غزوان الحسن- سبق- الرياض:
في الوقت الذي يترقب فيه المسلمون في شتى بقاع العالم رؤية هلال شهر رمضان خلال الساعات المقبلة، يعيش جانب من المسلمين في حالة ترقب تختلف تفاصيلها ما بين هموم توفير الاحتياجات الأساسية، والبقاء على قيد الحياة، في ظل أوضاع مأساوية تعيشها دول كسوريا واليمن ومسلمي الروهينجا، فيما تبقى القضية الفلسطينة هي القاسم المشترك في وجع الأمة على مدى عشرات السنوات. مسلمو فلسطين يستقبل لاجئو فلسطين الشهر الكريم وسط معاناتهم في البحث عن العمل لسد رمق الحياة، فيما تشهد أسواق مدن فلسطين ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد الغذائية؛ نتيجة للظروف والحصار التي تشهده من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، وكان الإحصاء الفلسطيني أعلن عن ارتفاع جدول غلاء المعيشة في فلسطين، حيث سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفاعاً بنسبة 0.88% بواقع 1.55% في الضفة الغربية. ورأى الإحصاء أن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار في فلسطين يعود بشكل أساسي لارتفاع أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 14.75%، وأسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 13.07%، وأسعار الدرنيات بنسبة 5.95%، وأسعار الغاز بنسبة 2.62%، وأسعار الدواجن الطازجة بنسبة 1%، وأسعار اللحوم الطازجة بنسبة 0.88%. معاناة سوريا تزداد معاناة أبناء الشعب السوري من أوجاع الحرب ومرارة التدمير التي تشهدها البلاد في رمضانها للعام الخامس، وسط ظروف معيشية هي الأسوأ بتاريخ البلاد، والتي أرخت بظلالها على قوت الناس الذين أصبحوا يبحثون عن كفاف عيش يومهم، ومنطقة آمنة يلجأون إليها بعيداً عن القتل والبراميل التي تلقى عليهم وسط شحّ في المواد الغذائية للمناطق المحاصرة، مثل مدينة دير الزور وارتفاع أسعار باقي السلع في المناطق التي تعتبر شبه آمنة، حيث وصل سعر كيلو اللحم إلى قرابة 4 آلاف ليرة سورية لموظف راتبه يبلغ 15 ألفاً فقط. في الوقت الذي يرتفع فيه عدد الضحايا، وأشار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى في سوريا بلغ 220 ألف قتيل منذ بدء النزاع. أحوال اليمنيين انضمّت معاناة أبناء الشعب اليمني في رمضان هذا العام إلى باقي نظيراتها من الشعوب المسلمة الأخرى، التي تترقب حلول الشهر الكريم وسط مخاوف وأوجاع عدة، حيث يعاني أبناء اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية؛ نتيجة لما تقوم به عصابات "الحوثي" والمخلوع "صالح" من عمليات تخريب ودمار للبلاد. وقال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو): إن نحو نصف سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ولا يستطعيون الحصول على مياه الشرب النظيفة، منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على اليمن، والانقلاب على الشرعية. وتعمد ميليشيات "المخلوع" و"الحوثي" إلى منع دخول المواد الغذائية للشعب اليمني؛ بهدف تجويعه. مسلمو "الروهينجا" في الوقت الذي يترقب فيه مسلمو العالم حلول شهر رمضان بالفرح تزداد معاناة مسلمي الروهينجا، وتعرضهم لأبشع أعمال القتل من قبل البوذيين المتطرفين. وتشير التقارير والمنظمات الحقوقية إلى أن هناك أكثر من 25 ألف "روهينجي" مسلم تقطّعت بهم السبل قبالة سواحل ماليزيا، وإندونيسيا، وتايلاند، يهيمون على وجوههم فوق مراكب وقوارب مهترئة في خليج البنجال يصرخون من الجوع، والتعب، والغربة، والظلم، سيفطرون على متن تلك القوارب، وآخرون وسط صحراء خاوية