كيف أتكلم مع ابنتي عن الدورة الشهرية؟
لا شك عندما تقف ابنتك على أعتاب سن البلوغ
وتدركين أنه لا حيلة لك أن تظل هي صغيرتك المدللة،
لا بد لك من وقفة والحديث معها حتى لو بدت المهمة
صعبة، لكن أكدي لنفسك دائما بأن ابنتك يجب أن تأخذ
معلوماتها منك أنت لا غيرك حتى لا تلجأ لأخريات
لا نعلم من هن أو ماذا ستسمع منهن لذلك اجعليها تأخذ
كفايتها منك أنت وحدك دون الحاجة للأخرين.
إجلسي مع ابنتك جلسة هادئة بعيدا عن جميع أفراد أسرتك
لتعرف أن بينها وبين والدتها أسرار لا يعلمها أحد غيرهما،
هذا سيفرحها كثيرا ويجعلها تتقرب منك أكثر
وتسألك كلما أرادت ذلك.
وفي جلستكم الأولى يكفيها أن تعلم بأنها ستخطو قريبا
نحو البلوغ وأن هناك تغيرات كثيرة ستطرأ عليها مثل
ظهور بعض الشعيرات في أماكن مختلفة في جسدها
وبروز في صدرها، ثم تدرجي بعد ذلك في الحديث
عن الدورة واشرحي لها ما هو البلوغ بأسلوب مبسط
وسهل يتسم بالاطمئنان حتى لا ترهبه مؤكدة لهال إنه
أمر طبيعي تمر به جميع الفتيات ودليل محبب للأم لأنها
من خلال هذه العلامات تسعد بنمو صغيرتها.
احرصي أن تكوني متاحة لأبنتك في هذه الفترة فقد تحتاج
لسؤالك كلما طرأ على خاطرها أية مخاوف وعندما تسألك
أية أسئلة، لا تخجلي ولا ترهبي أنت الموقف لأنها بدون
شك ستلاحظ رد فعلك فسمات وجهك المريحة ستنقل لها
حتما اطمئنان وراحة، وسمات وجهك القلقلة سيزيد عندها
القلق والتوتر، لأنه كثيراً ما تشعر الفتيات في هذه المرحلة
بالخوف والقلق وهنا عليك أن توفري لها الشعور بالحماية
والأمان، وعندما تأتيك دورتك الشهرية اجعليها تشعر بك
لأنها ستراقبك وتراقب تصرفاتك وعندما ترى أنك طبيعية
وأن الدورة لم تغير فيك شيئا سترتاح كثيرا,
فكثير من الفتيات تترك لهن هذه المرحلة رواسب نفسية سيئة
ومنهن من تصاب بحالات هستيرية شهرية في موعد الدورة
الشهرية.
واعلمي يا سيدتي أن البلوغ ما هو إلا مرحلة انتقالية من
مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج التي يحدث فيها تغييرات
عضوية في جسد الفتاة وتغييرات فسيولوجية في وظائف
الأعضاء بالإضافة إلى تغييرات سيكولوجية
وأيضا تغييرات اجتماعية في علاقتها بالآخرين.
ويبدأ سن البلوغ عادة في العاشرة من العمر ويمتد حتى
سن الثالثة عشرة ومن الممكن أن يحدث البلوغ قبل هذه
السن (ما قبل الثامنة) ويسمى البلوغ المبكر أو يتأخر
لما بعد الرابعة عشرة من العمر ويسمى البلوغ المتأخر.
ويرجع البلوغ المبكر إلي عدة أسباب منها أسباب وراثية
أو أسباب فسيولوجية وقد تكون حالات مرضية عند الفتاة
كحالات القلق النفسي أو حالات التهاب الغدة النخامية وبعض
أورام المبيض، وهنا يجب الاهتمام بهذا الأمر وعرض الابنة
فوراً على الطبيب المختص لمعرفة التشخيص الصحيح
ووصف العلاج المناسب إذا دعت الحاجة.
أما البلوغ المتأخر أي ظهور الحيض إلى ما بعد الرابعة عشرة
وتأخر نمو الثديين فترجع أسبابه إلى أسباب خلقية مثل وجود
غشاء بكارة مغلق أي خالي من الثقوب الطبيعية التي تسمح
بمرور دم الحيض أو إلى أسباب هرمونية من جراء إصابة
إحدى الغدد الصماء بأورام أو التهابات.
وقد يكون البلوغ المتأخر بسبب سوء التغذية خاصة
وأن كثير من الفتيات في هذه السن يتبعن رجيم قاسي بأسلوب
خاطئ أو فقدان الشهية العصبي الذي يؤدي إلى إصابة الفتاة
بنحافة شديدة، كما أن الأسباب العصبية والنفسية مثل فقدان
أحد الأبوين بالوفاة أو بالطلاق يعد واحدا من أهم الأسباب.
ولا يفوتنا يا سيدتي إنه من الضروري أن تلم الفتاة إلماما كاملا
بالدورة الشهرية وتعرف أن نزول كمية من الدم من المهبل
يستمر لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام، بصورة دورية
منتظمة كل ثمانية وعشرين يوماً أو تقل هذه المدة أو تزيد
حسب طبيعة كل أنثى، بحيث يكون لديها دائما الاستعداد
النفسي لاستقبالها وأنه قد يصاحبها بعض الآلام قبل نزولها،
وفى كثير من الأحيان تكون هذه الآلام خفيفة،
وبدون أسباب مرضية.
ويجب اعتبار أيام الدورة أياماً عادية لا تمنعها من ممارسة
الرياضة، كما إن أنسب طريقة لاستقبال الدورة الشهرية أن
تأخذ حماماً دافئاً يومياً بمجرد إحساسها أن دماء الدورة
الشهرية في طريقها إلى النزول وبذلك يمكن إزالة الاحتقان
الموجود في الجسم الذي يسبب الألم مع تناول قرص أسبرين