سبق- الدرعية:
منذ افتتاح حي البجيري في الدرعية على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، تشهد المنطقة تزايداً في مرتادي هذا المَعلم السياحي والتاريخي الهام؛ إذ يجد الناس في المكان المقومات السياحية والتراثية والعمرانية، إضافة إلى المساحات الخضراء التي تشيع الراحة والفرح. وتقع الدرعية شمال غرب مدينة الرياض، وهي تمثل أنموذجاً مميزاً في التعامل مع الآثار والتراث العمراني، وتتوزع الدرعية على ضفاف وادي حنيفة وروافده، ما بين غصيبة في الشمال والمليبيد في الجنوب، ويلفها سورها القديم بتحصيناته وأبراجه الطينية. ويخترقها وادي حنيفة؛ حيث روافده في منطقة الدرعية كثيرة؛ فهي من الشمال: "الخسيف، والحريقة، وغبيراء، والبليدة، والمغيصيبي، وقصير، وصفار، وقليقل، وقرى عمران، وغيرها"، وأهم مواضعها التي تفصل فيما بين روافد وادي حنيفة: "الملقا، ودبوس، والعلب، وغصيبة، وناظرة، والسلماني، والرفيعة، وسمحان، وشعيب كتلة، والقرين، والطريف". وتضم الدرعية عدة أحياء رئيسة هي: حي "الطريف"، الذي يقع فوق الجبل الجنوبي الغربي من منطقة الدرعية، محاط بالسور الأثري القديم، ويُشرف من علو بارز على باقي المدينة وفيه قصور آل سعود، وحي "غصيبة" وهو الحي الرئيس للدرعية القديمة وقاعدة الدرعية حتى 1100هـ، وحي "السريحة"، ويقع شمال البجيري، وكان يضم بيوت أعيان ووجهاء في المدينة، إضافة إلى أحياء تاريخية أخرى مثل الظهيرة والطرفية والعودة والبليدة. وتحوي، العديد من الآثار الهامة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية، ومن أهم آثار الدرعية، "قصر سلوى" الذي وضع لبنته الأولى، الإمامُ محمد بن سعود في القرن الثاني عشر، وقام ببنائه كبير البنّائين وأستاذ البناء "ابن حزيم"، والذي يقع في منطقة سلوى، وكان سكناً للأمير، ومنه تدار شؤون الدولة؛ حتى أصبح قصراً للحكم، وتعاقب عليه عدد من الأئمة؛ مما أحدث فيه الكثير من التعديلات والإضافات بما يتماشى مع الحاجة الحاضرة في كل عهد، ومَن يشاهده الآن يدرك ويشعر بقوة دولة هذا مقر قائدها. ويضاف لذلك، قصر "البجيري" الذي يقع على الضفة الشرقية من وادي حنيفة به مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب ومدرسته وبيته، ونخيل السلماني وهو نخل الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبدالوهاب ويوجد فيه قصره، وسور "الطريف"، وهو سور كبير وعليه عدد من الأبراج الضخمة للمراقبة ويحيط بحي طريف الذي يضم العديد من القصور التي شيدت في عهد الدولة السعودية الأولى. ولعل اللافت في التطوير الذي تشهده الدرعية التاريخية، حي البجيري الذي تَحَوّل إلى تحفة معمارية وبيئية جمع الماضي بالحاضر؛ فهو يضم ساحات وجلسات ومطاعم ومقاهٍ ومحالّ تبيع المشغولات التراثية والمشالح والعسل، وقد أصبح الحي مزاراً لسكان الرياض، ولا غنى لمن يزور الرياض عن ارتياد هذا المكان الجميل. ومن المتوقع أن تشهد الدرعية تزايداً لافتاً في الحضور من السياح؛ سواء من داخل أو خارج المنطقة؛ فالدرعية تم صياغتها بشكل عمراني وثقافي وسياحي يعزز من التوجهات التي تتوخاها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار؛ لدعم تلك المناطق وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها الزائرون مثل الفنادق والمطاعم والتسوق، وهو ما يراهن عليه الكثيرون في الدرعية التاريخية.