لا شك أن تحديد أسباب مرض الطفل أمر ليس بالسهل
على الأم فى كل الأوقات، وقد يمثل نوعا من التحدى
بالنسبة لها، خاصة عندما يكون الطفل غير قادر على
التعبير عما يشعر به.
ولذلك فإن حالات التهاب أو آلام الحلق عند الطفل قد
تحتاج من الأم نوعا من الملاحظة الدقيقة.
وهناك عدد من العلامات أو الأعراض العامة التى قد
تعنى أن الطفل يعانى من التهاب بالحلق، مثل بكائه عند
تناول الطعام، وشعوره بالألم عند البلع. وفى كثير من
الأحيان فإن الحلق الملتهب للطفل قد يكون أولى علامات
إصابته بالأنفلونزا أو نزلة البرد.
إن التهاب الحلق فى العادة لا يمثل خطرا كبيرا على الطفل،
ولكن يبقى من المهم على الأم أن تحاول تحديد أسباب التهاب
حلق طفلها لتبدأ فى مرحلة العلاج، وعلى الأم أن تلتزم دائما
باستشارة طبيب الطفل بخصوص الأعراض التى قد تظهر
عليه، وتسبب له التهاب الحلق.
قد يكون التهاب حلق الطفل بسبب الأنفلونزا، أو نزلات البرد
أى أنه يكون بسبب عدوى فيروسية، وهو الأمر الذى قد يسبب
للطفل شعورا كبيرا بعدم الراحة، كما أن هذا الشعور سينتهى
بعد ثلاثة أو أربعة أيام. ويجب لفت النظر أيضا إلى أن
المضادات الحيوية لن تجدى مع الطفل فى تلك الحالة.
إذا كان طفلكِ يعانى من التهاب فى الحلق، ومعه بعض الأعراض
الأخرى مثل العطس أو الصداع أو ارتفاع طفيف فى درجة
الحرارة أو فقدان للشهية، فكل تلك الأمور على الأرجح تعنى أن
الطفل يعانى من نزلة برد.
أما إذا كان الطفل يواجه مشكلة فى تناول طعامه أو لا يستطيع
التعبير بكلمات واضحة أنه متألم، فقد يعنى هذا الأمر أنه يعانى
من قرح فى الفم.
وبالإضافة لما سبق فهناك بعض المسببات المتنوعة لالتهاب
الحلق مثل دخان السجائر والأتربة الموجودة فى الجو، وهى كلها
عوامل قد تسبب للطفل التهابا فى الحلق، أو نوعا من الحساسية
فى الحلق.
إن العدوى التى تسببها البكتيريا قد تضر بأجزاء أو أعضاء كثيرة
فى الجسم إذا لم يتم علاجها، ولذلك فمن الأفضل أن يلقى الطبيب
نظرة على حلق طفلكِ إذا كان يعانى من التهاب أو بعض الآلام
البسيطة.
إذا كان حلق الطفل متورما أو به إحمرار شديد يجعله غير قادر
على البلع ويتنفس بصعوبة، فكل تلك الأمور تستدعى أن يقوم
الطبيب بفحص الطفل.
ويجب على الأم أيضا أن تستشير الطبيب إذا كان التهاب الحلق
عند الطفل يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة وفقدان للشهية.
على الأم أن تعلم أن التهاب الحلق عند الطفل إذا كان بسبب
عدوى فيروسية فإن الأمر لن يحتاج لعلاج بالأدوية، وسيستفيد
الطفل كثيرا من الراحة وتناول الكثير من السوائل.
أحيانا قد يتمكن الطبيب من تشخيص حالة طفلكِ فى عدة دقائق
مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل إذا كان يعاني المرض الشديد
فإن الطبيب سيبدأ فى علاجه فورا، ولن ينتظر نتائج لأى
فحوصات طلب إجراءها.
أما إذا كان التهاب حلق الطفل بسبب البكتيريا فإن الطبيب
سيعتمد على المضاد الحيوى للعلاج كما أنه سيكون مطلوبا
من الأم أن تلتزم بتعاليم العلاج حتى لا تسوء حالة طفلها.
هناك عدد من الأمور التى يمكن للأم أن تقوم بها لتخفيف حالة
التهاب الحلق عند طفلها، فيمكنها مثلا أن تقدم للطفل السوائل
الساخنة مثل الشاى بالعسل أو عصير التفاح البارد، مع الابتعاد
تماما عن تقديم عصير الليمون للطفل لأنه لن يساعد حالة التهاب
الحلق عنده. يمكن للأم أيضا أن تجرب العلاج بالبخار مع طفلها
المصاب بالتهاب الحلق.