تواضعه(ص)علو منصبه ورفعة رتبته
كان أشد الناس تواضعا وحسبك أنه خير بين أن يكون عبدا رسولا متواضعا
أو ملكا رسولا ولا ينقصه مما عند ربه شي فأختار أن يكون عبدا متواضعا رسولا
وعن أبي امامة قال :خرج علينا رسول الله (ص) متوكئا على عصا فقمنا له
فقال: لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضهم بعضا
وقال انس لم يكن شخص احب اليهم من رسول الله (ص) وكانو اذا رأوه
لم يقوموا اليه لما يعرفون من كراهيته
وكان(ص) اذا دخل منزلا قعد ادنى المجلس حين يدخل وكان يجلس على
الارض ويأكل على الارض ويقول :أنما انا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس
كما يجلس العبد
قال الامام الصادق (ع) :ما اكل رسول الله (ص) متكئا منذ بعثه الله عز وجل
نبيا حتى قبضه الله اليه متواضعا لله عز وجل
وقال : مرت أمرأة بذيئة برسول الله (ص) وهو يأكل وهو جالس على
الحضيض فقالت :يامحمد والله انك لتأكل اكل العبد وتجلس جلوسه
فقال لها رسول الله (ص): ويحك اي عبد اعبد مني فقالت:فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت :لا والله الا التي في فمك فاخرج رسول الله (ص) اللقمة
من فمه فناولها فأكلتها
قال ابو عبد الله (ع): فما اصابها داء حتى فارقت الدنيا روحها
وعنه(ع): كان رسول الله (ص) يحب الركوب على الحمار موكفا
والاكل على الحضيض مع العبيد ومناولة السائل بيديه وكان يركب الحمار
ويردف خلفه عبده او غيره ويركب ما امكنه من فرس او بغلة او حمار
وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه اكاف من ليف
وروي أنه اردف اسامة في حجة الوداع حين دفع من الموقف
واردف الفضل لما دفع من المشعر
قال الدميري وافاد الحافظ ابن منده ان الذين اردفهم النبي(ص)
ثلاثة وثلاثون نفسا وقال اهل السير وكان في بيته في مهنة أهله
ويقطع اللحم ويجلس على الطعام محقرا وكان يلطع اصابعه ولم يتجشأ قط
يحلب شاته ويرفع ثوبه ويخصف نعله ويخدم نفسه ويقم البيت ويعقل البعير
ويعلف ناضجه ويطحن مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق
ويضع طهوره بالليل بيده ويجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده.
|
|
|