رغم أنّ العلاقة العاطفية وخصوصاً حين تصبح زواجاً مباركاً، يتّحد بواسطتها الثنائي ليصبحا شخص واحد ورغم أنّ معايير كثيرة يجب أن تجمع بين الحبيبين كي تتكلل العلاقة بالنجاح، الاّ أن هذا كلّه لا يلغي أبداً أهمية الاستقلالية، أي المساحة الخاصة التي يجب أن يتحلّى بها كلّ منهما شرط أن تكون الثقة الراعي الرسمي لكلّ تصرفاتهما.
- للمحافظة على تجدد علاقتكما:
في ظلّ العلاقات العاطفية طويلة الأمد
يسهل على الروتين التسلل الى حياة الثنائي
وتحويل واقعهما الى ملل وضجر. لذا الاستقلالية
وقوامها الحفاظ على الحياة المهنية الخاصة، الأصدقاء
والهوايات تبقي العلاقة بين الاثنين متجددة تحكمها
الحماسة لاكتشاف كل طرف للآخر
فكلّما نمى كل طرف في العلاقة ككيان
مستقلّ جذب الطرف الآخر اليه وأصبحا سوياً
أقوى على العقبات والملل.
- للمساحة الخاصّة:
كي تضمني ألا تذوبي في الحبيب أو لا يذوب
الحبيب فيك من المهمّ جداً أن يحافظ كلّ منكما
على هويته الخاصة، وهذه الهوية لا تضمنها الاّ
المساحة الخاصّة لكل منكما وهي ممارسة
الهوايات الخاصّة، الاهتمام بالصحة والشكل
اتّخاذ القرارات الخاصّة، التصرّف والتفاعل بشكل
طبيعي عفوي مع كلّ ما يحصل، شرط ألا يهمل أحدكما
واجباته تجاه العلاقة أو الآخر.
- لتطوير العلاقة:
تحتاج كلّ علاقة للتطوّر والنموّ، كي تصبح
أقوى أمام الأزمات الخاصة أو الحياتية وكي
تستطيع مجابهة الاغراءات وتخطّي مطبّات الحياة
من نجاحات كبيرة وأحزان عميقة وغيرها من مجريات
الحياة. ولكنّ العلاقة لا تتطوّر والثنائي لا يحترم
استقلالية طرفيه، لأنّ الغيرة من الحبيب وعليه،
والظنّ بأن الأوّل يملك الآخر كلّها كلّها عوامل
تسبب انهيار العلاقة وليس نموّها.
- لتجديد المشاعر:
كما تلاحظين يبدو أنّ الاستقلالية ضمن العلاقة العاطفية
لا تردّ الاّ بالفوائد على الطرفين. فكلّما حافظ الطرفان
على حريّة بعضهما،
وكان لهما الحرية في التصرّف واتخاذ القرارات
والتنفّس خارج إطار العلاقة الضيٌّ كلّما اشتاق
الطرفان لبعضهما وكلّما شعرا بالحبّ ينتعش ويتطوّر بينهما.