تمر على أى أم أوقات أحيانا تكون قد وصلت فيها لمرحلة الملل من سماع بعض الردود من طفلها، مثل: سأقوم بالأمر لاحقا، مع الوضع في الاعتبار أن تضييع الطفل للوقت وكسله أمر سيشكل له مشكلة مع مرور الوقت، حيث إنه ستصبح له مسئولياته الخاصة وسيكون لديه مساحة أكبر للتحكم فى وقته الخاص. ولكن يجب عليك ألا تقلقي أو تتوتري لأنك يمكنك أن تخلصي طفلك من تلك العادة السيئة السابق ذكرها منذ الصغر على أن تكون بداية التعامل، مع دراسة السبب الحقيقي وراء تصرفات وسلوكيات الطفل وتجربة بعض النصائح والإستراتيجيات. وبصفة عامة فإن إقناع طفلك بفعل أمر هو لا يريد فعله يمثل نوعا من التحدي، وينطبق الأمر أيضا، بل قد يكون أصعب فيما يتعلق بإقناع الطفل بالتخلي عن فعل بعض الأمور التى يحب هو القيام بها.
في البداية وبكل بساطة فإن الطفل أحيانا قد يتذمر ويتلكأ عند تنفيذ الأمور التى تطلبها الأم لأن أولوياته تكون مختلفة بكل قطع عن أولويات الأشخاص البالغين وعن أولويات أهله وخاصة أمه. ويجب عليك أن تنسي تماما فكرة أن تقنعي طفلك بفعل الأمر الذى ترين أنت أنه مهم أو أكثر أهمية من أمور أخرى أو من الأولويات. ويجب أن تكون كل أم مدركة أن بعض الأمور مثل المواد الدراسية وطريقة التصرف والأخلاق كلها أمور فى البداية قد لا تكون مهمة على الإطلاق للطفل. ولكن يمكنك أن تحاولي تغيير هذا الأمر من خلال ربط المهمة التى تريدين من الطفل تنفيذها بأمر هو يقدره ويحبه كثيرا. ويمكنك مثلا أن تسمحي للطفل بمشاهدة التليفزيون، ولكن فقط بعد أن ينتهي من واجبه المدرسي فإن الطفل سيتعلم بتلك الطريقة أن المميزات التى يحصل عليها تأتى مع تصرفه بطريقة مسئولة.
لا تستسلمى سريعا لسلبية طفلك أو لرفضه فعل أمر ما، بل يجب أن تحاولي اكتشاف ما يجرى في حياة الطفل، وعلى سبيل المثال فإذا كنت قد طلبت من طفلك تنظيف وتنظيم غرفته وأنت تعلمين أنه قادر على هذا الأمر فقد يكون قلق الطفل وتردده بسبب أنه يعتقد أنه لن يكون قادرا على إنجاز المهمة. ولكن فى نفس الوقت إذا كانت مشكلة الطفل مع الواجبات المدرسية فعليك أن تقومي بالبحث فى المشكلة والتحدث مع معلمي الطفل في المدرسة. وفى تلك الحالة يمكنك أن تعلمي طفلك كيف يقوم بتقسيم المهمة لمهام صغيرة. إن الطفل سيشعر أنه لا يوجد ضرر من تأخير القيام بأمر ما إذا كان لا يشعر بمدى أهمية هذا الأمر بالنسبة له وفى حياته، وفى تلك الحالة سيكون عليك أن تساعدي طفلك على وضع جدول به مواعيد محددة للأمور التى يجب عليه القيام بها والانتهاء منها مع ضرورة اتباع هذا الجدول. إذا كان طفلك مثلا يجب أن ينام في الثامنة مساء، وحدث أن كان مستعدا للنوم فى الثامنة إلا ربع فيمكنك أن تقومي بمكافأته على هذا الأمر.
قد يؤجل طفلك أو يعطل بدئه فعل أو تنفيذ أمر ما بالرغم من أنه قد يكون يحبه، وهذا كله بسبب شعوره بالخوف والقلق من ألا يقوم بتنفيذ الأمر على الوجه الأكمل، ولذلك فإن طفلك قد يعطل البدء فى دروس البيانو لأنه يشعر بالقلق من ألا يكون عزفه جيدا. وفى تلك الحالة عليك أن تخبري طفلك حقيقة أن جميعنا نرتكب الأخطاء، وأن المهم هو أن نبذل أقصى ما فى وسعنا، وهذا أمر يمكن تحقيقه. يجب عليك أن تساعدي طفلك على تنظيم وقته، ولكنك فى نفس الوقت يجب ألا تكوني شديدة الحزم، ويمكنك مثلا أن تساعدي طفلك على تحضير قائمة مدون بها كل المهام التي يجب على الطفل القيام بها خلال الأسبوع.