت عنه لو سمحت ؟
- لقد لجأ إلى منزلي رجل مصاب بصدمة عصبية حادة , وكانت حاله النفسية و البدنية سيئة , لكنه استطاع أن يخبرنا شيئا مثيرا حول منظمة غريبة تدعى ((الأربعة الكبار))يرأسهم لي شانغ ين و هو عقلها المدبر و الثاني رجل أمريكي و الثالث امرأة فرنسية , و الرابع لقبه ((المدمر)) , لكن من أعلمنا بهم قد مات , فهلا أخبرتني يا سيدي عن منظمة الأربعة الكبار ؟ هل سمعت بهذا الاسم من قبل ؟
- قد سمعت بها أخيرا , لكن ليس بصفة ارتباطها بلي شانغ ين , أكاد لا اعرفهم .. ها , تذكرت ...
نهض قائما و اتجه سريعا إلى خزانة عتيقة في زاوية الغرفة , و رجع و هو يحمل رسالة مفتوحة ..
- رسالة من ملاح عجوز قابلته مرة في شنغهاي , رجل قد اشتعل رأسه شيبا , يمضي معظم وقته ثملا , فحملت الرسالة على انه هذيان رجل سكران ليس غير !
قرأها بصوت عالي ..
(( سيدي ,
ربما لا تذكرني لكنك أسديت لي في شنغجهاي معروفا آخر , إنني في أشد الحاجة إلى قدر من المال حتى أستطيع الخروج من هنا , أنا مختبئ تماما لكنهم قد يصلون إلي في أي يوم , أقصد الأربعة الكبار
إنها مسألة هامة خطيرة , حياة أم ممات , عندي مال كثير لكن يصعب علي السعي إليه مخافة أن يعرفوا مخبئي !
أرسل لي ورقتين من فئة المائة جنيه و سوف أردها لك , أقسم يا سيدي!
جوناثان والي ))
- صادرة عن :غرانيت بنغالو , هوباتون , دارتمور . لقد خشيت أنها حيلة سخيفة لسلب مائتي جنيه مني صعب علي جمعها , فإذا كانت هذه الرسالة تنفعك شيئا فلترسل له مائتي جنيه .
- شكرا لك يا سيدي , سوف انطلق الآن إلى هوباتون !
- و هل تمنعني أن أرافقك ؟
- سأكون مسرورا بصحبتك , هيا , يجب أن نذهب من فورنا , لن نصل إلى دارتمور قبل ظلمة الليل
و في غضون دقيقتين كان جون انغليز مستعدا , و في الحال كنا في القطار الذي ينطلق من حدود بادنغتون نحو الريف الغربي
هوباتون قرية صغيرة تقع على ارض سبخة في غور منخفض, تبعد تسعة أميال عن موتورن هاستيد ركوبا في السيارة
كانت الساعة حين وصلنا الثامنة , لكن ضوء النهار ما زال مشهودا فوق المكان
اتجهت السيارة عبر الشارع الضيق في القرية , ثم توقفنا عند عجوز ينتظر في قارعة الطريق , سألناه عن القرية فقال الرجل العجوز متأملا :
- غرانيت بنغالو .. هل تريدون غرانيت بنغالو ؟
ثم هز رأسه كأنما ذكر شيئا , ثم أشار نحو كوخ رمادي ناء في آخر الطريق :
- هناك البنغالو , هل تريدون رؤية المفتش ؟
بوارو بدهشة : أي مفتش ؟ ماذا حدث؟
- إذن فلم تسمعوا بالجريمة ؟ لقد كانت مروعة ! حماما من الدم كما يقولون !
بوارو هامسا : يجب أن أقابل هذا المفتش
مضت خمس دقائق قبل أن نجد المفتش الذي لم يكن يرغب الحديث معنا و بدا مترددا و كتوما , حتى ذكرنا له اسم ((جاب)) مفتش سكوتلانديارد المشهور تغير أسلوبه و صار حسنا :
- نعم يا سيدي , لقد قتل الرجل صباح اليوم .. جريمة في منتهى البشاعة ,و الحادث غامض من أوله , فعندما قدمت إلى مكان الحادث اثر مكالمة تليفونية و أنا في موتورن إذا برجل عجوز في السبعين من عمره مولع بكأسه كما قالوا ممدودا على الأرض في غرفة المعيشة و في أعلى رأسه اثر كدمة عنيفة و قد ذبح من الأذن إلى الأذن , الدم ملأ المكان و تماثيل صينية اختفت من البيت , ربما في ذلك إشارة إلى سطو لكن يخرق هذا الظن الأمور , فالبيت فيه خادمان : بتسي آندروز , امرأة من هوباتون , و رجل فظ يدعى روبرت غرانت
آندروز خرجت لتثرثر مع جارتها في حين ذهب غرانت كعادته في كل صباح إلى المزرعة كي يجلب الحليب , و عندما رجع دخل من باب البيت الخلفي فرأى الأبواب مفتوحة , ثم وضع الحليب و مضى يقرأ الصحيفة في غرفته و يدخن , ولم يكن يعلم شيئا يزعمه
أما بتسي فدخلت غرفة المعيشة فصرخت صرخة مريعة توقظ الأموات , هكذا قال غرانت
شخص ما دخل البيت و هما خارجه و قتل العجوز المسكين !
لا بد أن يكون لصا وقحا قدم من القرية ثم زحف في إحدى الساحات , هذا ظني لكن البيوت – كما ترى – محيطة بكل أنحاء غرانيت بنغالو , و كل من عبرها يرى , و لاسيما الغريب
ثم سكت المفتش بحركة درامية و قال بوارو :
- ها لقد فهمت ,اكمل ..
- حسنا يا سيدي , هذه مسألة تثير الشك , لقد شد انتباهي اختفاء التماثيل الثمينة , إذ لا يدرك قيمتها متسكع دوار , و في كل الأحوال فارتكاب الجريمة في وضح النهار مغامرة مجنونة , ألم يخش المجرم أن يستغيث العجوز بالصراخ ؟
إنغليز : أظن آيها المفتش أن الكدمة التي ظهرت في رأسه كانت قبل الوفاة ؟
- هذا صحيح تماما يا سيدي , ضربة شرسة على الرأس ثم أتى على حنجرته فقطعها من الوريد إلى الوريد , لكن عجبا كيف جاء ؟و كيف ذهب ؟ إني أظن أن أحدا لم يأت من الخارج , نظرت في المكان نظرة فاحص , كانت ليلة أمس ليلة ماطرة , رأيت أثر أقدام راحت و جاءت من المطبخ , نظرت في الأثر في غرفة المعيشة : اثر قدم بتسي و قدم والي في حذاء من القماش و قدم رجل آخر !
لقد مشى ذاك الرجل فوق بقع الدم , فتعقبت هذه الآثار الدموية فرأيت واحدة على عتبة باب روبرت غرانت , و رأيت لطخة من الدم باهتة في الغرفة
أما الشيء الآخر فإنني أمسكت حذاء غرانت و طابقته مع الأثر فرأيته منطبقا فعرفت أن القاتل كان فعلا من الداخل , لقد اعتقل غرانت من اجل التحقيق و كان يتجهز للسفر , هل تدري ماذا وجدت في حقيبته المخرومة ؟ لقد وجدت فيها التماثيل الثمينة و تذكرة , كان روبرت غرانت هر أبراهام بيغز الذي أدين بجريمة سابقة و اقتحام منزل قبل خمس سنين ..
و نظر المفتش إلينا نظرة زهو و فخر و قال :
- فماذا ترون آيها السادة ؟
بوارو : جلاء القضية هكذا يثير الدهشة ! إن بيغز أو غرانت هذا أحمق , و يبدو انه غير متعلم , أليس كذلك ؟
- ها , انه كذلك : فظ غليظ القلب , أمي لا يعرف ما معنى اثر القدم؟
- من الواضح انه لا يدرك خيال رجل التحري ! حسنا , أهنئك أيها المفتش, لكننا نود لو نرى مسرح الجريمة
- سوف نذهب معا و أريدكم أن تطلعوا على آثار الأقدام
- هذا ما أريد أن أراه بعيني
و انطلقنا خلف المفتش الذي كان يعدو أمامنا بخفة و نشاط , ثم جذبت بوارو إلي قليلا لأهمس في أذنه و لا يسمعني المفتش :
- ماذا تتوقع يا بوارو ؟ هل في الأمر شيء آخر ؟
- أجل يا صديقي , لقد اخبرنا السيد والي صراحة أن الأربعة الكبار يتعقبونه , إن كان غرانت قد فعلها فلماذا ؟ من اجل تمثال صغير ؟ أم هو جندي للأربعة الكبار ؟ و هذا ما أراه أنا ..
هل كان غرانت يفهم قيمة هذه التماثيل ؟ ألم يكن يستطيع أن يسرقها و يهرب و لا يقدم على فعله المروع هذا ؟ إنني أخشى أن صاحبنا المفتش لم يشغل خلاياه الرمادية , بل قاس آثار الأقدام و غفل عن التفكير العميق و نسق أفكاره بأسلوب محكم رصين
.....................................
| | |