بات مكيف الهواء من التجهيزات الأساسية في السيارات الحديثة؛ حيث أنه يتيح ضبط درجة الحرارة المناسبة صيفاً وشتاءً، ومن ثم الشعور بالراحة أثناء القيادة. كما أنه يساعد على إزالة بخار الماء المتكثف على زجاج السيارة، ما يكفل رؤية واضحة ويُزيد من درجة الأمان. ومع ذلك، لا يخلو مكيف الهواء من العيوب، على رأسها زيادة استهلاك الوقود.
وقال أولريش كوستر من الرابطة الألمانية لتجارة وصناعة السيارات إن أجهزة تكييف الهواء تتنوع من حيث نطاق التغطية بدءاً من الأنظمة البسيطة، التي تغطي منطقة واحدة بمقصورة بالسيارات الصغيرة ووصولاً إلى الموديلات، التي تغطي أربعة مناطق داخل مقصورة السيارة في موديلات الفئة العليا والمتوسطة.
أمان وسلامة
وأضاف كارستن غراف من نادي السيارات الألماني ADAC أن وظيفتي التدفئة وتبريد الهواء - بالإضافة إلى مزايا الراحة - تقدم مزايا أخرى تتعلق بعوامل الأمان والسلامة، فبدون أحدهما أو كلاهما لن يتم إزالة الصقيع وبخار الماء من نوافذ السيارة، وهو ما لا يضمن رؤية واضحة أثناء القيادة.
ويتم التحكم في أنظمة التكييف البسيطة بشكل يدوي لضبط درجة التبريد بالسيارة، بينما تعمل الأنظمة الأوتوماتيكية عن طريق مستشعرات بمقصورة السيارة للتحكم في درجة الحرارة المضبوطة مسبقاً والحفاظ عليها باستمرار.
وعند تغير درجات الحرارة بمقصورة السيارة بسبب عوامل خارجية مثل أشعة الشمس الشديدة، فإن هذه الأنظمة تقوم بمواءمة كفاءة التبريد في مناطق التغطية بمقصورة السيارة، والتي تشمل منطقتين إلى أربعة مناطق.
ويعد الاختلاف بين درجات الحرارة بين مناطق التغطية داخل مقصورة السيارة محدوداً، وذللك لاختلاط الهواء، الذي يتم بشكل عاجل أو آجل. وهنا أوضح إسفريد هينين من شركة فورد: "لا تتجاوز الفروق في درجات الحرارة أكثر من أربع درجات". ويتم تركيب المستشعرات الخاصة بهذه الأنظمة في حامل أجهزة القياس والبيان وفتحات التهوية، ثم يتم احتساب درجات الحرارة بمساعدة هذه البيانات. وأشار كارستن غراف إلى أن المستشعرات يمكن أن تقوم باحتساب تأثير أشعة الشمس على كفاءة التبريد، مؤكداً أن متطلبات أنظمة التكييف تزداد مع زيادة مساحة الزجاج بالسيارة.
زيادة الاستهلاك
وعلى الرغم من مزايا الراحة التي يوفرها مكيف الهواء، إلا أنه لا يخلو من العيوب. ويتمثل أهم هذه العيوب في زيادة استهلاك السيارة من الوقود، وخاصة لدى أنظمة التكييف البسيطة، التي تعمل دائماً على جعل درجات الحرارة في أدنى مستوياتها. ومن العوامل المؤثرة أيضاً بجانب تقنية التبريد حجم المقصورة الداخلية وجودة الزجاج واستخدامات السيارة.
ومن جهته، قال مانفريد بوشينريدر من شركة بي إم دبليو إن المتوسط السنوي لمعدلات الاستهلاك النموذجية يتراوح بين 1ر0 و 5ر0 لتر في كل 100 كلم. وأضاف غراف أن مكيف الهواء قد يرفع من معدل الاستهلاك إلى نسبة تصل إلى 5ر1 لتر/100 كلم خلال القيادة في المدن.
وأشار غراف إلى أن فتح النوافذ يضاف إلى العوامل، التي ترفع من استهلاك السيارة من الوقود، وذلك بسبب زيادة مقاومة الهواء، والتي تتسبب في زيادة الاستهلاك بمقدار 2ر0 لتر/100 كلم، علاوة على المحاولات الدائمة التي يقوم بها المكيف لتبريد الهواء الساخن الوارد من خارج السيارة.
درجة الحرارة المثالية
وينصح غراف في الأيام الحارة بفتح جميع النوافذ قبل بدء السير والسماح بتهوية السيارة، بالإضافة إلى ذلك ينبغي ألا يتم ضبط درجة الحرارة على درجات منخفضة بشدة، مشيراً إلى درجة الحرارة المثالية لمكيف الهواء هي 22 درجة. وأردف غراف أن الكثير من قائدي السيارات يميلون لتبريد الهواء داخل السيارة بشكل زائد عن الحد، وهو ما يؤدي إلى أضرار صحية بسبب تجفيف الهواء بشكل شديد. ويوصي غراف بعدم توجيه الهواء إلى الجسم بشكل مباشر، وتوجيه الهواء البارد على الكتفين لأعلى، بعدها يمكن توزيعه في المقصورة الداخلية ببطء ثم ينخفض.
ولا تحتاج أجهزة التكييف للصيانة بشكل عام، ولكن ينبغي عدم إهمالها. وأوضح كوستر قائلاً: "ينبغي فحص مكيف الهواء في فصل الربيع، ومن ثم التأكد من عمل بعض المكونات مثل الكمبريسور والمكثف والمبخر". بالإضافة إلى ذلك ينبغي استبدال فلتر حبوب اللقاح. وقد تشير الرائحة الكريهة بالمقصورة الداخلية إلى ضرورة تنظيف المبخر. وقد يشير ضعف كفاءة التبريد إلى انخفاض كمية مادة التبريد.
وينصح غراف أصحاب السيارات، الذين لا يستخدمون مكيف الهواء إلا في أوقات قليلة، بتشغيله مرة واحدة على الأقل كل شهر، وبذلك يبقى الزيت في الحركة. كما ينبغي إيقاف مكيف الهواء قبل نهاية الرحلة ببضع دقائق مع ترك مروحة الهواء؛ فهذا من شأنه تصريف الرطوبة المتبقية من النظام، والتي قد تساعد على تكثف بخار ماء على الزجاج وتؤدي إلى أضرار صحية بالإضافة إلى التسبب في ظهور رائحة العفن.