لا شيء
يبلل النفس سوى
الامل
وحتى ان كان ضئيلا
لا باس ان نجتهد في سقيه بكل ما يورقه من جديد
واكيد ان هناك فسحة من نور بداخلنا
علينا ان نسعى
جاهدين حتى تبقى مشعة ولا تنطفىء مع اول مشكل يباغتناا
لان الضياء ينام دائما بين جنبات الظلام فهما ضدان
لا يفترقان و كم يجهضه النور اوراقا ذاوية
رغم كونه لا يبعث فتيا الا من رحم ليل دامس
سيعانقه ولو بعد حين
فالحياة لا تتوقف عند اول مشكلة
كما انها لا تخلو ابدا من مغبات الماسي والاحزان
فهي كالنهر الهادر الذي قد يجرف معه احجارا
وقد يجرف معه ازهارا
وهي كالنهر السخي ايضا والذي قد نصطاد من مياهه العذبة
اسماكا لذيذة
كما يمكن ان تباغتنا منه بعض الافاعي السامة
وفي كلتا الحالتين هو نهر عذب لايمكن ان نرتوي منه
مهما شربناا
ولان
النفس هادرة صاخبة حينا وهادئة مبتسمة
احيانا تحب الحياة وتتشبث بها فهما كقنينتين تنضحان
بذات العطر
لذلك لا ترتوي
النفس من نبع الحياة
حتى وان تعكر صفوه
ولا تتعب الحياة من مشاغبة
النفس حتى وان كانت
في رغد وسعة من العيش
ونبقى معشر البشر كلما شربنا من ماء الحياة ظمئنا اكثر
وسنبقى نحمل ظمانا على اكتافنا قرابا مطوية حتى اخر
العمر الذي مهما طال يبقى قصيرا
لانه فعلا كذلك
ما دامت الاعمار تقاس بالعمار
فماذا انجزنا لنتباهى بطول اعمارنا
وكم لبنة اضفنا لسور الحياة حتى نعتبر انفسنا
قد مررنا بجسرها يوما؟
اومن يترك القفار وراءه كمن يترك الديار ؟
سؤال لا بد ان نضعه نصب اعيننا ونحن نبحث عن ورود
اعمارنا اين ذوت
اعود دائما الى جدتي
ولكن هذه المرة جدتي لابي التي ساتحدث عنها في عقدي هذا
من بين اجمل ما اذكره
انها كانت كلما التقت بنا سالتنا عن عمرها
هي لم تكن تنسى شيئا عكس جدتي لامي
ولكن العمر بالنسبة اليها كان مشكلة كبيرة
كانت تقول دائما لقد عشت كثيرا رغم كونها توفيت
على مشارف الستين
اليوم يقولون ان المراة لا تحب البوح بعمرها
وعندما اتذكر جدتي لابي لا تبدو لي هذه المقولة
صحيحة ابدا
لانني ارى العمركالعقد الثمين الذي تزداد قيمته بعدد خرزاته
التي لا نستطيع فصلها عن بعضها حتى لا نمزق
خيطها الرفيع
وكل خرزة منه تحمل ذكرى عزيزة لا يمكن ان نسقطها
بايدينا في لحظة تجمل
لنلغي معها ذكريات اجمل من ان نضع مكانها فراغاا
يبقى
حلقة مفقودة بعقدنا الذي نريده ثمينا بوزنه
انيقا بعدد خرزاته